شبكة رصد الإخبارية
follow us in feedly

«فويس أوف أميركا»: الحياة تعود إلى مدينة حلب.. لكن ببطء

جانب من حلب المدمرة

سلطت صحيفة «فويس أوف أميركا»، الضوء على مظاهر عودة الحياة إلى مدينة حلب السورية، بعد سنوات من الحرب التي دمرتها، وتحدثت إلى السكان الذين عبروا عن فرحتهم بتوقف الحرب، وعودة الحياة تدريجيا إلى ما كانت عليه، ورغم أن الأعمال ما زالت تتقدم ببطء، إلا أنها ستكتمل يوما ما، غير أن المدينة لن تعود كما كانت عليه قبل الحرب؛ حيث فقدت كل معالمها السياحية التي كانت تتميز بها، إضافة إلى مناطقها الصناعية والتي كانت تأوي العديد من سكانها.

ووفق ما ترجمت «شبكة رصد»، كانت حلب أكبر مدينة سورية، مليئة بالنشاط والحيوية، فيها أشخاص من جميع الأعمار، والآن بعد سنوات من الحرب، شاهدنا الشباب يرقص في الشوارع والأطفال يلعبون، والبعض يتناول الآيس كريم أو الفول السوداني، تحت لافتة كبيرة دون عليها «أنا أحب حلب».

غير أن ما يحزنهم هو أنه بعد 4 سنوات من الحرب انقسمت المدينة إلى نصفين، الغربي والذي تسيطر عليه الحكومة والشرقي الذي يسيطر عليه المتمردون أو جماعات المعارضة.

وبعد 3 أشهر من استعادة الحكومة لشرق المدينة، كانت هناك بعض التحسينات التي دأبت على إدخالها بالمدينة، وتحت صمت البنادق عاد الناس إليها، فالمياه والكهرباء آخذة في التحسن، وبدأت المدينة في التعافي لكن ببطء من آثار الدمار، لكن في الوقت نفسه بالكاد يصدق المواطنون هناك أن الحياة بدأت تعود لطبيعتها.

فيما لا يزال النصف الشرقي من المدينة في حالة خراب تام، ورغم تنظيف الكثير من الحطام من الشوارع، إلا أنه لم يتم إعادة بناء أي من المباني المدمرة، ورغم عودة بعض المواطنين إليها، فما زال مئات الآلاف لم يعودوا؛ إما لأن منازلهم دمرت بالكامل أو خشية من أنصار المعارضة.

وبعد انتصار قوات الأسد، هناك علامات على اتفاق أبرم بين الجانبين على احتفاظ كلٍ منهما بالجزء الذي يسيطر عليه، وفي الوقت نفسه لا يتحدث أحد عن كيفية استعادة الجزء الآخر، وفيما يتعلق بتأييد الحكومة أو معارضتها في الجزء المستعاد، يبدو أن الغالبية أصبحوا هادئين حتى من قام بالثورة في البداية، والمعظم منهم يريد إصلاح المدينة المدمرة.

«أشعر بحزن شديد وأحيانا أبكي في الصباح. كان حيا جيدا، الآن هذا ما أصبح عليه»، هذا ما قاله عدنان الصباغ الذي يعيش في منطقة السكري وكان احتجز من قبل المعارضة المسلحة في الجزء الشرقي من المدينة.

فيما لا يزال منزل عائلة صباغ المكون من 6 طوابق قائما كما هو، إلا أنه أصيب بأضرار بالغة، ولا يوجد في الطوابق العليا أية جدران.

وكان الصباغ، وهو عامل بناء، عمره 47 عاما، تمكن من الهرب إلى بلدة جبلة الساحلية قبل 5 سنوات، بعدما استولى المتمردون على شرق المدينة، وتزوج بناته الثلاث من جنود في الجيش السوري، لذا فإنه يخشى من المعارضة المسلحة إذا بقي مكانه.

وفي العام الماضي، عاد صباغ إلى المنزل، وأقام في شقته بالطابق الثاني، ويعيش حاليا مع زوجته وابنه الأصغر، ويستخدم مولدات مثبتة في الشوارع لعدم وجود إمدادات كهرباء في حي السكري، فيما لا تزال الحكومة تعمل على إعادة بنائه، غير أن المياه جارية رغم أنها لا تتوافر إلا كل يومين مثلا.

قبل الحرب، كان عدد سكان حلب يبلغ 2.3 مليون نسمة، وكانت أكبر مدينة في سوريا، ومركزا لأعمالها، وكان لها ثقافتها الخاصة، ومشهور بأطعمتها ولهجتها المميزة، ويعود تاريخ المدينة لأكثر من ألف سنة، وبها العديد من المزارات السياحية، غير أن المعارك التي دارت فيها قضت على معظم معالمها التاريخية.

وفي عام 2016، حاصرت القوات الحكومية المدعومة بضربات جوية روسية المدينة، لأشهر عدة، وفي ديسمبر من العام نفسه استسلم المعارضون، وفر الكثير منهم إلى أماكن أخرى، وكانت شرق المدينة المكان المتاسب لهم، ويحوي الشرق على اكثر من مليون مواطن سوري، غير أنها فارغة ومدمرة بالكامل.

الحياة تعود إلى المدينة

منذ أن استولت الحكومة على نصف المدينة، عاد بعض المشردين والنازحين واللاجئين إليها، ويقول «عي الزعتري»، مسؤول الأمم المتحدة في سوريا، إنه من الصعب الوقوف على تقديرات دقيقة لأعداد العائدين، إلا أن الأمم المتحدة تؤكد أنهم نحو 200 ألف شخص، ويعيشون الآن في الجزء الشرقي من حلب.

وكانت المدينة تتميز أيضا بمناطقها الصناعية، فكانت مركزا لـ15 منطقة صناعية كاملة، دمرت جميعها؛ بسبب قنابل النظام السوري.

إلا أن حجم الأضرار في غرب المدينة أقل بكثير، وخلال الحرب كان سكانها يتمتعون بقدر من حرية التنقل داخلها، وكانت الكهرباء تأتيهم لساعات عدة في اليوم، وقريبا ستكون متاحة بشكل كامل، كما أزيلت الحواجز الرملية والحديدية من الشوارع.

وتقول «أم النور»، وهي سيدة بالغة من العمر 51 عاما، وتعمل سائقة على سيارة أجرة، إن المدينة تشهد حاليا زيادة في العمل، وتستطيع القيادة في الشرق، وتطالب مازحة السيدات بركوب السيارة معها تجنبا للركوب مع الذكور.

كما تعمل أم النور أيضا في حفلات الزفاف أو الحفلات النسائية فقط، وكان نجلها توفي في القتال بين قوات الأسد والمعارضة، مضيفة انها تجني أكثر من 100 دولار في الشهر، وهو مبلغ أكثر قليلا مما يجنيه موظف الخدمة المدنية.

وإلى جانب تزايد الأعمال التجارية، هناك دلائل أخرى على أن الحياة تعود إلى حلب، ففي الساحة الرئيسية قام «عبداللطيف المسلاوي» وهو طالب عمره 21 عاما، بأداء رقصات تقليدية مع مجموعة من أصدقائه، قائلا لمحرر الصحيفة: «حلب أصيبت وهي حاليا تُعالج».



تنفيذ و استضافة وتطوير ميكس ميديا لحلول الويب تنفيذ شركة ميكس ميديا للخدمات الإعلامية 2023