شبكة رصد الإخبارية
follow us in feedly

اشتعال الاحتجاجات بإيران.. ومسؤولون أحواز لـ«رصد»: سببان وراء انفجار الغضب

تجمع لتظاهرات في إيران

تشهد إيران مظاهرات حاشدة، شملت أكبر المدن فيها، ورفع المتظاهرون شعارات لرفض السياسات الداخلية والخارجية؛ منها غلاء المعيشة، والفقر والبطالة، بالإضافة غلى تدخلات النظام الإيراني في عدد من الدول.

وتزداد الاحتجاجات عنفا في المناطق الكردية مثل مدن شيراز وخرم آباد وكرمان شاه الإيرانية، مع تحركات لمنطقة الأحواز -العربية الأصل- حيث طالب مسؤولون أحوازيون، العرب بدعم المتظاهرين «لإسقاط النظام الإيراني التوسعي».

وعلى الرغم من أن المظاهرات اتخذت صبغة اقتصادية؛ بسبب الفقر والبطالة، إلا أن الجانب السياسي اتخذ سبيله داخل الاحتجاجات وردد المتظاهرون هتافات ضد المرشد والرئيس الإيرانيين رافضين التدخل الإيراني في المنطقة، كما أحرقوا صورا لكليهما خلال الاحتجاجات.

كما شهدت جامعة طهران، حملات قمعية شديدة، وأعلنت جاليات عن وقفة احتجاجية أمام سفارة النظام الإيراني بباريس، اليوم السبت.

ووصفت التظاهرات بأنها الأكبر خلال الـ8 أعوام الماضية، منذ التظاهرات التي خرجت تنديدًا بترشح الرئيس الإيراني السابق محمود أحمدي نجاد، للانتخابات الرئاسية في 2009.

وقفة أمام السفارة الإيرانية في باريس

الحكومة الإيرانية: أعداد قليلة

وشهدت المدن التي خرجت في احتجاجات، حملات اعتقال واسعة، أبرزها اعتقال 52 شخصا في مدينة مشهد، وواجهت عناصر الأمن المتظاهرين في بعض المناطق ورش جموع المتظاهرين بخراطيم المياه.

اعتبرت الحكومة الإيرانية المظاهرات عملا يقوم به المتشددون، وقال نائب الرئيس الإيراني، إسحاق جهانغيري: إن «متشددين معارضين للحكومة مسؤولون عن التظاهرات، وأعداد المتظاهرين قليلة».

وأضاف «يعتقدون أنهم يؤذون الحكومة بما يفعلون؛ لذلك ينبغي كشف هويات المسؤولين عما حصل».

دعم المليشيات أول الأسباب

ولفت طارق الكعبي، أمين سر حركة النضال العربي لتحرير الأحواز، إلى أن الحراك بدأ منذ ما يقرب 3 أسابيع في مدن الاحواز، ولكن بسبب التعتيم الإعلامي تم تجاهل ذلك الحراك.

وقال الكعبي، في تصريح لـ«رصد»، إن الاحتجاجات «بسبب غلاء الأسعار والاوضاع الاقتصادية الهشة في الأحواز، كردستان، بلوشستان وآذربيجان»، بالإضافة إلى أن «هناك إفلاسا للبنوك والتضخم وغلاء الأسعار مما أعطى دافع ان الشعوب تثور بوجه هذا النظام البائد».

وأوضح أنه «منذ شهر نوفمبر من هذا العام بدأت المظاهرات والمسيرات من دولة الأحواز المحتلة على إثر اغتصاب أراضٍ للمواطنين العرب على يد الجيش الإيراني وضمها لحقول قصب السكر، بغية تهجير أهالي قرية الجليزي، وعلى خلفية ذلك بدأ الأحوازيون بمظاهرات عارمة استمرت لمدة 3 أسابيع، لكن بسبب التعتيم الإعلامي تم تجاهل ذالك الحراك».

واعتبر الكعبي أن السبب الرئيسي في سوء الأوضاع الاقتصادية «هو تمويل ودعم المليشيات التابعة لها في اليمن وسوريا والعراق و لبنان لنشر الفوضى في دول الخليج العربي».

مصالح الدول الإقليمية

ورأى الكعبي، أن «من المبكر أن تفكر الدول الإقليمية بدعم هذا الحراك في الوقت الحاضر، لكن اذا استمر هذا الحراك وبدأ يتطور على غرار ما حصل في الربيع العربي سيكون التعامل مع الثورة ومن يدير ما بعد حكومة ملالي يحتاج متابعة عن كثب من صناع القرار»، لافتا إلى «الدول الإقليمية سوف تفكر بالحفاظ على مصالحها خاصة النفطية لأن إيران تصدر 4 ملايين برميل يوميا من الأحواز المحتلة للعالم لذا يحاول الغرب أن تنتظر دوافع الحراك ومن يكون البديل، بعد ذلك تتحرك وتدعم من يستطيع الحفاظ على علاقاتها ومصالحها النفطية».

واختتم أمين سر حركة النضال العربي بأن الأحواز كونها البوابة الشرقية للخليج العربي والتي تم احتلالها منذ عام 1925، تواقة اليوم للتحرير من الاحتلال الفارسي خاصة أن الشعب الأحوازي قام بأكثر من 17 ثورة وانتفاضة منذ 92 عاما».

طارق الكعبي

تدخلات إيران الخارجية سبب الاحتجاجات

وقال طاهر التميمي، مستشار الأمين العام، عضو المكتب السياسي ومسؤول علاقات الأحوازية للجبهة الديمقراطية الشعبية الأحوازية، إن «مواطني الأحواز قاوموا القوات القمعية الإيرانية التي جاء لمصادرة أراضي هناك منذ أسابيع رغم الحملات العشوائية الإرهابية والقمع المستمر واعتقالات للنشطاء السياسيين الأحوازيين من قبل سلطات الاحتلال الفارسي البغيض في الأحواز المحتلة».

وأوضح التميمي، في تصريح لـ«رصد»، أن الأحواز تتابع عن كثب الاحتجاجات المناهضة للنظام الإيراني والذي شمل أكبر المدن الفارسية مثل أصفهان، مشهد، أرومية، كرمانشاه، تهران، ويزد و غيره، لافتا إلى أن المتظاهرين رفعوا سقف المطالب لتشمل إسقاط النظام الشوفيني العنصري.

واعتبر عضو المكتب السياسي للجبهة الديمقراطية الشعبية الأحوازية، أن «التظاهرات جاءت نتيجة تدخلات إيران الإرهابية في الدول المجاورة في العراق وأبعد من ذلك في سوريا، اليمن والمملكة العربية السعودية ودول الخليج العربي».

وتتهم السعودية، إيران بالتدخل في اليمن من خلال حلفائها الحوثيين، وخلال الفترة الماضية ازدادت حدة التوترات ببين البلدين على خلفية صواريخ أطلقها الحوثيون على الرياض، قالت المملكة إنها إيرانية الصنع.

كما شهدت الأزمة اللبنانية الأخيرة التي تمثلت في استقالة رئيس الوزراء سعد الحريري من الرياض، واتهم حزب الله اللبناني بتنفيذ أجندة لصالح إيران في لبنان، قبل أن يعود في استقالته عقب عودته إلى لبنان.

وخلال هذه الفترة اتهمت إيران، المملكة العربية السعودية، بفرض الإقامة الجبرية على الحريري، وإجباره على الاستقالة، نافية تدخلها في لبنان.

واتهم التميمي، المعارضة الإيرانية باستغلال انتفاضة أبناء الاحواز متمثلين في جماعة «مجاهدي خلق الإيرانية»، واعتبرهم «الوجه الثاني لنظام الملالي ويريدون استثمار هذه المظاهرات والاحتجاجات لصالح أهدافها العنصرية كما حصل عام 1979، ومن ثم تمت مصادرة من قبل نظام الخميني الملالي تضحيات شعب العربي الأحوازي وكل الشعوب غير الفارسية الأخرى، للإعلان عن حكومة إرهابية جديدة على أنقاض حكومة الملالي العنصرية الحالية، حكومة جديدة للدولة الإيرانية العنصرية والمصطنعة من إرهاب ونهب أراضي الشعوب غير الفارسية».

لافتة للأحواز

ودعا التميمي، الشباب الاحوازي إلى الانضمام لصفوف المتظاهرين والفصائل والمقاومة الوطنية الأحوازية ومؤسسات المجتمع المدني لتحمل مسؤولياتهم الوطنية واستمرار المظاهرات في كل المدن الأحوازية ونزولهم إلى شارع بالزي العربي ورفع اللافتات العربية التي تدل على المطالب الوطنية لشعبنا العربي الأحوازي في التحرر ووصوله إلى حق التقرير المصير والخلاص من الاحتلال الفارسي وإعلان دولة الأحواز العربية.

وطالب «العرب وأحرار العالم بدعم المتظاهرين، لإسقاط النظام الإيراني التوسعي الإرهابي ودعم مطالب الشعوب غير الفارسية المحتلة المطالبة بحق تقرير المصير والتحرير كالشعب العربي الأحوازي الذي يعاني منذ أكثر من 9 عقود من الاحتلال والقهر والتميز العنصري».

مطالبات بدعم دولي

كانت أولى الدول التي علقت على الأحداث في إيران الولايات المتحدة الأميركية، والتي طالبت المجتمع الدولي بدعم احتجاجات المعارضة في إيران.

وقالت المتحدثة باسم الخارجية الأميركية، هيذر نويرت: «إن بلادها تدين بحزمٍ اعتقال متظاهرين سلميين، ونحض كل الدول على أن تدعم علنا شعب إيران ومطالبه بحقوقه الأساسية وبإنهاء الفساد».

وأضافت «القادة الإيرانيون حوَّلوا دولة مزدهرة ذات تاريخ وثقافة غنيَّين، إلى دولة مارقة تصدّر العنف وسفك الدماء والفوضى».

وقال الرئيس الأميركي دونالد ترامب، في تغريدة، عبر حسابه في «تويتر»: «هناك العديد من التقارير عن الاحتجاجات السلمية من قِبل مواطنين إيرانيين تضرروا من فساد النظام، وإهدار ثروات البلاد لتمويل الإرهاب في الخارج، يجب على الحكومة الإيرانية احترام حقوق شعبها، وضمنها الحق في التعبير عن نفسه؛ العالم يراقب!».

دعا رئيس مجلس النواب الأميركي، بول رايان، الجمعة، إلى دعم المتظاهرين السلميين في إيران، والذين اتسع نطاق تظاهراتهم الاحتجاجية على سياسات الحكومة الإيرانية، ووصلت إلى العاصمة طهران ومدن أخرى أبرزها قم، أهم مركز ديني في البلاد.

وقال رايان، في تغريدة، إن احتجاجات الإيرانيين هي «نتاج نظام يركز على دعم المنظمات الإرهابية بدلا من التصدي لمشاكل مواطنيه».

وعلى صعيد مواقع التواصل الاجتماعي، استطاع حراك إيران جذب النشطاء والسياسيين على مواقع التواصل الاجتماعي، من الأحداث العالمية كافة، ووجهوا أنظارهم واهتمامهم نحو ما يحدث في طهران.

واعتبر النشطاء أن الفرصة سانحة الآن أمام الأحواز والاكراد والبلوش، من أجل المطالبة بحقهم في الاستقلال وطلب الدعم الدولي.



تنفيذ و استضافة وتطوير ميكس ميديا لحلول الويب تنفيذ شركة ميكس ميديا للخدمات الإعلامية 2023