شبكة رصد الإخبارية
follow us in feedly

«الجارديان»: مدينة مشهد نقطة انطلاق الاحتجاجات الإيرانية تحت الضوء

انتشار أمني في مدينة مشهد الإيرانية

سلّطت صحيفة «الجارديان» البريطانية الضوء على مدينة مشهد الإيرانية، التي شهدت خروج أولى تظاهرات في سلسلة الاحتجاجات الأخيرة؛ موضحة أنّ انعدام المساواة داخلها وإصابة سكانها باليأس والإحباط هو ما دفعها لتكون نقطة انطلاق للاحتجاجات الإيرانية. وتجوّلت الصحيفة داخل أسلوب الحياة في المدينة والطريقة التي يعيش بها المواطنون هناك، بجانب المتحكم الفعلي في شؤونها الداخلية.

وقالت، وفق ما ترجمت «شبكة رصد»، إنّ موجة الاحتجاجات المناهضة للحكومة الإيرانية بدأت في مدينة مشهد، معقل للمحافظين وموطن ضريح «الإمام رضا» الذي يستقطب أكثر من 20 مليون حاج شيعي سنويًا، ويصل عدد سكانها ثلاثة ملايين نسمة. وبعد التخلي عن مقترح المهندس المعماري «داريوش بوربور» لتطوير المدينة بعد الثورة الإسلامية، ووقوف عجلة تنميتها في العقدين الماضيين؛ تفاقمت المشكلات الاجتماعية وظهرت في شوراعها بعد بدء التظاهرات.

وأفادت تقارير إخبارية بأن منافسي الرئيس الإيراني الإصلاحي حسن روحاني هم أول من نظموا التظاهرات في شوارع مشهد، ويعتقد «عازر تاشاكور»، عالم اجتماع حضري حجّ والده إلى مشهد ودرس هناك بعد، أنّ انطلاق التظاهرات من هذه المدينة من شأنه أن يقلل من الفجوة الاجتماعية الآخذة في الاتساع.

انعدام المساواة

يدير الضريح المُشار إليه مؤسسة تسمى «أستان قدس رضوى» تتبع نخبة متشددة، تستفيد من مجموعة من الفنادق الفاخرة والتطورات الجزئية المحيطة بالمنطقة، ويضيف تشاكور، أن معدل التغيير السريع أكد على عدم المساواة، موضحا أن المحافظين في المدينة فقط هم من يستفيدون من عوائد رأس المال هناك، أما الناس ينظرون إلى كل تلك الأموال ولا يطالون منها شيئا، وهو ما يصيبهم بالإحباط وشعور عدم المساواة.

وبالنسبة للفقراء الريفيين الذين يتدفقون إلى مدينة مشهد كحجاج، فإنهم يروا مظاهر الثراء في تلك المنطقة علامة من علامات النفاق، ويلاحظون انعدام المساواة حتى في الأمور اليومية للمواطنين هناك، مضيفا «لذلك لا أعتقد أن الاحتجاجات ستنتهي».

مشهد في أرقام

تبلغ مساحة المدينة 657.598 متر مربع، ويعد مزار الإمام رضا أكبر بناء هناك من حيث مساحته، كما أن 55% من الفنادق الإيرانية هناك، وتصدر 90% من الزعفران إلى العالم.

مشهد في صوت وصورة

مسعود كيمياي وهو مخرج وكاتب سيناريو إيراني، في عام 1969 صدر له فيلم يحمل اسم قيصر وهذا الفيلم من أول أفلام الموجة الجديدة في السينما الإيرانية، ويدور الفيلم حول سيدة عجوز تتوق إلى رؤية مزار الإمام رضا،
ويعتبر محمد رضا شجريان، وهو مغني تقليدي وملحن وموسيقي إيراني، إلا أنه لا يستطيع أن يمارس موهبته علنا في مسقط رأسه في مدينة مشهد، حيث يتم حظر الحفلات الموسيقية في الوقت الحالي.

صعوبات في مشهد

أكد تشاكور أن الناس الذين يأتون للحج من القرى والمدن الصغيرة، لا يستطيعون الحصول على أماكن مناسبة وآدمية كي يبيتوا فيها كما أنهم لا يستطيعون استخدام الفنادق الفاخرة هناك، لذلك يستأجرون منازل صغير للغاية في الممرات الضيقة، ورغم ذلك، لا تصل نسبة إشغالات الفنادق هناك إلى 20% في كل الأحوال.

وأوضح عالم الاجتماع، أن التوترات الأخيرة مع السعودية في انخفاض أعداد الوافدين الأجانب إلى المدينة، وأصبح اعتماد مشهد على السياحة الدينية أمرا مؤلما.

إلى أي حد تصلح مشهد للمعيشة؟

خارج دائرة المكان المقدس، نجد أن الحياة في مشهد صعبة للغاية، ومثيرة للقلق في نفس الوقت، وأدى النمو السكاني الهائل في مشهد منذ عام 1995 إلى جعلها عرضة بشكل خاص لنمو الأحياء العشوائية والفقيرة، ويعيش ما يصل إلى 33% من السكان على 22% فقط من مساحتها، ويعتقد البعض أن النسبة سترتفع إلى الثلثين في السنوات المقبلة.

وبالنسبة للأماكن الأكثر فقر في مشهد، فإنها تفتقر إلى البنى التحتية والخدمات الأساسية، فلكل 800 ألف فرد مستشفى واحدة، بينما يبلغ عدد الصيدليات في أماكن أخرى 16 ألف صيدلية، وهو تفاوت كبير للغاية، ويضيف تشاكور، الناس هناك يشعرون بالإحباط واليأس، يمكنك تخيل شاب يريد أن يبدأ حياته المهنية في مدينة مشهد، الأمر صعب للغاية، وأغلب الأعمال هناك مؤقتة وغير مستقرة.

من يمارس سلطته هناك؟

تمتلك مؤسسة «أستان قد رضوي» 43% من أراضي المدينة، وسلطتها كسلطة الفاتيكان، وأحيانا تمارس سلطتها وقوتها، على ما لا يعجبها في المدينة سواء مواطنين أو مؤسسات، على سبيل المثال اشتبكت مع السلطة المدنية في عام 2011، بسبب بعض الرسومات في الشوراع.

وفي 5 يونيو من العام نفسه،أزالت ما يبلغ مساحته 2200 متر مربع من رسوم الشاهنامه وهي ملحمة كتبها الفردوسي أبو القاسم منصور، وكانت تكلفة المشروع 30 ألف دولار، غير أن الجدران التي نقشت عليه الملحمة كانت تابعة للمؤسسة المُشار إليها.

ويشير تاشاكور، إلى أنهم يعتقدون بذلك أن يحافظون على أخلاق سكان المدينة البصرية.

الخطوة التالية 

في عام 2011 شرعت الحكومة في ربط المناطق خارج الضريح بواسطة شبكة مواصلات عامة، وافتتحت أول خط مترو هناك عام 2011، وهو يربط المدينة بالمطار، وبدأت المرحلة الثانية في فبراير من العام الماضي، وتعمل الآت حفر الأنفاق ححاليا على الخط الثالث، بجانب خطين آخرين قيد الدراسة الآن.

فيما يغطي التمويل الصيني معظم خطوط الكهرباء الجديدة والتي تبلغ 926 كيلو متر، ومن المقرر أن تربط مدينة مشهد وطهران بحلول أوائل 2020، وهي ضمن مبادرة الصين «حزام واحد وطريق واحد».



تنفيذ و استضافة وتطوير ميكس ميديا لحلول الويب تنفيذ شركة ميكس ميديا للخدمات الإعلامية 2023