حالة من الزعر تنتاب شعوب العالم وحكوماتها، بالتزامن مع احتفالات رأس السنة الميلادية، خاصة بعد تهديدات أطلقها تنظيم الدولة بأن تتحول احتفالات الكريسماس في القارة الأوروبية لـ«برك دماء».
وتأهبت الدول بفرض حالة أمنية غير مسبوقة في شتى مدن العالم؛ بسبب المخاوف من هجمات إرهابية تستهدف تجمعات المحتفلين بهذه المناسبة.
تدريبات واستنفار أمني في أميركا
وشهدت مدن أميركية استنفارا أمنيا غير مسبوق، وذكرت إدارة شرطة مدينة نيويورك أنها ستعزز الأمن في مكان الاحتفالات، ليلة الأحد.
وقالت الإدارة، على موقعها على شبكة الإنترنت، «شرطة نيويورك وشركاؤها المكلفون بإنفاذ القانون سيزيدون عدد مراكز المراقبة في جميع أنحاء تايمز سكوير من أجل المراقبة الاستباقية».
وأجرت نشر نحو 1000 كاميرا مراقبة في محيط ساحة «تايمز سكوير»في نيويورك، وفرغت جميع كراجات السيارات قرب الساحة وعددها 125، للحيلولة دون وصول أي سيارة مفخخة إلى المنطقة، وفق كالة «أسوشيتد برس» الأميركية.
واعتمدت شرطة نيويورك تدريبات لضباطها من أجل إحباط أي محاولة تفجير انتحارية خلال احتفالات ليلة رأس السنة، في يوم يتوقع أن يتدفق ما يصل إلى 2 مليون شخص على شوارع ساحة تايمز سكوير.
وفي لاس فيجاس، نشرت الشرطة فرق رصد وقناصة على الأسطح خلال احتفالات ليلة رأس السنة الجديدة على شريط لاس الشهير، حسبما أعلن قائد الشرطة جو لومباردو هذا الأسبوع.
كما لفتت إلى وجود أكثر من 300 من أعضاء الحرس الوطني و1500 من عناصر الشرطة في لاس فيجاس.
وفي لوس أنجلوس، منعت السلطات إطلاق الألعاب النارية وإطلاق النار للاحتفال في جميع أنحاء المدينة، حسبما ذكرت إدارة شرطة لوس أنجلوس.
إجراءات لحماية السياح في فرنسا
أعلنت وزارة الداخلية الفرنسية، أن نحو 140 ألف عنصر من قطاعات الأمن والحماية المختلفة، سيتم تخصيصهم لحماية أمن الفرنسيين والسائحين، خلال احتفالات العام الجديد، الأحد، حسبما أعلن متحدث باسمها.
ونقلت إذاعة «آر.تي.إل» الفرنسية، عن فريديريك لانوفال، المتحدث باسم الداخلية، السبت، قوله إن العناصر الأمنية تتضمن «56 ألف شرطي، و36 ألفا من قوات الجندرمة، علاوة على 3 آلاف من جنود الاحتياط»، في إطار حماية المواطنين والسياح في المتاجر الكبرى، وأماكن التجمع؛ بهدف مواجهة الإرهاب.
اعتقالات في تركيا
وأجرت السلطات التركية عمليات ملاحقة واعتقال لعدد من المتهمين بالانتماء لتنظيم الدولة، وقالت إنه تم القبض على 75 شخصًا يشتبه بانتمائهم لـ«داعش» في إسطنبول وأنقرة، مؤكدة استمرار البحث عن 17 شخصًا يعتقد أنهم موجودون في أنقرة.
وقالت السلطات، إن المعتقلين كانوا يخططون لشن هجمات تستهدف المحتفلين بليلة رأس السنة.
أيام التحصين في ايطاليا
وفي إيطاليا، قررت السلطات تحصين البلاد لمدة 3 أيام في الأماكن التي سوف تشهد احتفالات أعياد رأس السنة، وفرضت مشاركة لوحدات متخصصة في إدارة ديناميات الحشود، وفرق الكلاب للكشف عن المتفجرات، وعناصر شرطة على متن دراجات هوائية، دوريات راجلة أو على ظهور الخيول، بالإضافة إلى وحدة لمكافحة الإرهاب.
وقال رئيس شرطة روما، غويدو مارينو، في خطته لأمن العاصمة خلال أيام 30، 31 ديسمبر، و1 يناير، إنه «اعتبارا من مساء الـ31، ستبدأ فرقة عمل خاصة بمهامها وستقام 20 بوابات عازلة مع أجهزة الكشف عن المعادن على كل الطرق المؤدية إلى ميدان سيرك ماكسيموس (وسط العاصمة)، حيث يُقام الحدث الرئيس في احتفالات نهاية السنة وبدء العام الجديد من قبل بلدية روما».
مناورات في المغرب
أعلنت السلطات في المغرب، إجراء مناورات أمنية في الدار البيضاء، استعدادا لاحتفالات أعياد رأس السنة الميلادية، والتي تشهد إقبالا كبيرا للسياحة على المدينة.
كما أعلنت وزارة الداخلية المغربية نشر نحو 20 ألف جندي في المدينة؛ للسهر على أمن المحتفلين برأس السنة 2018.
منطقة آمنة في المانيا
واهتمت ألمانيا بتحدٍ مختلف عن باقي دول العالم بشأن الاستعداد لاحتفالات رأس السنة الميلادية؛ حيث يقيم منظمو احتفالات راس السنة في برلين «منطقة آمنة» للنساء للمرة الأولى.
وتأتي الإجراءات الأمنية الجديدة في حفل بوابة براندنبورج وسط مخاوف من التحرش الجنسي.
ولكن الخوف من الهجمات، أيضا استعدت له برلين؛ فقد حذّر رئيس مكتب الاستخبارات الداخلية في هامبورج، تورستن فوس، من مخاطر وصول أشخاص قاتلوا في صفوف تنظيم الدولة إلى أوروبا، معتبر أن أن تقهقهر التنظيم في الشرق الأوسط ينبئ بزيادة الهجمات في أوروبا.
وخلال الشهر الجاري، أعلنت السلطات الألمانية أن 50 مقاتلا متطرفا عادوا إلى ألمانيا من العراق والشام.