حضر من منطقة البساتين ليعتصم أمام نقابة الصحفيين بشارع عبد الخالق ثروت, وارتدى بدلة حمراء وقيد نفسه بالسلاسل والأقفال, وحاول أهله إثنائه إلا إنه رفض, وأصر على البقاء في اعتصامه حتى يصل صوته إلى جميع المسئولين بعد إهانته وعدد من جيرانه من جانب ضباط مباحث قسم البساتين لا لذنب اقترفه أو لجريمة ارتكبوها وإنما لتوصيتهم في حل نزاع نشب بين عائلات المنطقة وكاد أن يقع أعداد من القتلى، التقينا بشحاتة محمد من البساتين من عزبة النصر المهنة يعمل مقاولا, والذي بث لنا شكواه قائلا: "من بعد الثورة قررنا نحن أهالي البساتين مساعدة ضباط الشرطة على العمل, والخروج من مكاتبهم وخاصة أنهم أصبحوا لا يبالون بالعمل, وبحث البلاغات المقدمة لهم من المواطنين, فقررنا الوقوف إلى جوارهم ومساعدتهم؛ لأنه في النهاية عندما يؤدون عملهم في ضبط الأمن يصب ذلك في صالح الأهالي، وخاصة بعد سقوط 9 ضحايا من منطقتنا في معارك بين الأهالي وهو ما أحدث حالة من الرعب بين الأهالي.
بداية المشكلة
وبدأت مشكلتي عندما تلقيت اتصالا هاتفيا من رئيس مباحث قسم البساتين خالد الدمرداش حول وجود معركة بين الأهالي, وطلب مني النزول وحل المشكلة, وبالفعل استجبت أنا وبعض الأهالي لحل المشكلة تطوعا منا, وجمعنا الأطراف المتعاركة, وعقدنا جلسة صلح, واتفق الجميع على إنهاء الخصومة وحل الخلاف, وأشرف على فض الخلاف بعض أعضاء مجلس الشعب، إلا إنه فوجئنا بتجدد الخناقة مرة أخرى, وقام الشباب بالاعتداء على بعضهم البعض مرة أخرى، وتم القبض عليهم وعرضوا على النيابة وحصلوا على إخلاء سبيل, وبعد خروجهم من النيابة تجددت المعارك مرة أخرى، وتلقيت اتصالا من رئيس المباحث خالد الدمرداش, وسألني: أنت فين؟ فقلت له: أنا لم أنم منذ يومين وسوف أذهب؛ لكي أستريح، فقال: كيف تذهب للنوم وضرب النار شغال؟! فقلت له: إحنا قمنا بالصلح ولكنهم لم يستجيبوا لما تم الاتفاق عليه, ولذلك لا يمكن إجراء صلح بينهم مرة أخرى، إلا إنه ضغط عليّ للتدخل وحل الخلاف, وبالفعل تدخلت وجمعت الأطراف مرة أخرى للصلح, واتصل بي ليطمئن فقلت له: لقد استجابوا للصلح مرة أخرى, فقال: أنا في الطريق إليك.
اعتداء بأقبح الألفاظ وبالأيدي
ولكن كان أحمد سمير – معاون مباحث قسم البساتين – بالخارج ودخل علينا, وانهال بالسب بأقبح الألفاظ على جميع الأشخاص الذين تطوعوا للقيام بالصلح, وتعدى بالضرب على أحدهم وبعدها فوجئنا بحضور خالد الدمرداش أيضا, وانهال على جميع الحضور بالسب والشتائم، فقلت لهم: نحن متطوعون للصلح ولسنا مرشدين عندكم وليس لنا أي مصالح معكم, ولا نطلب منكم أي مطالب غير مشروعة, فلا يحق لكم معاملتنا بهذه الطريقة, ونحن نساعدكم في ضبط الأمن ليس لأشخاصكم ولكن علشان البلد فتجاهلنا وغادر.
مكالمة تهديد
قمنا بعدها بالتوجه إلى النيابة, وحررنا محضرا بالواقعة, وقمنا بتقديم شكوى إلى الوزارة وإلى المديرية, وكلما توجهنا للوزارة لمعرفة مسار الشكوى يقولون الشكوى قيد الفحص وبعدها تلقيت اتصالا من خالد الدمرداش, الذي قال لي: إنت فاكر إللي عملته معايا حيأثر في شيء أنا خالد الدمرداش أوعى تنسى نفسك!!.
المباحث ترفض عمل التحريات
وتوجهت إلى وكيل النيابة وأخبرته بهذا الاتصال, واطلع على الرقم, وأثبت هذه الواقعة, وطلبت النيابة تحريات المباحث من القطاع إلا إن القطاع لم يستجب بعمل التحريات ضد الضابط رغم سماع النيابة لشهود الواقعة, ولا تحتاج إلى تحريات ورغم أن الواقعة ترجع لشهر 7 الماضي إلا إنه تم تعطيل الإجراءات عن عمد, ولو كنا اعتدينا نحن على الضابط لكانت صدرت أحكام ضدنا في أقل من أسبوع, واعتبرونا بلطجية, ولذلك جئت للاعتصام أمام نقابة الصحفيين بشارع عبد الخالق ثروت ولن أغادر إلا إذا تم تحريك التحريات, ولا أتهم النيابة بالتواطؤ وإنما المباحث ترفض عمل التحريات؛ لأنها خصم وحكم في نفس الوقت والمباحث تضرب بقرار النيابة عرض الحائط .
نصيحة للرئيس
ووجه شحاتة كلمة إلى الدكتور محمد مرسي قائلا: "في العهد السابق كانت الداخلية سببا مباشرا في سقوط مبارك, وإذا استمرت في نفس الممارسات سوف تكون سببا في سقوط الدكتور مرسي؛ لأن الشعب يحمل أخطاء الداخلية للرئيس وليس لأشخاص الداخلية, وأنا من الناس الذين قاتلوا من أجل الدكتور مرسي وكنت أدعوا المواطنين للذهاب إلى صناديق الانتخاب لصالح الدكتور مرسي.