قال مرصد الإفتاء المصري إنّ منفذي هجوم الواحات الأخير استخدموا استراتيجية «سمكة الصحراء»، وهو مصطلح عسكري ظهر مع صعود تنظيم الدولة في سوريا والعراق، تعتمد على المراوغة ونقل الصراع من مكان إلى آخر وتنفيذ هجمات نوعية متزامنة في دول مختلفة.
وفي التقرير، يجيب خبيران عسكري ومتخصص في الجماعات المسلحة لـ«رصد» عن سؤال: هل يستخدم تنظيم «ولاية سيناء» فرع تنظيم الدولة في مصر وغيره من الجماعات المسلحة استراتيجية «سمكة الصحراء»؟!
أفراد من الجيش في الواحاتقال حسن أبو هنية، المتخصص في شؤون الجماعات المسلحة والمحلل السياسي الأردني، إنّه «وفق قواعد استراتيجية سمكة الصحراء، فإنها تعتمد على انسحاب التنظيم من أماكن يتعرّض فيها لضربات متتالية إلى مواقع جديدة غير متوقعة من قِبل خصومه؛ ليُشكّل بذلك منطقة نفوذ جديدة، يضمن فيها مزيدًا من الأتباع، ومزيدًا من الموارد المادية التي تساعده على استكمال أهدافه.
وعن لجوء الجماعات المسلحة في مصر إلى هذه النظرية، قال إنّ المسلحين في مصر لا يلجؤون إلى هذه الاستراتيجية؛ لأنّ كلّا منهم متمركز في موقعه؛ فـ«تنظيم الدولة» في شمال سيناء، و«المرابطون» في الواحات، و«حسم» في وادي النيل، بينما تُتّبع «سمكة الصحراء» في سوريا والعراق فقط.
المسلحون مصريون
وعن تصريحات عبدالفتاح السيسي في المؤتمر الصحفي بقصر «الإليزيه» بحضور الرئيس الفرنسي ماكرون وتنبأ فيها بزحف داعشي من سوريا والعراق إلى مصر، قال حسن أبو هنية إنّ «السيسي يحاول جذب الدعم السياسي والمعنوي من الغرب؛ فتنظيم الدولة لا يزال في مواقعه في سوريا الوعراق، وإذا انسحب من موقع يسطير على آخر جديد».
وأضاف أنّ «الجماعات المسلحة في مصر تستقطب المصريين فقط؛ بسبب المناخ السياسي السلبي الذي صنعه السيسي وحكومته للمصريين ودفع عديدًا منهم ليكونوا أعضاء لأي تنظيم مسلح بسهولة».
مجرد اصطياد
ووافقه في الرأي الخبير العسكري اللواء محمد عبدالفضيل شوشة، الخبير العسكري، قائلًا إنّ «استراتيجية سمكة الصحراء تعني توغّل التنظيمات المسلحة في مناطق عديدة بمصر وانتقالهم بشكل سريع، وهذا الأمر غير مشهود بمصر؛ فهذه التنظيمات تمارس استراتيجية اصطياد، والمقصود بها تنفيذ هجوم والعودة لنقطة التمركز الأساسية وليس تكوين تمركز جديد».
وقال مرصد «الفتاوى التكفيرية والآراء المتشددة»، التابع لدار الإفتاء المصرية، إنّ «الجماعات المتطرفة في الصحراء الغربية تلجأ إلى استراتيجية سمكة الصحراء أو سمكة الرمال».
وأضاف أنّ «هذه الاستراتيجية تضمن للتنظيم بقاءً مؤقتًا وليس دائمًا؛ إذ استوحتها التنظيمات المتطرفة من زواحف الصحراء التي تختفي بها عن أعين الأعداء، بجانب المراوغة والخداع لصيد الفرائس، ولجوء هذه التنظيمات إليها يعني الهروب والانسحاب من مناطق نفوذ ضعيفة مُنيت فيها بالهزيمة إلى مناطق جديدة تضمن لها موارد مادية وبشرية، بالإضافة إلى الدعم اللوجيستي تستطيع البقاء ومواصلة استكمال أهدافها».
وقال المرصد إنّ «هذه الاستراتيجية ربما تساعد هذه التنظيمات على بناء تحالفات جديدة من المتأثرين بالفكر المتطرف، بجانب العناصر المتناثرة من بقايا التنظيمات الأخرى؛ وضمّهم لصفوف التنظيم، بجانب الاستفادة من خبرات العناصر الأجنبية التي سبق لها المشاركة في الأعمال المسلحة».