اتّهمت صحيفة «الجارديان» الحكومة البريطانية بصفة خاصة والحكومات الغربية بصفة عامة بالتواطؤ مع السعودية في ما ترتكبه من انتهاكات في اليمن منذ عام 2015، موضحة أنّ دعمها لما تفعله جعلها تتمادى في طغيانها؛ بالرغم من اعتراف سفيرة أوباما السابقة في الأمم المتحدة بأنّ ما فعلته أميركا ودعمها للتحالف كان أمرًا خاطئًا من البداية.
وأضافت الصحيفة في مقال للكاتب والمؤلف البريطاني «أيون جونز»، صاحب كتاب «شيطنة الطبقة العاملة» وصاحب أكثر الكتب السياسية مبيعًا، أنّه في ظل المعاناة التي يعانيها اليمنيون والأطفال المتضورون جوعًا هناك، شرع ولي العهد السعودي محمد بن سلمان في اقتناء ما يبدو أنه أغلى منزل في العالم: قصر فرنسي يضم تماثيل رخامية وحديقة تبلغ مساحتها 57 فدانًا، قيمته أكثر من 300 مليون دولار، اقتنصه بجانب امتلاكه يختًا قيمته 500 مليون دولار و450 مليونًا أخرى للوحة لدافنشي.
لماذا تستمر الحكومة البريطانية في دعم القنابل السعودية التي تلقيها على رؤوس اليمنيين ودمرت بلدهم؟
ما يفعله ابن سلمان واحدة من أعظم الجرائم على وجه الأرض. واليوم، وقّع أكثر من 350 شخصًا رفيعي المستوى، منهم حائزون على جائزة نوبل للسلام ومشاهير، على رسالة تطالب حكومات فرنسا وأميركا والمملكة المتحدة لوقف تحريك لهيب الحرب التي يقودها على اليمن.
وما زالت حكومات هذه الدول تشرع في تسليح النظام السعودي الهمجي وتدعمه.
وتتقاسم الحكومة الأميركية المسؤولية عن وفاة 60 ألف شخص قتلوا بسبب حربها هناك، بجانب 17.8 مليونًا آخرين لا يحصلون على ما يكفي من الغذاء، و22 مليونًا في حاجة ماسة إلى المساعدات الإنسانية والحماية. وتشير التقديرات إلى أنّ قرابة ثلث الضربات الجوية التي تقودها السعودية استهدفت مواقع غير عسكرية، مثل مزارع وأسواق ومواقع تخزين مواد غذائية. وفي الغارة الجوية الأخيرة، قتلت السعودية 12 سيدة يمنية أثناء عودتهن من حفل زفاف.
وهذه الجرائم لا تحظى إلا بقدر قليل من التغطية، لكنها تُرتكب باسمنا «الحكومة البريطانية»، التي يتزامن دعمها لما تفعله السعودية في الوقت الذي قدّمت فيه 50 مليون جنيه إسترليني على هيئة مساعدات غذائية ووقود؛ و«الأمر أشبه بإشعال النيران في منزل جار، ثم وضع عشرة جنيهات في صندوق البريد المتفحم رغبة في المساعدة».
وحتى «سامنثا باور»، سفيرة باراك أوباما لدى الأمم المتحدة السابقة، اعترفت بأنّ أميركا أخطأت في حفاظها على دعم التحالف السعودي؛ لقتله المدنيين وإفلاتهم من العقاب، بجانب عرقلتهم وصول المساعدات الإنسانية من غذاء وأدوية وإمدادات الوقود، وترك اليمنيين يواجهون مجاعة تلوح في الأفق.
لكنّ الوقت تأخّر قليلًا على الاعتراف بالذنب؛ إذ يجب أن يشعر أوباما بـ«الذنب والرعب» معًا؛ لأنه من ساعد على إطلاق العنان للسعودية، واعتراف سامنثا يشير إلى الكارثة التي تسببت فيها السعودية وساعدتها فيها الحكومات الغربية.
وصمت الحكومة البريطانية المتواصل لما تفعله السعودية يعطيها إشارة بالاستمرار في ارتكاب انتهاكات حقوق الإنسان، ويساهم أيضًا في أن «يتواصل جوع الأطفال اليمنيين في صمت، وسيستمر هلاك المدنيين تحت وابل القنابل التي تزوّدها بها بريطانيا في صمت»؛ لكنّ الوقت حان لنتحدّث جميعًا عن الجريمة المرتكبة هناك.