ما زالت أزمة زيارة رئيس وزراء إثيوبيا للبرلمان المصري قائمة، في ظل حالة الخلاف بين أعضاء البرلمان بين الترحيب ورفض الزيارة، ما يثير التساؤلات حول هل ألغيت الزيارة أصلا وما هي أسباب إلغائها أو تأجيلها، خاصة مع تأزّم قضية سد النهضة بين دول حوض النيل الشرقي مصر والسودان وإثيوبيا وتعثر المفاوضات بين الدول الثلاث.
ترحيب الأغلبية
ومن جانبه، قال المتحدث الرسمي باسم ائتلاف دعم مصر، النائب صلاح حسب الله، إن ترحيب الأغلبية البرلمانية بزيارة رئيس الوزراء الإثيوبي للبرلمان المصري ارتكز على فكرة “مصلحة الشعب المصري”، مؤكدا أن البرلمان له دور في إزالة الخلافات وليس تصعيد الخلافات وتثبيتها، ورأى أن البرلمان يمثل الدبلوماسية الشعبية ويستطيع بأدواته أن يحقق نوعًا من التواصل مع الحكومة والبرلمان الإثيوبي لما فيه صالح البلدين.
وأضاف حسب الله، خلال مداخلة لبرنامج “ساعة من مصر” على فضائية “الغد” الإخبارية، مع الإعلامي محمد المغربي، أن البرلمان يرحب بهذه الزيارة، مؤكدا أن الطرق المفتوحة والحوار هي الأفضل للخروج بحل وسط يحافظ على الحق التاريخي لمصر من مياه النيل ولا يمس أي قطرة مياه تخص الشعب المصري، مشددا على أن البرلمان والحكومة المصرية ليسا ضد أي تنمية يحققها الشعب الإثيوبي وحكومته، إلا أن الحوار هو ما يمكن أن يؤتي بنتيجة إيجابية.
وأوضح حسب الله أن الدولة المصرية تملك أدوات؛ من بينها البرلمان الشعبي المنتخب، ويجب أن يكون له دور حاضر في حل مشاكل تمس الأمن القومي المصري، ورأى أن الطرق ما زالت مفتوحة للحوار وإلا ما كان رئيس الحكومة الإثيوبي طلب الحضور للبرلمان المصري، متابعًا أن مصر تستطيع أن تحرك المياه الراكدة وتتقدم نحو الأمام، مشيرا إلى أنه حضر مؤتمرا ببكين، الأسبوع الماضي، إلتقى خلاله نائب الرئيس الإثيوبي على هامش المؤتمر وأبلغه أن هناك زيارة قريبة لمصر وشدد على أن طرق الحوار ما زالت مفتوحة وأنهم حريصون على مصلحة مصر وحقها التاريخي في المياه.
لم يحدد
وأكد اللواء حاتم باشات، عضو لجنة الشؤون الإفريقية بمجلس النواب، أنه لم يتم إلغاء زيارة رئيس الوزراء الإثيوبي لمجلس النواب، فالزيارة ما زالت قائمة، ولكن لم يتم تحديد موعد نهائي لها حتى الآن.
تابع باشات: “كان من المفترض أن يحضر رئيس الوزراء الإثيوبي اجتماع اللجنة المشتركة المصرية- الإثيوبية، ولكن تم تأجيل الاجتماع إلى يناير المقبل؛ بسبب غياب المهندس شريف إسماعيل، رئيس مجلس الوزراء”.
أضاف باشات أتوقع أن تكون الزيارة في مطلع يناير المقبل، مستبعدًا أن تكون تأجلت بسبب رفض عدد من النواب حضور رئيس الوزراء الإثيوبي إلى مجلس النواب، قائلًا: “رفضهم لن يؤثر نهائيًا في تحديد موعد الزيارة”.
أكد باشات، أنه طلب من السفير الإثيوبي بالقاهرة وقت زيارته لمجلس النواب، أن تحمل الزيارة رسالة طمأنة عملية للمصريين من أعمال بناء سد النهضة، مضيفًا أن المفاوضات المصرية- الإثيوبية بخصوص سد النهضة، لم تفشل ولكن تعثرت، وهي قابلة للحل، فالأفارقة يعرفون مكانة وقوة مصر في القارة الإفريقية.
أسباب التأجيل
وفي السياق نفسه، قال النائب هيثم الحريري، عضو تكتل 25-30، وأحد النواب الرافضين لزيارة “ديسالين”، إنهم يشترطون أن يكون هناك خطوط واضحة يتم التأكيد فيها على حقوق مصر في حصتها من مياه النيل وهي 55.5 مليار متر مكعب، ثم إبداء مرونة في زيادة مدة ملء السد، ومشاركة مصر في إدارة سد النهضة”.
ومن جانبه، قال طلعت خليل، عضو مجلس النواب، إن استقبال رئيس وزراء إثيوبيا في مجلس النواب، يمثل وصمة عار في تاريخ البرلمان، موضحا أن هناك حالة من الاستياء تتصاعد في صفوف النواب بسبب اقتراب الموعد المعلن سابقا من المجلس بشأن الزيارة.
وأوضح خليل، في تصريح خاص لـ«رصد»، أن هناك شروطا محددة لاستقبال رئيس الوزراء، أهمها أن تعترف إثيوبيا بحصة مصر التاريخية 55 مليار متر مكعب في نهر النيل؛ لأنه حتى تاريخه إثيوبيا لم تعترف بتعاقب أجيالها بحقوق مصر وتثير القلاقل ضدنا حتى قبل سد النهضة.
وطالب خليل بأن تظهر لنا إثيوبيا الدراسات الفنية للسد، ومدة تخزين المياه في السد، وكيفية عدم تأثير ذلك على مصر.