شبكة رصد الإخبارية
follow us in feedly

«ديفيد هيرست»: هكذا دبرت أميركا و«إسرائيل» والخليج اختيار السيسي رئيسا لخدمتهم في قضية القدس

نشرت صحيفة «ميدل إيست آي» مقالًا للكاتب البريطاني الشهير «ديفيد هيرست» قال فيه إنّ عبدالفتاح السيسي اختيارٌ أميركي إسرائيلي بامتياز؛ من أجل اللحظة المناسبة لإعلان قرار القدس عاصمة لـ«إسرائيل»، وتليين الرأي العام العربي وإقناعه بأنّ القدس بلا أهمية، وكان الشارع العربي العقبة الوحيدة أمام هذه الخطوة.

وأوضح، وفق ما ترجمت «شبكة رصد»، أثناء بنائه الحقائق للتوصل إلى النتيجة التي ذكرها هذه، العلاقة بين دوائر السلطة في مصر من جنرالات مبارك والسيسي والدول الخليجية، وإجمالي المساعدات التي حصل عليها السيسي من الدول الخليجية تجاوز الـ701 مليار، ولا أحد يعرف أين أنفقت هذه الأموال، مؤكدًا في الوقت نفسه أنّ إغداق دول الخليج السيسي بهذه الأموال جاء ضمن المخطط المذكور بتليين الشارع العربي بشأن قضية القدس.

وإلى نص المقال:

يمكنك أن تتخيل معي سيناريو مكالمة هاتفية بعد اعتزام سامي عنان، رئيس الأركان السابق، خوض السباق الرئاسي في مصر، تجريه المخابرات العسكرية المصرية، الموالية لعبدالفتاح السيسي وتعمل ساعات إضافية من أجل تحريك «الدمى» في وسائل الإعلام.

• خليناها بسيطة عشان تقدر تفهمها

• أمرك يافندم

• عنان بيخرف، مش بيعرف يقول كلمتين على بعض وبيكرر الكلام، إنما السيسي متحدث لبق. عنان عايش على كرسي متحرك، إنما السيسي على حصان أبيض.
• علم يافندم.

وعنان، منافس ثالث قوي لعبدالفتاح السيسي، عرفته من أكثر من عام، بعد كتابتي مقالا بعنوان «السيسي كان ميتا»، قارنت فيه السيسي بالملك سليمان الحكيم، الذي توفي على كرسيه ولم يعرف أحد بوفاته. والكائن الوحيد الذي عرف بها هو النمل الأبيض الذي أكل عصاه.

والنمل الأبيض، الذي يأكل سلطة السيسي الآن، هم الأشخاص الأقرب للسلطة وعلى اطلاع كبير بما يدور في كواليسها؛ لكنّ أحمد شفيق، آخر رئيس وزراء إبان رئاسة مبارك، تراجع عن فكرة الترشح بعد تهديده بقضايا فساد وأشرطة جنسية، وتهديده بابنته.

وأثناء وجوده في المنفى بالإمارات، جمع شفيق قائمة واسعة من الداعمين المحتملين:

أولا: الدولة العميقة، كجنرالات المجلس العسكري و«الش**ميط» داخل المخابرات العامة الذين تحدّث عنهم النقيب أشرف الخولي أثناء توجيهه لعزمي مجاهد.

ثانيا، دعم رجال الأعمال المقربين لمبارك، الذي يدين له شفيق بمسيرته المهنية.

ثالثا: دعم المعارضة العلمانية والإسلامية؛ إذ تواصلت أفراد داخل جماعة الإخوان المسلمين في معسكريها الإصلاحي والحرس القديم مع شفيق.

وواجه السيسي تهديدًا آخر من الداخل، تمثّل في الفريق محمود حجازي، الذي أقيل من منصبه رئيسا لأركان القوات المسلحة، ويبدو أنّ الإقالة جاءت بعد أن قدّم نفسه رئيسًا على قائمة الانتظار أثناء خروجه من طائرته في واشنطن لمشاركته في مؤتمر رؤساء الأركان لمكافحة الإرهاب في أكتوبر الماضي.

ولم يتضح بعد ما إذا تحدث حجازي عن الترشح للانتخابات القادمة، أو ما إذا كان يعتزم خوض المافسة بطرق أكثر مباشرة.

الاقتصاد والغبي

عنان، شفيق، حجازي. كلهم من المطلعين على الأوضاع الداخلية المصرية جيدا، ولم يزرفوا دموعا على الرئيس السابق محمد مرسي، كما لم يتحدثوا عن أكثر من 50 ألف سجين سياسي داخل سجون السيسي، إلا أنهم يروا أن سوء إدارة السيسي يشكل خطرا أكبر مما يشكله على الحركة السياسية المصرية، فهو يشكل خطرا على الدولة نفسها، فهل طرأت أمور سيئة؟

يتصدر سوء الإدارة الاقتصادية قائمة المظالم، وهو أمر واضح جليا أمام السعودية والإمارات، أكبر داعميه، فوفقا لأرقام البنك المركزي المصري، ساهمت السعودية والإمارات والكويت بـ12 مليار دولار على هيئة مساعدات، و6.2 مليار دولار أخرى على هيئة استثمارات، ومن المرجح أن يكون الرقم أعلى من ذلك بكثير.

وتحدث أمير دبي ورئيس الوزراء الإماراتي، محمد بن راشد آل مكتوم، عن تلك الحقيقة حينما قال، إن الإمارات وحدها منحت السيسي خلال عامين 14 مليار دولار، ويتطابق هذا مع التسريبات التي سربت من مكتب مدير مكتب السيسي كامل عباس، والذي أكد أن مجموع المساعدات الخليجية تجاوز الـ50 مليار دولار.

وفي واحدة من أشهر التسريبات في فبراير 2015، تعهدت دول الخليج الثلاث بتقديم مساعدات مالية بقيمة 15.2 مليار دولار. وإذا أضفنا إليها الـ6 مليارات الأخرى التي وصلت مصر من صندوق النقد الدولي، فهذا يعني أن أكثر من 70 مليار دولار وصلت مصر خلال السنوات الخمس الماضية، وفي نفس التسريب، سخر السيسي من المانحين الخليجيين، حينما قال «معاهم فلوس زي الرز». على كل حال، لم يعد السيسي يتحدث عن الرياض بتلك الطريقة بعد التسريب.ولذلك، سيكونوا محقين إذا سألوا: هل استحوز السيسي على الأموال لنفسه؟

ورغم مساهمة قرار تعويم الجنيه المصري، في رفع الاحتياطات الأجنبية من 19 مليار دولار إلى 36.7 مليار دولار، إلا أن القرار ساهم في رفع معدل التضخم لأكثر من 30%.

ونقلت صحيفة «فاينانشيال تايمز» عن إبراهيم سودان، أحد أكبر صانعي الجبن في الشرق الأوسط، أن الأسعار زادت بنسبة 15% بالشرق الأوسط؛ والقوة الشرائية للمستهلكين لن تستطيع استيعاب زيادة اكبر من تلك، في ظل توقعات بزيادتها لـ30%.

كما أن قناة السويس الجديدة التي افتتحت قبل عامين، كلفت الدولة 8 مليار دولار، في الوقت الذي تكافح فيه قناة السويس الأساسية في الحافظ على إيرادتها.

انعدام الاستقرار

اضطر السيسي إلى التزايد في استخدام العنف حتى يحافظ على بقائه، وفي الوقت الذي جذبت فيه اإيران إدانات دولية لقمعها المتظاهرين، قتلت مصر أضعاف ما قتلته إيران، دون أدنى اعتراض خارجي، كما قام النظام بأكبر إعدامات جماعية في ذاكرة مصر الأخيرة.

وبينما يستخدم النظام القوة، تتعرض قوات الجيش والشرطة إلى هجمات مستمرة، وسجل مركز الأهرام للدراسات السيساية والاستراتيجية وقوع 1165 عملية مسلحة بين عامي 2014 و2016، بمتوسط عملية يوموية لمدة ثلاث سنوات.

وكتب عمر عاشور، أستاذ الدراسات الاستراتيجية، أنّ بيانات مركز الأهرام، أسوأ بيانات مسجلة في ظل النظام الحالي، وكان أسوأ هجومين تعرضت لهما مصر، تفجير الطائرة الروسية الذي قتل فيه 224 راكبا فوق سيناء، وتفجير مسجد الروضة الذي راح ضحيته أكثر من 300 مصل.

والهجوم الأخير، بحسب عاشور، أكثر فتكا بخمسة أضعاف من أسوأ هجوم شُن في عهد مبارك، وهي مجزرة الأقصر التي راح ضحيتها 57 شخصا، وأسوأ 19 مرة من أسوأ هجوم وقع في عهد مرسي والذي قتل فيه 16 جنديا في سيناء بـ2012.

وعلى الصعيد الإقليمي، ورغم خمس سنوات من التدخل العسكري السري والعلني، لم تتمكن مصر من تأمين حدودها مع ليبيا، عن طريق استخدام الجنرال خليفة حفتر، كما تصاعدت العداءات الدبلوماسية مع جارتها الجنوبية، السودان، ونشوء نزاع حدودي ومائي معها ومع أثوبيا.

كل ما سبق، من الممكن أن يجعل ترشح شفيق وعنان جذابين لمؤيدي مصر في الخليج.

وعلى الرغم من أنهم سيبقون الرئاسة والجيش تحت سيطرتهم، إلا أنهم من المحتمل أن يأخذوا مسارا إلى الأمام بالإفراج عن السجناء السياسيين، وفتح مجال العودة للكثير من الهاربين في الخارج، إلا أنه في كل الأحوال استبدال السيسي لن يكون عملا ثوريا، بل سيكون خطوة إلى الوراء بالعودة إلى عهد مبارك.

وهو علامة على مدى سوء ما وصلت إليه في مصر في عهد السيسي، حيث جعل من فكرة العودة إلى الاستبداد البرجماتي التقليدي فى عهد مبارك، تقدم. لكن في النهاية.. لماذا حدث كل ذلك؟

إخضاع الرأي العام العربي

أكد الكاتب، أن السيسي «المستبد» يلعب دورا محوريا لإسرائيل وأميركا والسعودية، عن طريق محاولة إقناع وتليين الرأي العام العربي لصالح تسليم القدس إلى إسرائيل، فالشارع العربي وحده هو العقبة أمام إخضاع القدس للسيطرة الإسرائيلية، وكانت تلك القضية هي جوهر ما دار بين أشرف الخولي والإعلاميين المصريين، في تسريب «نيويورك تايمز».

وتوافق ذلك مع أطروحة الكاتب يسوف زيدان، الذي أكد أن القدس ليست مدينة إسلامية وأعربت السفارة الإسرائيلية عن شكرها لزيدان على تصريحاته تلك.



تنفيذ و استضافة وتطوير ميكس ميديا لحلول الويب تنفيذ شركة ميكس ميديا للخدمات الإعلامية 2023