شبكة رصد الإخبارية
follow us in feedly

عمار علي حسن لرصد: الصياغات المتعددة للدستور أزمة حقيقية

عمار علي حسن لرصد: الصياغات المتعددة للدستور أزمة حقيقية
تمر مصر بمجموعة من  المتغيرات السياسية التي تزيد من حالة الاستقطاب والصراعات بين القوى السياسية ومنها الدستور والجمعية...

تمر مصر بمجموعة من  المتغيرات السياسية التي تزيد من حالة الاستقطاب والصراعات بين القوى السياسية ومنها الدستور والجمعية التأسيسة وعودة المنسحبين ومشروع النهضة، وهذه الأمور تحتاج إلى تحليل لمعرفة الأسباب وراء الاختلافات وإحداث عمليات التوافق حول الخلافات، لذلك كان لنا هذا الحوار مع الدكتور عمار علي حسن  الكاتب والباحث السياسي لنتعرف على رؤيته لهذه الأحداث وتصوره للمستقبل. 

رصد: ما رأيك في ما وصلت إليه الجمعية التأسيسية والاعتراضات على ما تم صياغته حتى الآن؟

المقدمات الخاطئة دائمًا تؤدى إلى نتائج خاطئة وفكرة صناعة دستور مصري بعد الثورة انحرفت عن مسارها منذ اللحظة الأولى خصوصا بعد تغيير كلمة "اختيار" إلى "انتخاب" في المادة 60 من الإعلان الدستورى وخرج المستشار طارق البشري وقال إن الكلمتين يحملان نفس المعنى طبقًا لقواميس اللغة وهذا طبعًا غير صحيح وهو ما أدى إلى تحكم الأغلبية في مجلسي الشعب والشورى في اختيار أعضاء الجمعية مما جعلها معبرة عن تيار بعينه وغير ممثلة للشعب بجميع فئاته وهذا تعامل خاطئ لأن الدستور ليس دستور الأغلبية ولكن دستور للشعب كله.

وأن الدستور تحول إلى معركة بين القوى السياسية المختلفة وسعت كل قوى لتعظيم وجودها داخل الجمعية والمعالجة بهذه الطريقة قاصرة؛ حيث كان يجب اختيار الأكفأ والأفضل هذا بالإضافة إلى آلية التصويت بأغلبية 57 عضوًا من الجمعية وهذا خطر كبير لأن الدستور يجب أن يمر بأكبر توافق ممكن، وأشار إلى أن الصياغات المتعددة التي تقدمت بها مجموعات متعددة جعلت هناك صراعًا بين أصحاب كل صياغة لتغليب صياغتهم دون النظر للمصلحة العامة وكان المفروض أن يوكل أمر الصياغة للجنة واحدة ويكون هناك جسمًا واحدًا للدستور ويتم المناقشات حوله وتعديله ولكن الوضع الآن أن هناك الكثير من الدساتير.

رصد: إذا قضت المحكمة ببطلان التأسيسية فما الطريقة المثلى لتشكيلها؟ وهل نبني على ما وصلوا إليه؟

الرئيس بإلغائه للإعلان الدستوري المكمل أصبح هو صاحب الحق دستوريًّا في تشكيل الجمعية التأسيسية الجديدة وعليه أن يتلافى العيوب التي شابت الجمعية الأولى والثانية وتكون الجمعية الجديدة معبرة عن جميع أطياف المجتمع ويكون الاختيار للأكفأ والابتعاد عن فكرة المحاصصة الحزبية ولو فعل هذا الدكتور مرسي سيكتب له التاريخ هذا الإنجاز ولو كان هذا إنجازه الوحيد لكان كافيًا له أنه ساعد في صنع دستور عصري لمصر بعد ثورة 25 يناير رضي عنه المصريون جميعًا.

وأضاف عمار: "لا يجب أن نهمل ما وصلت إليه الجمعية الحالية من جهد لأن هناك بعض المواد صياغتها جيدة فيجب البناء عليها والمواد ذات الصياغة الرديئة يتم صياغة غيرها لأن الدستور يجب أن يكون بجميع مواده متجردًا عن الهوى الحزبي ولا يعني أن هناك اكثر من 90 % من المواد جيدة وأن الـ10 % الباقية غير مهمة بل من الممكن أن تنسف هذه المواد الدستور بأكمله.

رصد: ما رأيك في دعوى الدكتور عمرو حمزاوي بتدويل قضية الدستور؟ وعودة المنسحبين مرة أخرى للتأسيسية؟

عودة المنسحبين لا يجب النظر إليها باعتبارها انتصار لطرف على طرف آخر أو أن من انسحب لم يجد صدى أو أهمية لانسحابه فعاد أو أنهم عادوا للحصول على مغانم شخصية بل يجب النظر لعودتهم بأنهم شعروا بمسئوليتهم الوطنية وقرروا أن يراقبوا من الداخل ليطلعوا المجتمع على ما يدور من مناقشات في صناعة الدستور وهذه العودة لا تعني عدم انسحاب آخرين أو انسحاب جماعي لتيار بعينه.

وتابعت مقال حمزاوي وأغضبني ما جاء به ولكن تبريرات الدكتور عمرو أوضحت الصورة وأبدى فيها تراجعه عن هذه الفكرة وشرح أن ما كان يقصده وهو أننا لسنا بمعزل عن العالم ونحن نصنع دستورنا.

رصد: هل تعتقد أن الدكتور مرسى يعود لمكتب الإرشاد في قرارته أم يعمل مستقلًّا عن الجماعة؟

علاقة الدكتور مرسي بالجماعة علاقة ضبابية منذ أن تولى الرئاسة ولا توجد شفافية فيما يأخذه الرئيس من قرارات مما يجعل الناس تتكهن عن حقيقة هذه القرارات وهل يتدخل فيها مكتب الإرشاد أم لا؟ وأعتقد أنه من الطبيعي أن يشعر بالامتنان للجماعة لأنه بدونها لم يكن ليحصل على الأصوات التي حصل عليها الدكتور محمد سليم العوا مثلًا وأنه سيحتاج إليها إذا ما اضطر لإعادة الانتخابات.

وأنه يمكن أن تثبت أن هناك ثمة خلافات بينه وبين الجماعة وهذا يتمثل فيما سربته الصحافة عن خلافات بين الرئيس والمهندس خيرت الشاطر مثلًا في حادث السفارة الأمريكية ومباراة  السوبر كما نلاحظ الهجوم المستمر للجماعة على أداء حكومة قنديل وقد يفسر هذا على أنه خلافات أو مجرد توزيع أدوار، وفي اعتقادي أن هجوم الإخوان على حكومة قنديل لتحميلها كل المشاكل التي لم يستطع الرئيس حلها في المائة يوم كما وعد، ثم تغير الحكومة ويأتى من داخل الجماعة من يكون رئيسًا للحكومة وكل هذه التكهنات ناتجة عن عدم الشفافية ونقص المعلومات.

رصد: تحدثت عن مشروع النهضة وسميته بمشروع  "الفنكوش" لماذا؟

سمعنا عن مشروع النهضة في فترة الدعاية الانتخابية للدكتور مرسي وشعاراته بأن النهضة إرادة أمة وظننت أن الجماعة لديها تصور متكامل لأنها لها وقت طويل في الحياة السياسية وأنا من الذين طالبوا بإسناد الحكومة لهم عندما حصلوا على أغلبية في مجلس الشعب واعتقدت أن عندهم مشروع وكوادر قادرة على تنفيذه ولكننا فوجئنا بالمهندس خيرت يخرج علينا ويقول إن مشروع النهضة مجرد أفكار أولية سنتناقش حولها، مما صدم الجميع، لأن أي مصري كان يتمنى أن يكون هناك مشروع نهضة لأن نجاح الحكومة نجاح لمصر والشعب كله وأن مطالبة الإخوان لجميع فئات الشعب بالتعاون معهم لإنجاح مشروع النهضة منطقي ولكن عليهم أن يطمئنوا المجتمع أن هذا النجاح إن حدث لن يكون لتمكين تيارهم من مفاصل الدولة وهذا ليس بالكلام ولكن بالإجراءات الفعلية وأرفض حالة التربص من الجميع.

لمتابعة الجزء الثاني من الحوار تابع الرابط الآتي : 

http://www.rassd.com/7-36593.htm



تنفيذ و استضافة وتطوير ميكس ميديا لحلول الويب تنفيذ شركة ميكس ميديا للخدمات الإعلامية 2023