شبكة رصد الإخبارية
follow us in feedly

كاتب «إسرائيلي»:سياسات ترامب الخارجية أقوال لا أفعال.. ونفوذ أميركا في الشرق الأوسط ليس خطيرا

الرئيس الأميركي دونالد ترامب - أرشيفية

قال الكاتب الإسرائيلي «أنشيل بيفر» إنّه من الخطأ القول إنّ سياسة الرئيس الأميركي دونالد ترامب كانت فاشلة، موضحًا في مقال على صحيفة «هآرتس» الإسرائيلية أنّ معظمها مقتصر على التغريدات فقط والأقوال لا الأفعال، وأن ترامب عبّر من قبل عن أنه لا يهتم بالعالم الخارجي أصلًا؛ وهو ما يفسره فقدان وزارة الخارجية كثيرين من كبار المهنيين فيها، ووجود عشرات المناصب الدبلوماسية شاغرة حتى الآن.

ووفق ما ترجمت «شبكة رصد»، عقد الكاتب مقارنة بين الرؤساء الثلاثة ترامب وجورج بوش وباراك أوباما؛ وتوصّل في النهاية إلى أن الثلاثة لا يختلفون كثيرًا عن بعضهم بعضًا، وحتى في النهاية؛ النفوذ الأميركي في الشرق الأوسط ليس خطيرا للدرجة التي يوجد عليها النفوذ الروسي.

ولم تشر زيارة نائبه الأول مايك بينس إلى الشرق الأوسط إلى أن سياسته كارثية بالفعل؛ وكي نصدق القول: ترامب لم يفعل أسوأ مما فعل سابقاه جورج بوش وأوباما في المنطقة.

فقاد الرئيس الأسبق جورج بوش حروبًا في المنطقة وحاول تغيير أنظمة، كما كانت لدى أوباما خطط أخرى لتغيير موازين القوى في المنطقة، لكن بمهارة أكثر من بوش؛ إذا قيست من حيث استخدام النيران، وهو ما يجعله أقل الرؤساء الأميركيين فشلًا. لكن، يؤخذ عليه أنه لم يستطع إنجاز شيء على مستوى الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، وكان ضعيف الاستجابة لثورات الربيع العربي وصعود تنظيم الدولة؛والإنجاز الذي سُيحسب له الاتفاق النووي الإيراني.

أما ترامب فكانت مبادرته الوحيدة الملحوظة في المنطقة هي دعمه للسعودية في مواجهة النفوذ الإيراني المتصاعد، لكنها مبادرة كلامية فقط، في حين ترك الدفة لولي العهد السعودي محمد بن سلمان. وفي هذا الجانب، كانت خطة أوباما دعم العناصر الأكثر اعتدالا في النظام الإيراني، لكنه فشل في ذلك؛ إذ تنامى نفوذ الحرس الثوري الإيراني في سوريا واليمن والعراق.

وأكّد الكاتب أن إلغاء ترامب الاتفاق النووي الإيراني سيتسبب في زعزعة الاستقرار أكثر في الشرق الأوسط، وبالرغم من أنه لم يفعل ذلك؛ فإنّه سلط الضوء على أوجه القصور في الاتفاق، خاصة فيما بتعلق بتأثير إيران الخبيث في المنطقة.

ويعد سعي إدارة ترامب لتعديل جوانب في الاتفاق بهدف الحد من قدرتها على رعاية وكلائها في مناطق الحروب بالمنطقة والحد من تطوير الصواريخ الباليستية تطورًا إيجابيًا.

ومعظم تصريحات ترامب فيما يتعلق بالشأن الإيراني أوضحت أنه منحاز كليًا للمسلمين السنة في المنطقة، بعكس أوباما، الذي حاول بكل الطرق إحداث نوع من التوازن الأكثر دقة بين المصالح السنية الشيعية.

وفيما يتعلق بالوضع في سوريا واليمن وأفغانستان، كان انحياز ترامب واضحًا للجانب الكردي ضد نظام بشار؛ لكنه أيضًا لم يفعل شيئا يُذكر. وهذه المآسي ورثها من أسلافه ونتيجة مباشرة لأفعالهم هم وليس هو، وثمة مقارنة بين ردود فعل أوباما وترامب، والفرق الذي أحدثه ترامب أنه لا يشعر بالقلق.

قرار بلا معنى

وعلى الجبهة الفلسطينية الإسرائيلية، لا يختلف ترامب عن أوباما، الذي حاول أن يفعل كثيرًا لكنه فشل. غير أن ما فعله أوباما أو استطاع إنجازه فعليًا في هذا الجانب ضغطه على رئيس الوزراء الإسرائيلي من أجل وقف الاستيطان، غير أن أوباما وترامب فشلا حتى الآن في جلب الفلسطينين والإسرائيليين إلى مفاوضات هادفة.

وفي ولاية أوباما الثانية، قرّر أن يتخلى عن الشرق الأوسط، وكلّف نائبه جون كيري بمتابعة الأمور المختلفة في المنطقة، وبذل كيري جهودًا في المفاوضات؛ غير أنه لم يتمكن من التوصل إلى شيء، سواء مع الفلسطينيين أو الإسرائيليين.

ومن ناحية أخرى، قرار ترامب بالاعتراف بالقدس عاصمة «إسرائيل» لفتة لا معنى لها؛ إذ لم يضف شيئًا على أرض الواقع؛ لأنّ «إسرائيل» تعمل بالفعل من القدس وليس تل أبيب، غير أنه يوصف أيضًا بأنه قرار منحاز إلى الجانب الإسرائيلي.

وفيما يتعلق بثورات الربيع العربي، زار أوباما مصر في 2009 وأكد من داخل جامعة القاهرة أن أميركا لم تعد ترغب في تغيير أي نظام في الشرق الأوسط. لكن، عندما اندلعت الثورات أكد مرة أخرى أن الولايات المتحدة تدعم انتقال السلطة.

أما ترامب فكان واضحا في دعمه لعبد الفتاح السيسي وتغاضيه عن ملف حقوق الإنسان في مصر.

وفي النهاية، الوهم بأن أميركا من الممكن أن تفرض تغييرًا كبيرًا في الشرق الأوسط ليس أمرًا خطيرًا؛ لأن نفوذها ليس بالأمر الخطير على الشرق الأوسط، وفي كل الأحوال أفضل من النفوذ الروسي الذي لا يستند إلى أي قيم ورؤية طويلة الأمد.



تنفيذ و استضافة وتطوير ميكس ميديا لحلول الويب تنفيذ شركة ميكس ميديا للخدمات الإعلامية 2023