اتهمت صحيفة «خبر7» التركية، الجمعة، وزير الخارجية الإماراتي عبدالله بن زايد، بـ «الخيانة» والضلوع في تسهيل مهمة فريق الموساد الذي أجهز على الشهيد محمود المبحوح القيادي بحركة حماس، الذي وجد مقتولاً في دبي في يناير من سنة 2010.
ويأتي هجوم الصحيفة التركية على وزير الخارجية الإماراتي عبدالله بعد يومين من هجوم من الرئيس التركي رجب طيب أردوغان عليه بسبب نشره تغريدة مسيئة لوالي المدينة المنورة اثناء الحرب العالمية الأولى فخر الدين باشا.
وقالت الصحيفة «سنة 2010، ساهم وزير الخارجية الإماراتي، عبد الله بن زايد، الذي افترى على فخر الدين باشا، في اغتيال محمود المبحوح في دبي في 19 يناير من سنة 2010، وهو قائد ومسؤول رفيع المستوى في حركة المقاومة الإسلامية حماس».
وذكرت الصحيفة أجزاء من تفاصيل حادث الاغتيال الذي اتهمت فيه شرطة دبي رسمياً جهاز الموساد الإسرائيلي بتنفيذه من خلال فريق مكون من عشرات العملاء الذين قاموا باستنساخ جوازات سفر لعدة دول، واستخدموها لدخول الإمارات ودخول الفندق والوصول إلى الغرفة التي يقيم فيها المبحوح حيث نفذوا الجريمة.
وتساءلت الصحيفة: «كيف علم الموساد بذهاب المسؤول الفلسطيني إلى دبي؟ وكيف عرفوا بأي فندق يقيم؟ وكيف استطاعوا معرفة موعد دخوله وخروجه من الفندق؟ كانت هناك العديد من علامات الاستفهام الغامضة».
وأكدت: في الحقيقة، لم يستخدموا سلاحا، بل اغتالوه من خلال حقنه بسم قاتل في شرايينه. وبعد عملية الاغتيال مباشرة أصدرت الشرطة في دبي بيانا بأنّ موته كان طبيعيا، لكن تسجيلات الكاميرات أظهرت بصورة واضحة تعقب محمود المبحوح من قبل عناصر الموساد، وأن طاقم الاغتيال بعناصره دخل غرفته، بينما نتائج التحقيقات أشارت فقط إلى أنّ «هذه العناصر تابعة للموساد وأنهم قاموا باستنساخ جوازات سفر لدول أخرى استخدموها خلال عمليتهم».
أول تماس مباشر
وبحسب الصحيفة فإن عملية الاغتيال كانت بمثابة «أول تماس مباشر بين إسرائيل والإمارات، بينما كانت مقابلة عبد الله بن زايد برئيس الوزراء الاحتلال الإسرائيلي في نيويورك سنة 2012، الخطوة الأهم في تثبيت هذه العلاقات» على حد تعبيرها.
وتساءلت: «لكن السؤال الأهم، من ساعد الموساد في تنفيذ هذه العملية؟ لم تكن الإمارات العربية المتحدة في ذلك الوقت على تماس مباشر مع إسرائيل، وكان فلسطينيو الشتات يدخلون ويخرجون من دبي بكل سهولة، مثلما كان الأمر في قطر. لذلك كانوا يعتقدون بأنّ خطر الموساد سيكون بعيدا عنهم هناك. لكنهم خُدعوا، لأنّ الإمارات العربية المتحدة هي بنفسها التي قادت الموساد لاغتيال القائد الحمساوي محمود المبحوح» على حد وصفها.
لقاء سري بين بن زايد و بنتنياهو
وأوضحت الصحيفة التركية: أنّ «عملية الاغتيال وقعت في 2010، وبعد سنتين من هذه العملية، وتحديدا بتاريخ 28 سبتمبر من سنة 2012، التقى وزير الخارجية الإماراتي عبد الله بن زايد برئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، سرا في غرفة فندقية، في فندق «لويس ريجنسي» الواقع في شارع «61» بالقرب من «بارك أفينيو» في نيويورك».
ولفتت إلى أن «نتنياهو» خلال تلك الآونة كان يقيم في فندق في نيويورك من أجل اجتماعات الهيئة العامة للأمم المتحدة، وذهب «عبد الله بن زايد» للفندق الذي يقيم فيه نتنياهو، ودخل سرا عبر موقف السيارات الخاص بالفندق، وصعد عبر المصعد إلى الجناح الذي يقيم فيه نتنياهو.
وبينت أن «هذه المقابلة بمثابة شكر من رئيس الوزراء الاحتلال الإسرائيلي نتنياهو للإمارات العربية المتحدة على تسهيلها مهمة اغتيال القائد الحمساوي محمود المبحوح».
وذكّرت الصحيفة أن صحيفة «هآرتس العبرية» كشفت آنذاك عن تفاصيل المقابلة قبل شهرين أو ثلاثة أشهر، وعلى الرغم من أنّ الكشف عن هذه التفاصيل كان مؤخرا، وظهور العلاقات بين السعودية والإمارات وبين إسرائيل على السطح كان في عهد ترامب، إلا أن أساس هذه العلاقات يعود إلى سنة 2010 على حد معلومات الصحيفة.
وعزت الصحيفة ما قالت إنه هجوم مباشر ومقصود من الإمارات لتركيا إلى «كونهم يرون تركيا العائق الوحيد الذي من الممكن أن يفسد مخططاتهم ومشاريعهم».
وتابعت: «من خلال هذه المقابلة السرية، شكرت إسرائيل الإمارات العربية المتحدة وأرادت الأولى تطوير العلاقات والتعاون أكثر، وقد وعد الوزير الإماراتي رئيس الوزراء الإسرائيلي باسم العائلة الحاكمة بتطوير هذه العلاقات. وبذلك يكون أحفاد من باعوا مكة والمدينة للصهاينة قبل 100 عام، يقدمون المعلومات حول الفلسطينيين للموساد، وتتقاطع مصالحهم مع الصهاينة الذين يحتلون القدس».
وختمت بالقول: «إلى جانب ذلك، هناك مشروع صهيوني للقرن الجديد، ولا شك أن هذه الخطوات جزء من هذا المشروع، وسبب مهاجمتهم لتركيا في الآونة الأخيرة، هو كونهم يرون تركيا العائق الوحيد الذي من الممكن أن يفسد مخططاتهم ومشاريعهم».