جاء موقف عبدالفتاح السيسي أمس بشأن تعديل الدستور حاسمًا، حيث أكد على عدم تمديد مدة الرئاسة، أو زيادة عدد دوراتها، الأمر الذي أثار التساؤلات حول أسباب تراجع السيسي عن هذا الأمر، وهو الذي صرح بأن الدستور كتب بنوايا حسنة ويستلزم التعديل.
ورغم ما شهدته وسائل الإعلام خلال الفترة الماضية من حشد لدعم مد فترة الرئاسة لست سنوات، والإعلان عن تقديم مقترح برلماني لتعديل الدستور للنائب إسماعيل نصر الدين، واتجاه البرلمان لتمرير هذا التعديل في الفترة المقبلة، إلا أن كل المدافعين تراجعوا عن التعديل، في الوقت الذي تبرأ الكثير منهم من الفكرة، بل وحاربها، فيما حسم السيسي الأمر أمس، وأغلق الباب أمام فكرة تعديلة.
وأجاب عبد الفتاح السيسي، في مقابلة أجراها مع شبكة «سي إن بي سي» الأمريكية، على سؤال بشأن فرص الترشح لفترة رئاسية أخرى، قائلا: «سوف احترم نص الدستور المصري والذي يسمح للرؤساء بشغل مناصبهم لفترتين فقط، مدة الواحدة منهما أربع سنوات».
أسباب التراجع
السفير عبدالله الأشعل مساعد وزير الخارجية المصري الأسبق، أوضح أن تراجع السيسي أمس عن تعديل الدستور، ومد فترة رئاسة السيسي 6 سنوات، كشف عن حجم الضغوط الخارجية التي تعرض لها النظام، للتراجع عن هذة الفكرة، خاصة بعد الحملة القوية للنظام التي كان يمهد فيها لتعديل الدستور، حيث كانت تشير هذه الحملة، إلى صعوبة تراجع النظام عن هذا المطلب.
الأشعل أكد في تصريح خاص لـ«رصد»، أن بداية تراجع النظام لم تكن مع تصريحات السيسي أمس، ولكنها جاءت مباشرة بعد خفض المعونة الأمريكية، وهذا ما يؤكدا أن النظام الأمريكي هو من يقف خلف هذا التراجع.
وأشار الأشعل إلي أن رفض الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لهذا الأمر يعود إلي مخاوف جهات أمريكية نافذة من تداعيات كارثية لهذا التعديل غير الدستور وغير القانوني علي استقرار مصر الهش وتكرار سيناريو 2011 بشكل يهدد مصالح واشنطن وشركائها الأوروبين الذين نقلوا لواشنطن انزعاجهم من رهان أمريكي علي النظام القائم في القاهرة في الوقت الذي لا يمتلك الحد الأدني من اللياقة الدولية.
تبرير الإعلام
إعلام السيسي والذي كان يروج لتعديل الدستور، حاول تبرير موقف السيسي، ففي الوقت الذي أشاد فيه البعض بموقفة، حاول أخرون تبرير الموقف بأن منافقون هم من كانو يقفون خلف هذا المطلب، وأن السيسي كان معارض للفكرة.
أول رئيس يخرج على رجله
وقال عمرو أديب، إن عبد الفتاح السيسي، أكد بما لا يدع مجالًا للشك، أنه لن يكون له فترة رئاسية ثالثة، وأنه لن يمسّ الدستور بشكلِ أو بآخر، وذلك خلال مقابلة جراها مع شبكة «CNBC» الأمريكية.
أضاف أديب، خلال تقديمه برنامج «كل يوم»، عبر فضائية «ON E»، «إحنا مفيش عندنا ولا رئيس سابق خرج على رجله، إما توفى وإما في السجن، ولكن بعد عام 2022 سيكون السيسي أول رئيس يخرج من الحكم ويحكم آخر بلا أزمات».
تابع أن «الرئيس حتى الآن لم يُعلن ترشحه لانتخابات 2018، وفي رأييّ أنه وارد جدًا أن الرئيس لا يرغب في الترشح لفترة رئاسية أخرى».
أغلق الباب أمام المزايدين
و قالت لميس الحديدي، مساء الثلاثاء، إن عبد الفتاح السيسي، أكد خلال مقابلة أجراها مع شبكة «CNBC» الأمريكية احترامه للدستور، كما بين بشكل قاطع رفضه إحداث تغيير في الدستور لتعديل مدة الرئاسة، أو عدد هذه المدد.
أضافت الحديدي، خلال تقديمها برنامج «هنا العاصمة»، عبر فضائية «سي بي سي»، أن «السيسس أغلق الباب أمام المزايدين وأكد رفضه تعديل الدستور لزيادة الفترة الرئاسية أو مدد الرئاسة، لكنه لم يكشف حتى الآن عما إذا كان سيترشح أم لا، ولكنه من الواضح أنه سيتقدم للترشح لفترة ثانية».
نفاق أم رغبة في استمراره
كما أحرج محمد الغيطي، النائب الدكتور إيهاب الطماوي، عضو اللجنة الدستورية والتشريعية بمجلس النواب، بتوجيه تساؤل، عما إذا كان طلبات بعض نواب البرلمان بتعديل الدستور، نفاق للرئيس أم رغبة منهم في استمرار الرئيس لعدة فترات.
وعقب الطماوي، خلال اتصال هاتفي مع الإعلامي محمد الغيطي ببرنامج «صح النوم» عبر فضائية «ltc»، الثلاثاء، أن تصريحات السيسي عن تعديل الدستور رسالة واضحة لمن يحاولوا الإيقاع بين الرئيس وشعبه، لافتًا إلى أن بعض النواب ومن بينهم هو تحدثوا عن تعديل بعض مواد الدستور لم يكن حديثهم عن مدة الرئاسة، وإنما تحدثوا عن أن هناك مواد قد تصل لـ 25 مادة بحاجة لتعديل في الوقت المناسب.
وتابع، أن الدستور نص وضعي من صنع البشر قابل للمراجعة والاختبار والتقييم والتعديل في الوقت المناسب، مشددًا على أن تصريح الرئيس حسم الأمر تمامًا بأنه لن يتم تعديل الدستور قبل الانتخابات الرئاسية.