شبكة رصد الإخبارية
follow us in feedly

أمنية هرقل – حسام كمال النجار

أمنية هرقل  – حسام كمال النجار
  أصبحت مدافع أمريكا الهرمة لا تكتفي بإخراج قذائفها النارية تجاه صدور المسلمين لقتلهم في بعض البقاع واستضعافهم في...

 

أصبحت مدافع أمريكا الهرمة لا تكتفي بإخراج قذائفها النارية تجاه صدور المسلمين لقتلهم في بعض البقاع واستضعافهم في بقاع أخرى، بل يصر أناس منهم على التعبير عن ما لا يسمى إلا "بحرية الكُفر" إذا ما تكلمنا عن الفيلم المسيء الذي شارك فيه بعض أقباط المهجر على رأسهم "موريس صادق" مع القس الأمريكي المتطرف "تيري جونز"، هؤلاء الذين لم يريدوا لمصرنا الحبيبة خيراً أبداً فهم يتبنوا فكرة "مصر دولة قبطية مُحتلة من المسلمين وعليهم تحريرها" وعليه فهم دائموا التحريض ضد مصر وأهلها ودائموا افتعال وإشعال الفتن الطائفية.

انطلق هؤلاء اللقطاء الذين لم يعد لهم وطن بعد إسقاط الجنسية المصرية عنهم يتسولون جنسية أخرى فئاوتهم أمريكا ثم نتيجة لتسولهم وحقدهم كتبوا وأنتجوا بما يقارب الخمس ملايين دولار فيلماً مسيئاً للرسول r.

وكأني بهرقل عظيم الروم في عهد النبي rيصيح في هؤلاء يُخبرهم عن أمنيته التي تمناها لما أتاه دحية الكلبي tبكتاب رسول الله rيدعوه إلى الإسلام قائلاً: (لو أني أعلم أني أخلصُ إليه لتجشَّمْتُ لقاءَهُ، ولو كنت عنده لغسلتُ عن قَدَمِهِ) وكأني بهؤلاء جوابهم كما فعل أساقفة الرومان حينها لمـّا خاروا عليه خوار الحُمُر المستنفرة فضن بملكه وفتن به حتى مات على كفره، فكل ما يُفعل الآن من استهزاء من الإسلام أو رسول الله rأو القرآن الكريم هو استهزاء بنا كمسلمين في الأصل وكله ما هو إلا توابع هذا الخوار.

قال هذا هرقل وهو من هو في هذا الوقت، فمن حيث الملك كان يبلغ ملكه نصف الأرض تقريباً، ومن حيث التدينفقد كان هرقل ممن يتدينون بالنصرانية وكان دائماً يذكر أن الله يُساعده في حروبه لينتصر وذُكر أنه نذر أن يحج ماشياً من حمص إلى القدس شكراً لله على تحقق نصر دولة الرومان على دولة الفرس فلم يقل كلامه هذا نتيجة لخوف أو حرصاً على مُجاملة.

وحاول هرقل أن يدفع بأحد يُسمع له ويُطاع ليكون في الصدارة حتى إن سمع الناس رأيه استطاع حينها أن يجمع بين ملكه وبين أن يسلم، فقال لدحية الكلبي t: والله إني لأعلم أن صاحبك نبي مرسل، وأنه الذي كنا ننتظره ونجده في كتابنا، ولكني أخاف الروم عَلَى نفسي ولولا ذلك لاتبعته، فاذهب إِلَى ضغاطر الأسقف، فاذكر له أمر صاحبكم، فهو أعظم في الروم مني، وأجوز قولًا مني عندهم، فانظر ما يقول، فجاء دحية tفأخبره بما جاء به من رَسُول اللَّهِ rفقال له ضغاطر: صاحبك، والله نبي مرسل، نعرفه في صفته ونجده في كتابنا باسمه، ثم ألقى ثيابًا كانت عليه سودًا، ولبس ثيابًا بيضًا، ثم أخذ عصاه، ثم خرج عَلَى الروم وهم في الكنيسة، فقال: يا معشر الروم، إنه قد جاءنا كتاب أحمد، يدعونا فيه إِلَى اللَّه، وَإِنني لأشهد أن لا إله إلا اللَّه وأشهد أن أحمد رَسُول اللَّهِ، فوثبوا عليه وثبة رجل واحد، فضربوه فقتلوه، فرجع دحية tإِلَى هرقل فأخبره الخبر، فقال: قد قلت لك: إنا نخافهم عَلَى أنفسنا، وضغاطر كان، والله، أعظم عندهم مني.

فهذا عظيم الروم في زمن النبي وأمنيته التي تمناها ومات دون أن تتحقق لأنه حرص على ملكه (لو أني أعلم أني أخلصُ إليه لتجشَّمْتُ لقاءَهُ، ولو كنت عنده لغسلتُ عن قَدَمِهِ) ولكن كم في زماننا من أسافل وثبوا بأنيابهم لينالوا من الجبال العاليات خدشاً فكسرت الأنياب وبقيت الجبال شمخى.

 

كتبه: حسام كمال النجار – 14 سبتمبر 2012م

البريد: [email protected]



تنفيذ و استضافة وتطوير ميكس ميديا لحلول الويب تنفيذ شركة ميكس ميديا للخدمات الإعلامية 2023