شبكة رصد الإخبارية
follow us in feedly

في ظل تقدمها عسكريا.. هل تستجيب بغداد لدعوات الحوار مع الأكراد؟

رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي

في ظل التصعيد العسكري للقوات الاتحادية العراقية، ومواجهة وحدات البيشمركة له في المناطق المتنازع عليها، تنطلق المبادرات والدعوات الدولية بالجلوس للحوار، لحل الأزمة بين بغداد وأربيل، والتي اشتعلت عقب استفتاء 25 سبتمبر لانفصال الإقليم عن بغداد، ولكن تساؤلات مطروحة الآن حول مدى إمكانية  استجابة رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي لتلك الدعوات، خاصة وإن واشنطن دخلت على خط الأزمة.

مبادرة مرفوضة ودعوات للحوار

وأعلن العبادي أن بغداد لن تقبل إلا بإلغاء نتائج الاستفتاء حول انفصال إقليم كردستان، والالتزام بدستور البلاد، في إشارة إلى رفض المبادرة التي أطلقها إقليم أربيل بتجميد نتائج الاستفتاء في مقابل الجلوس للحوار.

واعتبر العبادي التقدم العسكري للسلطات الاتحادية انتصارا لجميع العراقيين، مؤكدا على أن استراتيجية بغداد هي إخضاع هذه المناطق لسلطة.

ولفت العبادي إلى أن الداعون إلى الانفصال، في العراق لم يحصلوا على تأييد دولي ولم تدعمهم سوى إسرائيل.

وفي المقابل أطلقت واشنطن دعوات للحوار طالبت الحكومة العراقية ببدء الحوار مع إقليم كردستان، معربا عن قلق بلاده من المعارك الجارية بين القوات العراقية وقوات البيشمركة.

وحث وزير الخارجية الأمريكي، ريكس تيلرسون، رئيس الوزراء العراقي، حيدر العبادي على «قبول مبادرة حكومة إقليم كردستان لإجراء محادثات على أساس الدستور العراقي».

وفي الوقت ذاته طالب مجلس أمن إقليم كردستان الحكومة العراقية بإيقاف الهجمات وسحب القوات المهاجمة غربي الموصل بأقرب وقت، والعودة إلى طاولة الحوار لتسوية الخلافات السياسية.

رئيس إقليم كردستان مسعود البارزاني

ومن جهته طالب المرجع الديني العراقي، محمد تقي المدرسي، اليوم الجمعة، كل من بغداد وأربيل بـ «أن تكون المبادرات وسيلة للحوار الجاد لتجاوز الشرخ الكبير الذي أحدثه الاستفتاء بين المواطنين في العراق الواحد»

وقال «إن مرجعية الدستور تجنبنا الكثير من المشاكل التي قد تنجم بسبب تناقض المصالح واختلاف الآراء لذا علينا أن نعمل جميعاً من اجل تطبيق كل بنود الدستور من دون انتقائية ومن دون التعالي على بعضنا».

وتعليقا على رفض المبادرة، قال النائب السابق في البرلمان العراقي والسياسي المستقل سردار عبدالله، إن «القرار الحقيقي ليس بيد الحكومة ورئيسها، والأحداث اثبتت ان الحكومة لا دور لها في كل ما يحدث، وان أعضاءها من السادة الوزراء يرفعون الأيدي للقرارات التي يأتي بها السيد العبادي من طهران والحشد الشعبي، وأصبحوا في موقف (موافج)».

وأضاف «عبدالله» في تصريح لـ «رصد»، «فالسيد العبادي لم يقم سوى بترديد ما صرح به السيد احمد الاسدي متحدث الحشد قبل يوم، حين صرح بأن «مبادرة حكومة الاقليم لا قيمة لها».

وأردف «عبدالله»، «اتمنى ان يثبت لنا السيد العبادي عكس ما قلنا، وذلك بأخذ زمام المبادرة الشجاعة لإقامة حوار حقيقي غير مشروط».

النائب السابق في البرلمان العراقي والسياسي المستقل سردار عبدالله

التصعيد مستمر

وتستمر القوات العراقية في تحركاتها تجاه المناطق المتنازع عليها، في ظل إصرار عراقي على الوصول إلى حدود 2003، بحسب ما أعلنه العبادي بأن جميع الأراضي ستكون تحت سيطرة السلطة الاتحادية قبل نهاية العام الجاري، استعدادا لإجراء الانتخابات في موعدها.

واتخذت الاشتباكات العسكرية منحنى عنيفا، بعد سقوط ما لا يقل عن 60 قتيلاً وجريحاً من القوات العراقية، إثر تصدي البيشمركة لتحركات القوات العراقية الهادفة للوصول إلى معبر فيشخابور مع تركيا واستعادة السيطرة عليه.

ويعتبر المواجهات التي انتهجتها البيشمركة تحولا خطيرا، ففي الوقت الذي سلمت تلك القوات مناطق كركوك بدون مقاومة تنفيذا لاتفاقية مسبقة بين السلطات الاتحادية وقوى كردية، اتبعت الآن نهجا مختلفا بالتصدي لتلك التحركات التي بدأتها القوات العراقية.

ولكن النائب العراقي السابق، رأى أن «موقف البيشمركة لم يتغير، فقوات البيشمركة هي «القوات الأسطورية» التي حطمت «خرافة داعش على الأرض»، وعندما تصدت للهجمات الاخيرة استطاعت ايقافها».

القوات العراقية

موقف العبادي من مطالب واشنطن

ومع استمرار التقدم العسكري للقوات العراقية، والمضي قدما في تحقيق هدفها، تبقى مطالب واشنطن تثير تساؤلات حول موقف السلطة منها، وهو ما أجاب عنها «عبدالله»، بأن موقف العباي يتوقف على أمرين «أولهما؛ قدرته على تحرير نفسه من حالة الأسر التي تفرضها عليه طهران الداخلة في شبكة معقدة من المصالح الايرانية – التركية المشتركة، وكذلك من اسر الحشد الشعبي، فكل هؤلاء يعتبرون انفسهم اصحاب ما تم، ولذلك يفرضون اجنداتهم على السيد العبادي».

أما الأمر الثاني فهو يتوقف على ما تملكه واشنطن من إمكانية لفرض حالة الحوار على العبادي، بحسب المصدر.

ولفت السياسي المستقل إلى أن «العراق محكوم في مفترق الطرق الخطير هذا، بأحد احتمالين: ١- الحوار المثمر الحقيقي الجاد، الذي يستند الى حل المشاكل المزمنة المعقدة حلا عادلا، وليس على اساس توازن قوى فرضه الحرس الثوري الايراني. ٢- ان العراق محكوم بالتقسيم في حال استمرار هذه العقلية وهذه الممارسات».

وحذر النائب العراقي السابق، من تقسيم يصيب العراق على «طريقة البلقان الدموية»، مؤكدا أن «الحكمة والعقل والاستقلالية في قراراتنا، تمكننا من منع وقوع الكارثة».

ومن جهته توقع المحلل السياسي صالح الحمداني، أن السلطة ستظل تتبع منهج «اللف والدوران»، ولكنها في النهاية ستنفذ المطالب الأميركية.

وقال الحمداني في تصريح لـ «رصد»، إن «النفوذ الامريكي لا زال كبيراً، والحكومة (العاقلة) لا تغضب دولة بحجم الولايات المتحدة، ومن السذاجة بمكان، تكرار خطأ السيد مسعود بارزاني بعدم الاستجابة ل (رغبات) واشنطن».

ووصف الحمداني، التحول في موقف البيشمركة بأنها «ردة فعل نتيجة إحساسهم بالإذلال بعد انسحاب أجبروا عليه مسبقا».

ولفت الحمداني إلى أن «السلطة الاتحادية رفضت تجميد الاستفتاء وفق المبادرة التي أطلقها الإقليم لتسوية الأوضاع مع بغداد، خشية من أن تكون مجرد كسب للوقت لصالح كردستان».

السلطات العراقية اتخذت تصعيدا ضد الإعلام الكردي، واتهمت بإثارة البلبلة ونشر أكاذيب وأخبار مغلوطة، وعلى أثره، طالبت هيئة الإعلام والاتصالات العراقية، من وزارة الدفاع، وقف بث قناتي «روداو» و «كردستان 24» الكرديتين اللتين تبثان من أربيل، بإقليم شمال البلاد.

 



تنفيذ و استضافة وتطوير ميكس ميديا لحلول الويب تنفيذ شركة ميكس ميديا للخدمات الإعلامية 2023