سلّطت صحيفة «واشنطن إكزماينر» الضوء على الحرب اليمنية والمعاناة التي يعيشها اليمنيون في ظل الصراع الدائر هناك والحصار السعودي المفروض عليهم. وفي مقال للدكتور الأميركي «روبرت شيلر»، سفير واشنطن السابق في اليمن، طالبت الشعب الأميركي بضرورة دعم الجهود الرامية إلى إنهاء الأزمة هناك.
وأضاف، وفق ما ترجمت «شبكة رصد»، أنّه كما يتمتّع الأميركيون باحتفالات الكريسماس؛ فهناك بلدان في الشرق الأوسط، من بينها الأفقر في العالم العربي «اليمن»، تأنّ تحت وطأة الحرب، في ظل استمرار أسوأ ازمة إنسانية في العالم؛ وهو بحاجة إلى مساعدتنا أكثر من أي شيء آخر.
والحرب في اليمن مستمرة منذ ثلاث سنوات؛ إذ تتنافس القوى المحلية هناك على السلطة، بينما تتنافس قوتان أخريان على النفوذ هناك: إيران والسعودية، وهما دولتان متنافستان إقليميًا منذ مدة طويلة، ودعم كلّ منهما جانبًا من المتحاربين في اليمن.
لكن، للأسف، يدفع المواطنون في النهاية ثمن الجغرافيا السياسية؛ إذ سبّب الحصار الذي فرضته السعودية أزمة إنسانية عبر العالم في التاريخ الحديث؛ فلا يوجد غذاء أو وقود أو إمدادات طبية، واجتاح البلاد وباء الكوليرا وقتل الآلاف، غير الغارات الجوية للتحالف السعودي واستهدفت المدنيين.
فآن للحصار أن ينتهي، وللحرب أن تتوقف. وتقول الأمم المتحدة إنّ هناك 8.4 ملايين يمني على وشك المجاعة، وأكثر من ثلاثة أرباع اليمن، البالغ عددهم 28 مليون نسمة، في حاجة ماسة إلى المساعدات الإنسانية.
وأعلنت منظمة الأمم المتحدة للطفولة «اليونيسيف» أنّ اليمن حاليًا من أسوأ الأماكن على الأطفال؛ فـ11 مليونًا منهم في حاجة ماسة إلى المساعدات. وقال مدير المنظمة «جيرت إبيلير» إنّ «جميع الأطفال في اليمن يعانون من هذه الأزمة»، وإذا لم يكن هذا كارثيًا بما فيه الكفاية، فتفشي وباء الكوليرا على نطاق واسع، الذي أصاب أكثر من مليون شخص، يعد كارثة أخرى.
ومؤخرًا، ازدادت الحالة سوءًا؛ بسبب تحالف السعودية العسكري، الذي يضم الإمارات العربية المتحدة ومصر والكويت ودولًا إقليمية أخرى، وفرضت حصارًا شبه كامل على اليمن الشهر الماضي.
وفي أوائل نوفمبر، أطلق المتمردون الحوثيون اليمنيون، الذين تدعمهم إيران، صاروخًا باليستيًا بعيد المدى على العاصمة السعودية الرياض؛ وردًا على ذلك حمّلت المملكة إيران مسؤولية تزويدهم بأسلحة متطورة، وأغلقت الحدود اليمنية بشكل فعّال.
ومنذ أواخر نوفمبر، خفّف الائتلاف من حصاره وسمح بتقديم مساعدات إنسانية محدودة، غير أنّ الواردات التجارية لا تزال معطّلة، وأدى ذلك إلى نقص حاد؛ إذ يستورد اليمن 90% من سلعه، ولا تزال المعونات الإنسانية المحتاجة إليها للغاية مقيدة أيضًا.
ودعا جيمي ماكجولدريك، منسق الشؤون الإنسانية في اليمن، إلى رفع القيود؛ فـ«حياة الملايين تتوقف على قدرتنا على مواصلة أنشطتنا وتوفير الصحة والمياه المؤمنة والغذاء والمأوى والدعم».
وأدلى ترامب برأيه أيضًا؛ فعلى الرغم من تعريف نفسه بأنه صديق جيد للقيادة السعودية، طلب الأسبوع الماضي من الرياض السماح بوصول الإمدادات إلى الشعب اليمني، وتبع ذلك وزير خارجيته ريكس تيلرسون، مطالبًا المملكة بالتخلي عن «الحصار المفروض على اليمن، وإعادة فتح جميع الموانئ، ليس بسبب المساعدة الإنسانية فقط؛ ولكن أيضًا للتسليم التجاري».
ويجب على الأميركيين دعم المواقف الساعية إلى معالجة الوضع الإنساني في اليمن، ويجب علينا أيضًا أن ندعو أعضاء الكونجرس والقادة الدوليين، مثل الموجودين في الأمم المتحدة، إلى مواصلة ممارسة الضغط على جميع أطراف الصراع في اليمن للموافقة على وقف الأعمال العدائية وإقرار خريطة طريق للسلام.
ومن المؤكّد أنّ الأمر معقّد على أرض الواقع. وفي مطلع هذا الشهر، قُتل الرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح على يد حلفائه السابقين «الحوثيين» عندما حاول تحويل ولائه إلى التحالف الذي تقوده السعودية، وكان مشاركًا رئيسًا في الحرب الأهلية وأعقب مقتله تزايد العنف.
لذلك؛ يجب على الجميع ألا يتجاهل الأزمة اليمنية وحياة ضحايا الملايين بسببها. وكما يريد الأميركيون عيد ميلاد سعيدًا؛ عليهم ألا ينسوا مأساة الشعب اليمني.