نشرت قناة «مكملين»، مساء الأربعاء، سلسلة جديدة من التسريبات بخصوص توجيه المخابرات الحربية أذرع نظام السيسي الإعلامية للحديث عن الأوضاع في اليمن، والقمة الخليجية، إضافة إلى شن حملة معاية على دولة قطر وأميرها، بما يكشف تحريك السياسة الإعلامية للدولة من خلف الكواليس لخدمة مصالح النظام.
وفي اتصال هاتفي بين ضابط المخابرات الحربية «أشرف الخولي» والإعلامي جابر القرموطي، طالبه باستنكار الوضع في اليمن والتعامل مع جثمان الرئيس اليمني المخلوع علي عبد الله صالح، قائلا: «أنت عارف الوضع النهاردة في اليمن بقى مربك جدًا، وممكن السعودية تحاول ترمى على الإخوان هناك وكده»، ليرد الإعلامي بالموافقة.
ووجه ضابط المخابرات الحربية، في اتصال هاتفي، مقدم البرامج عزمي مجاهد، بـ «إهانة وشتم» أمير قطر، تميم حمد آل ثاني، ووالدته الشيخة موزة، ورئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين الدكتور «يوسف القرضاوي»، وذلك في معرض حديثه عن القمة الخليجية.
وحول واقعة الإعتداء الأخيرة على شاب مصري في الكويت، أمر «الخولي» مقدم البرامج باستغلال الواقعة والإساءة إلى الكويت بسبب علاقتها مع دولة قطر، مشيرًا إلى مساومة الكويت بالواقعة من أجل عداء قطر وأميرها.
وفي تسريب آخر؛ طالب «الخولي» من عزمي مجاهد الحديث عن تسليم وزير الداخلية الأسبق حبيب العادلي لنفسه، وأمره بالتطرق إلى «سيادة القانون» الذي زعم أنه يطبق في مصر على الجميع، مضيفا «جلسة النقض عند حبيب بيه قريب فكان لازم الموضوع يحصل بالطريقة دي لغاية ما الانتخابات تعدي»، كما تحدثا عن الفنان خالد أبو النجا، ووجها له إهانات».
وتطرق «مجاهد» أثناء حديثه مع ضابط المخابرات إلى خلافاته مع صاحب قناة «العاصمة» وليد حسني، قائلًا: «أنا مدايق من وليد حسني لأنه بيشتغل مع الواد تامر عبدالمنعم، فهو بيزنق عليا جدًا، وبعدين بيقولي إيه اااا قلل من الإنترو، طب مانا الإنترو بعمله للبلد».
وأضاف: «أنا واقف مع البلد مع جيشي ومع شرطتي، ونحمس الشعب وواقفين مع الريس، تامر ما يشتغل بنفس الطريقة إيه المشكلة، هو أنا لما آخد نسبة مشاهدة عالية أو الناس تتفرج عليا أكتر هو ده وحش».
واشتكى مجاهد من تحجيم رئيس القناة له، وقال للخولي «عايز (صاحب القناة) يديني حلقيتين في الأسبوع كل حلقة ساعة، لصالح مقدم البرامج تامر عبد المنعم بينما وعده ضابط المخابرات بالتدخل لإنهاء الخلاف قائلا “مش وقته».
وفي تسريب أخر ، أمر «الخولي» رئيس قناة العاصمة وليد حسني، بالتدخل لإنهاء خلافات تامر أمين وعزمي مجاهد، ليرد «حسني»: «أنا بنفذ الرؤية إعلاميا.. الرؤية اللي محطوطة من عندكو مش من عندي.. التأثير اللي عمله عزمي في الشهرين الأخارى لما التزم ببعض الملحوظات اللي ادتهاله بقى تأثيره أكتر».
وتساءل «الخولي» عند توقيت انتهاء عقد مجاهد، لكن «حسني» أكد عدم وجود عقد له، وأعطى الهاتف إلى مقدم في جهاز الأمن الوطني يدعى «إمام» ليتحدث مع ضابط المخابرات ويطالبه بعمل تنسيق.
وقال مقدم الأمن الوطني، «الناس كلها شغالة بتعليماتنا وهي توجيهات السياسة العامة اللي إحنا حاطينها اللي هي خاصة بالدولة» مضيفا «وليد حسني ده الراجل بتاعنا».
وطلب «الخولي» من ضابط الأمن الوطني أن ينهي الخلافات بين تامر عبد المنعم وعزمي مجاهد إلى أن تنتهي الإنتخابات الرئاسية.
وكانت «نيويورك تايمز» الأميركية، قد نشرت السبت الماضي، تقريرًا كشفت خلاله عن تسريبات وصلت صحفيا لديها، تفيد بأن ضابط المخابرات الحربية «أشرف فتحي عبدالغني الخولي» أعطى تعليمات لعدد من الإعلاميين والممثلين الموالين لنظام عبدالفتاح السيسي، من بينهم عضو البرلمان سعيد حساسين ومفيد فوزي وعزمي مجاهد وعدد من الممثلات (يسرا، عفاف شعيب، هالة صدقي.. )؛ ووجههم بإقناع المصريين بالقبول برام الله عاصمة لفلسطين عوضًا عن القدس، بعد الحديث عن استنكار مصر علنًا القرار الأميركي اعتبار القدس عاصمة لـ«إسرائيل»، على غرار موقف جميع الدول العربية، وهو ما أذاعته قناة «مكملين» صوتيا الأحد، بعدها تواصلت القناة في نشرت التسريبات الصوتيه التي تكشف تحريك الساسية الإعلامية للدولة من قبل المخابرات من خلف الكواليس لخدمة مصالح النظام.
ويعد «أشرف الخولي» أحد أبرز المسؤولين عن إدارة ملف الإعلام في جهاز الاستخبارات العامة، ويتواصل بصفة شخصية مع أعضاء البرلمان الذين يقدمون برامج حوارية منذ انعقاد مجلس النواب قبل عامين، بعدما رُقّي من «عميد» إلى «لواء» في أغسطس 2014، وفق مصدر نيابي.
وفي أعقاب اندلاع ثورة 25 يناير 2011، سُرّبت تقارير إعلامية توضّح ضلوع ضباط من جهاز أمن الدولة (الأمن الوطني حاليًا) ومساهمتهم بدور فاعل في تفتيت الأحزاب والنقابات والحركات الاحتجاجية أثناء عهد الرئيس المخلوع حسني مبارك؛ وكان «أشرف الخولي» في مقدمتهم، بوصفه مسؤولًا عن قسم أمن السجون، التابع للإدارة العامة للنشاط المتطرف.
