حالة من الجدل أثيرت عقب تصريحات اللواء طارق حسونة، مدير أمن الغربية، التي أكّد فيها صحة مقطع فيديو تداوله مستخدمون لمواقع التواصل الاجتماعي أثناء تفقده الحالة الأمنية بالمحافظة في موكب يضم عشرات السيارات، كاشفًا أنه محاولة لاستعراض القوة.
وربط مراقبون تصريحات مدير أمن الغربية بتصريحات السيسي عن القوة الغاشمة؛ إذ يستعرض قوته أمام المدنيين العزل فقط، بينما نعامة أمام المسلحين كما حدث في حادثة كنيسة مارمينا.
وقال مدير الأمن، في تصريحات صحفية، إنّ حقيقة الأمر استعراض للقوة الأمنية لبث روح الطمأنينة في نفوس المواطنين قبيل احتفالات أعياد الميلاد المجيد، و«هذا العرض حدث مرتين، وضمّ ما يقرب من 30 سيارة تمثل القطاعات كافة؛ وفي مقدمتها عناصر التدخل السريع والمرور».
هروب الشرطة
تأتي تصريحات «استعراض القوة» بعد 24 ساعة من انتشار فيديو على مواقع التواصل الاجتماعي لمهاجم كنيسة حلوان وهو يسير في الشارع وتصادف مرور مدرعة لقوات فض الشعب بالقرب منه ومرورها دون مواجهته؛ فاعتبر نشطاء موقف سائق المدرعة سلبيًا وكان يمكنه مواجهة المسلح ودهسه أو التعامل معه، لكنه فضل الهروب.
وأعلنت وزارة الصحة مقتل تسعة وإصابة خمسة آخرين في هجوم مسلح صباح الجمعة على كنيسة «مارمينا» بحلوان، وتمكّن الأهالي من قتل المسلح؛ لتعلن بعد ذلك وزارة الداخلية أنّ الشرطة هي من قتلته.
القوة الغاشمة
وتصريحات مدير أمن الغربية مرتبطة أيضًا بكلمة عبدالفتاح السيسي التي بثّها التلفزيون المصري عقب تفجير مسجد الروضة بمنطقة بئر العبد في العريش، واستقبلها مرتادو مواقع التواصل الاجتماعي معربين عن اندهاشهم وسخريتهم من وصفه تحرّك قواته للرد مستخدمًا «القوة الغاشمة».
وجاء في قاموس «لسان العرب» معنى الْغَشْمُ: الظُّلْم والغَصْبُ، غَشَمَهُم يَغْشِمُهم غَشْماً، ورجل غاشِمٌ وغَشَّامٌ وغَشُومٌ. وفي معجم «الوسيط»: الغَشُومُ هو الذي يخبِطُ الناسَ ويأْخذُ كلَّ ما قدر عليه. ويقال للحرب غَشُوم؛ لأَنها تنالُ غيرَ الجاني.
استعراض فتونة
وتساءل الدكتور عطية عدلان، رئيس حزب الإصلاح: «أين القوة التي يتحدث عنها نظام عبدالفتاح السيسي؟! ما يحدث استعراض عضلات ونشر سياسة الافتراء على الضعفاء، لكنهم أمام المسلحين مثل النعامة يهربون ويتخلون عن الشعب».
وأضاف، في تصريح لـ«رصد»، أنّ «الداخلية تمارس أفلامًا تمثيلية على الشعب بأنهم حماة الوطن وأصحاب مهارات عالية؛ بينما كل ذلك أمام الكاميرات وفي العروض العسكرية وفي الأفلام والمسلسلات. وعلى أرض الواقع، الهروب هو الحل الوحيد للنجاة بحياتهم وترك المواطنين أمام الهجمات».
وقال إنّ «الشعب المصري أدرك أنّ مجموعة فتوات يحكمونه، يستعرضون عضلاتهم أمام المستضعفين من أجل فرض الضرائب وإجبارهم على الخنوع للعسكر».