أكثر من شهر، استغرقت عملية تنظيف منزل الفريق أحمد شفيق رئيس مجلس الوزراء الأسبق، بعد ترحيله من دبي، كما زعم خلال اتصال هاتفي له مع مقدم البرامج وائل الإبراشي، منذ عودته؛ حيث قال إن أسباب إقامته في فندق، هو تنظيف منزله.
وأعلن المتحدث الرسمي لحزب الحركة الوطنية المصرية، خالد العوامي، أن الفريق أحمد شفيق غادر الفندق الذي أقام به منذ عودته من دولة الإمارات، الشهر الماضي؛ حيث استقر بمنزله بمنطقة التجمع، شرقي القاهرة.
وأضاف، في تصريحات خاصة نقلتها صحيفة «الوطن»، أن «شفيق استقر بمنزله بمفرده، فيما تقيم أسرته في الإمارات لارتباطها بأمور خاصة بالدراسة وغيرها».
ومن المتوقع، أن «يشهد الحزب نقلة نوعية خلال المرحلة المقبلة؛ حيث ستتم الاستفادة من خبرة الفريق، وتاريخه السياسي وهو داخل مصر، وسيكون للفريق زخم سياسي قريبا، وتأثير فاعل في الحياة السياسية»، بحسب تصريحات «العوامي».
السماح بعودة الفريق شفيق إلي منزله بعد شهر من عودته لمصر، أثار التساؤلات حول هل قدم الفريق شفيق ما يكفي للنظام من ضمانات لإطلاق سراحه، وهل نجحت عملية إقناعة بالتراجع عن فكرة الترشح بانتخابات الرئاسة.
التوصل لتفاهمات
أسامة رشدي، القيادي بحزب البناء والتنمية، قال إنه كان واضحا للجميع أن الفريق شفيق تعرض لضغوط كبرى منذ ترحيله بهذه الطريقة المهينة إلى مصر، وأن السيسي لديه مشروع استبدادي لا يتسع لأي طرف معارض سواء دولة مبارك أو غيرها من المعارضة، ولهذا لم يسمح للفريق شفيق بالترشح بانتخابات الرئاسة.
وأضاف رشدي، في تصريح خاص لـ«رصد»، أن الفريق شفيق من الواضح أنه كان لا يقيم في الفندق بإرادته بعد ترحيله إلى مصر، وأن عودته لمنزله حاليا تعني أنه توصل إلى تفاهمات وإتفاقات مع النظام.
وتابع رشدي: «السيسي في النهاية دمر كل مراكز القوى، وكل الحياة السياسية في مصر، فلا أعتقد أن القضية هي بين دولة مبارك والسيسي، وإنما شعوره بخطورة أحمد شفيق عليه في ظل تراجع شعبيته بشكل ضخم».
وأكد أن السيسي لن يسمح لشفيق بالترشح للانتخابات القادمة؛ وذلك لاحتمالية أن يكون مركز جذب لعدد من القوى العسكرية أو للحزب الوطني القديم، والتي من الممكن أن تسهم في التصويت له أو إنجاحه.
وأشار رشدي إلى أن «السيسي لا يخشى من المدنيين فهم لا يشكلون مصدر قلق له، لكنه يخشى ممن لديهم خلفية عسكرية».
وتابع: «شاهدنا كيف حاصر سامي عنان في انتخابات عام 2014، بالقضايا والتهديد بإثارة الكثير من المشاكل القانونية في وجهه، حتى أجبروه في النهاية على العدول عن الترشح، لكن هل يفعلها ويترشح هذه المرة؟ أم أنه سيخضع أيضا للابتزاز والتهديد، بالتالي هذا النمط من الأنظمة الفاشية يستعصي على التغيير من الداخل».
ظهور شفيق منذ ترحيله لمصر
وظهر الفريق شفيق 3 مرات منذ ترحيله إلى مصر، كان آخرها في الكنيسة البطرسية؛ حيث تداول عدد من النشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي، أنباء عن زيارة الفريق أحمد شفيق رئيس الوزراء الأسبق، والمرشح الرئاسي المحتمل، للكنيسة البطرسية، الثلاثاء 2 يناير، لتقديم واجب العزاء في متوفى لا يعرفه ولا تربطه به أي علاقة، سوى أنه صهر شخصية قبطية شهيرة.
الزيارة التي استمرت ساعتين كاملتين، حرص فيهما الفريق شفيق على مصافحة واحتضان كل من تقدم للترحيب به، واستمع الرجل على غير العادة لـ3 عظات، ولم ينصرف بعد انتهاء أي عظة منها كما هو متبع في العزاءات المسيحية والإسلامية؛ حيث تكون الفرصة سانحة للانصراف.
عدد كبير من وزراء الرئيس الأسبق حسني مبارك حضروا العزاء، ولم يرحب بالفريق سوى الوزير الأسبق منير فخري عبد النور الذي ما إن رأى الفريق حتى قفز من فوق كرسيه مهرولًا لاحتضانه، الأمر نفسه فعله وزير الكهرباء الأسبق حسن يونس؛ حيث صافح شفيق لدى دخوله وانصرافه، بينما تجاهله كل من اللواء عادل لبيب وزير التنمية المحلية الأسبق، والدكتور عبدالقوي خليفة الوزير الأسبق.
الظهور المفاجئ للفريق شفيق في الكنيسة البطرسية لم يكن الأول، فقد سبق وفعلها في التاسع من ديسمبر الماضي، وزار نادي هليوبوليس بصحبة الطيار عمرو شفيق ابن شقيقه، بالإضافة إلى عدد من أفراد أسرته.
وفي 21 ديسمبر، ظهر شفيق في مسجد السيدة زينب وحرص الحاضرون على التقاط الصور التذكارية معه.
كما عرض الإعلامي وائل الإبراشي على قناة دريم مقطع فيديو يرصد ظهور الفريق، أثناء حضوره حفل زفاف ابنة أحد أصدقائه بمنطقة هليوبوليس؛ حيث كان شاهدًا على عقد القران، وظهر بصحبة المستشار أحمد الزند رئيس نادي القضاة السابق.