شبكة رصد الإخبارية
follow us in feedly

«وصاية إيرانية».. هكذا وظفت طهران أذرعها الشيعية بين العرب

أفراد من حزب الله يرفعون راياته في كل مشاركاتهم بسوريا والعراق ولبنان

جاءت تصريحات الرئاسة الإيرانية، التي قال فيها إن لبنان ودولا عدة لا تستطيع اتخاذ قرار حاسم دون الرجوع إلى إيران وأخذ رأيها، لتعبر عن النفوذ الذي حققته طهران في المنطقة العربية عبر أذرعها الشيعية داخل عدد من الدول، مثل حزب الله في لبنان والحشد الشعبي في العراق، وتضع الأنظمة العربية في مأزق المكاشفة أمام شعوبها.

وحاول تصريح رئيس الجمهورية الإيرانية حسن روحاني، تعظيم دور إيران في المنطقة العربية، مدعيًا نفوذها في كلا من العراق وسوريا ولبنان والخليج، بالإضافة إلى شمال أفريقيا، وما أسماه بـ «الخليج الفارسي»، زاعمًا أن كافة تلك الدول لا يمكنها اتخاذ قرار حاسم دون الرجوع إلى إيران.

وقال روحاني إن السبب في هذا النفوذ هو «وعي الشعب الإيراني وفطنة قائد الثورة وحالة التكاتف والتضامن في البلاد»، مضيفا أنه «لو ابتعدنا عن بعضنا البعض لما شهدنا هذه العظمة».

علاقة تصريح روحاني بواشنطن

لكن مراقبون رأوا أن التصريح يخص الإيرانيين بالدرجة الاولى في ظل التحديات التي يواجهها الحرس الثوري من عقوبات اتخذتها واشنطن، لأن التصريحات الإيرانية، جاءت متزامنة مع ما قاله مستشار الأمن القومي الأميركي، الجنرال هربرت ماكماستر، في ذكرى تفجير مقر المارينز في لبنان، حيث أكد أن «من قام بتفجير مقر مشاة البحرية الأميركية «المارينز» في لبنان عام 1983 قد أصبحوا قادة في ميلشيات حزب الله اللبنانية».

ومن جهته اعتبر نائب الرئيس الأميركي مايك بنس إن  ذلك الحادث كان هو شرارة انطلاقة الحرب على الإرهاب، مضيفا: «سوف نتابع تقويض إرهاب حزب الله وملاحقته، وإن إيران الداعمة لهذه الجماعة الإرهابية لن يتسامح معها الرئيس دونالد ترامب.

 و كان مقر القوات الأميركية في بيروت، في الثكنة المجاورة لمطار العاصمة، قد تم استهدافه بشاحنة مفخخة، ما أدى الى مقتل قرابة 249 جنديًا أميركيًا وإصابة العشرات.

محطة للتصعيد

وقال مصدر وزاري لبناني لـ «القبس الكويتية» إن  «كلام روحاني موجه الى الإيرانيين بالدرجة الأولى لشد العصب ومواجهة التهديدات والضغوطات التي تتعرض لها طهران دولياً»، وهي تتخذ حاليا شكل عقوبات مشددة تلاقيها تهديدات إسرائيلية متواصلة لما تسميه «وكيل الحرس الثوري في لبنان، حزب الله»، معتبرا أن كلام روحاني ليس الا محطة في مسار تصعيدي تتجه اليه العلاقة بين الإدارة الأميركية وطهران ويصعب التكهن بمآلاتها.

الرئيس الإيراني حسن روحاني

ردود غاضبة

وأثارت الردود الساحة السياسية في لبنان، وجاء الرد السريع لرئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري منتقدًا الموقف الصامت للرئيس ميشال عون، خاصة وأن التصريحات صادرة من رئيس الجمهورية الإيرانية وليس مسؤولا في الدولة.

وقال الحريري في تغريدة له عبر «تويتر» إن «قول روحاني ان لا قرار يتخذ في لبنان دون ايران قول مرفوض ومردود لأصحابه. لبنان دولة عربية مستقلة لن تقبل بأي وصاية وترفض التطاول على كرامتها».

واعتبر وزير العدل اللبناني السابق أشرف ريفي، تصريحات روحاني إهانة للبنانيين، وعدم اعتراف بسيادتها، وإشارة إلى أن بيروت بمواجهة وصاية لبنانية حقيقية.

وانتقد رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع، التصريحات، وشيرا إلى أنه «في ما يتعلق بسوريا والعراق عليهما ان يقررا ما يجب فعله، ولكنني سوف أتحدث بما يتعلق بلبنان، فنحن كل عمرنا نحترم كل الشعوب ومن ضمنهم الشعب الايراني، ولكن لن نقبل في أي يوم من الايام بأن يُملي علينا أحدٌ قراراً أو يتخذ عنا قراراً، هذا تصريحٌ غير مقبول ويتخطى الأصول والاعراف الديبلوماسية».

ولفت جعجع إلى أن «الصمت عن بعض الأفعال التي لسنا راضين عنها مثل قتال حزب الله في سوريا أو تهجمه على الدول العربية الصديقة، وإذا غضينا الطرف عن بعض هذه الأعمال حرصاً منا على الاستقرار اللبناني الداخلي، هذا لا يعني أننا نقبل أن نتلقى قرارات لا من إيران ولا من اميركا ولا من أي دولة أخرى في العالم».

سعد الحريري

سيطرة إيرانية على لبنان

التمدد الإيراني في المنطقة، أصبح أمرا واقعا، وإحدى حلقاته هي لبنان، وهو ما أكده عضو تكتل التغيير والاصلاح النائب حكمت ديب، مؤكدا أن « لإيران دورا فاعلا في المنطقة لا يمكن تخطيه».

وأوضح ديب، أن «نفوذ ايران في الشرق الاوسط أصبح أمرا واقعا، ويتجلى في لبنان عبر حزب الله، ولكن هذا لا يعني أنه لا يُتخذ قرار في لبنان من دون إرادتها، ونحن كدولة سيدة نرفض هذا المنطق»

لكن عضو تكتل التغيير والإصلاح، أكد أن «حزب الله ورغم ارتباطه بإيران، فإنه يؤكد دائما أن القيادة الايرانية لا تتدخل في المسائل الداخلية اللبنانية»، داعيا إلى «تثمين الدور الذي لعبه حزب الله وايران ضد اسرائيل».

إيران وحزب الله 

وساهمت إيران في تأسيس حزب الله في مطلع الثمانينات من القرن الماضي عندما حاربت جماعة حزب الله الشيعية إسرائيل خلال غزوها للبنان، كما دفعت بالمرشح ميشال عون المؤيد من حزب الله، في الرئاسة اللبنانية في أكتوبر من العام الماضي، في صفقة سياسية أكدت على الدور المسيطر لقوات حزب الله في لبنان، وسيطرة إيران على قراراته.

ولذلك اعتبرت أوساط سياسية لبنانية، أن كلام روحاني جاء متفقا مع تصريحات سابقة لقائد فيلق القدس في «الحرس الثوري» قاسم سليماني ، عندما صرح بأن لبنان وسوريا والعراق محافظات إيرانية.

وعلق القيادي في حزب الكتائب اللبنانية النائب نديم الجميل، بأن الكلام الأخير للرئيس الايراني« لهو خير دليل على صحة كل ما نقول عن الوصاية الجديدة على لبنان والحد الذي بلغته السيطرة الايرانية».

حزب الله اللبناني

وانتقد الجميّل صمت عون إزاء التصريحات الإيرانية وقال إن «الرد الذي صدر من الرئيس سعد الحريري على روحاني جيّد، ولكنه غير كاف وعلى رئيس الجمهورية المؤتمن على السيادة اللبنانية والاستقلال أن يكون له موقف واضح وصريح من هذا الموضوع».

المذهب الشيعي

التوزيع المذهبي في لبنان، جعل من إيران أكبر راعية لشيعة لبنان، نظرا للعلاقات التاريخية التي تربط الطرفين، ويحظى «حزب الله» بشعبية كبيرة في صفوف الشيعة اللبنانيين، ما يجعل العلاقة تفوق الدبلوماسية، لتتجه إلى روابط أيدلوجية وطائفية أكثر منها سياسية.

كما أن للبنان أهمية قصوى للجانب الإيراني، حيث تحد الجنوب السوري، وشمال الدولة المحتلة، فقربها من الجانب الإسرائيلي جعلها مكان استراتيجي للعدو الأول لطهران.

وفي ذات السياق، اعتبر عضو كتلة «القوات اللبنانية» النائب أنطوان زهرا إلى أن الموقف الإيراني «يثبت حقيقة ما نقوله دائماً، وهو أن «حزب الله» مشروع إيراني في لبنان والمنطقة، في وقتٍ كانوا يضللون الناس، ويقولون غير ذلك»، بحسب ما نقله موقع «الشرق الاوسط».

وأضاف أن «الاعتراف جاء من أعلى مرجع مفترض في إيران بعد الولي الفقيه، وهو رئيس جمهورية إيران، وهذا المنطق يسفّه جماعتهم في كل منطقة الشرق الأوسط»، موضحا أن «المشروع الإيراني تحوّل إلى مشروع استعماري، لا يحترم حدود وسيادة الدول، وليس لديه سوى منطق تصدير الثورة، وهذا منطق مرفوض ومردود، وكل ما نقوم به في عملنا السياسي هو إفشال هذا المشروع في لبنان».

أما الصحفي اللبناني، علي الأمين قال إن «روحاني يعتد أنّ له دورا في هذه المنطقة التي شهدت خلال تمدد النفوذ الإيراني دمارا كبيرا، وكأننا نرى روحاني اليوم يحتفي فوق ركام هذه المنطقة»

وأضاف الأمين «إذا كانت إيران لها أطماع وتقوم كدولة قومية بالسيطرة والنفوذ على محيطها، المطلوب في المقابل في الجهة الأخرى من المنطقة العربية أن يكون هناك نوع من التصدي».

 



تنفيذ و استضافة وتطوير ميكس ميديا لحلول الويب تنفيذ شركة ميكس ميديا للخدمات الإعلامية 2023