شبكة رصد الإخبارية

المجتمع الدولي يدعو لإنقاذ «الغوطة» من قصف النظام السوري.. و«موسكو» تستشعر الحرج

دمار وحصار وجوع في الغوطة الشرقية

بعد مقتل المئات وجرح الآلاف في اليومين الأخيرين بسبب قصف النظام السوري مدينة الغوطة الشرقية؛ انطلقت دعوات دولية لإنقاذ المدنيين البالغ تعدادهم نحو 400 ألف وتعد ضمن مناطق «خفض التوتر» المتّفق عليها في محادثات أستانة في 2017 بضمانة تركيا وروسيا وإيران، وهي آخر معقل للمعارضة قرب العاصمة دمشق وتحاصرها قوات النظام منذ 2012.

فدعا المبعوث الروسي في الأمم المتحدة «فاسيلي نيبينزيا» مجلس الأمن الدولي إلى عقد جلسة علنية وطارئة للمجلس غدًا الخميس لبحث الموقف المصيري في الغوطة الشرقية؛ نظرًا للمخاوف التي حدثت اليوم للتأكد من قدرة جميع الأطراف على عرض رؤياهم وفهمهم لهذا الموقف بشكل صحيح والوصول إلى سبل للخروج منه.

السفير الروسي للأمم المتحدة «فاسيلي نيبنزيا»

كما أعلن نائب وزير الخارجية الروسي «سيرجي ريابكوف» أنّ روسيا تعمل على مشروع قرار بمجلس الأمن بشأن الغوطة.  حاولت روسيا النأي بنفسها عن قصف المنطقة المحاصرة من النظام منذ سنوات؛ فقال المتحدث باسم الكرملين «ديمتري بيسكوف» إنّ «اتهامات الغرب لقواتها الجوية بالمسؤولية عن مقتل مدنيين في الغوطة الشرقية الخاضعة لسيطرة المعارضة خارج العاصمة السورية دمشق لا أساس لها ولا تدعمها أيّ معلومات محددة ولا نقبلها».

مبدأ سيادة الدول

واعتبرت مندوبة واشنطن الدائمة لدى الأمم المتحدة «نيكي هيلي»، أثناء جلسة لمجلس الأمن الدولي منعقدة بنيويورك بشأن تعزيز السلم والأمن الدوليين (الأربعاء)، أنّ «مبدأ سيادة الدول لا يمنح نظام بشار الأسد في سورية العذر لاستخدام العنف وإطلاق الغاز على الشعب».

وقالت إنه «لا يمكن استخدام مبدأ سيادة الدول كعذر لكي يقوم نظام مثل نظام الأسد بإطلاق الغاز على الشعب بينما يقف هذا المجلس عاجزا عن فعل أي شيء»، وأضافت أنّ «سيادة الدول ليست عذرا لأي ديكتاتور يستخدم العنف ضد شعبه ويخلق صراعات إقليمية ثم لا يلحقه شيء، وإذا اعتقدنا أن ذلك صحيح فلن يكون هناك سبب لوجودنا هنا (في مجلس الأمن)»، مشددة على أنه «لم يعد بمقدورنا الآن أن نشيح بوجوهنا بعيدا عن سورية».

سفيرة أميركا لدى الأمم المتحدة «نيكي هيلي»

وقف فوري للقتال

كما دعا الأمين العام للأمم المتحدة «أنطونيو جوتيريس» اليوم الأربعاء إلى وقف فوري للقتال في الغوطة، وقال إنّ ضربات النظام السوري حوّلتها إلى «جحيم على الأرض» للمدنيين. وأمام مجلس الأمن الدولي، وجّه نداء إلى «كل الأطراف المعنيين لتعليق فوري لكل الأعمال الحربية في الغوطة الشرقية لإفساح المجال أمام وصول المساعدة الإنسانية إلى جميع من يحتاجون إليها».

ويوم الثلاثاء أصدر المتحدث الرسمي باسمه «ستيفان دوغاريك» قال إنّه «يشعر بانزعاج عميق من تصاعد الحالة في الغوطة الشرقية وآثارها المدمرة على المدنيين»، وأضاف أنّ «قرابة 400 ألف شخص في الغوطة الشرقية يتعرضون لضربات وقصف جوي؛ نتيجة حصار قوات الحكومة السورية للمنطقة، يعيش السكان هناك في ظروف بالغة الصعوبة، بما في ذلك سوء التغذية».

وأكّد الأمين العام للأمم المتحدة ضرورة «تذكير جميع الأطراف، لا سيما الضامنين لاتفاقات أستانة، بالتزاماتهم في هذا الصدد»؛ وحثّ «جميع أصحاب المصلحة على ضمان التقيد بالمبادئ الأساسية للقانون الإنساني، بما في ذلك الوصول الإنساني دون إعاقة، والإجلاء الطبي غير المشروط، وحماية المدنيين والمشاريع الأساسية للبنية المدنية».

أعداد القتلى والمصابين

وقال مفوض الأمم المتحدة لحقوق الإنسان «الأمير زيد بن الحسين» إنّ الأمم المتحدة وثّقت مقتل 346 مدنيًا وإصابة 878 في الغوطة الشرقية منذ 4 فبراير؛ «معظمهم في ضربات جوية على مناطق سكنية».

وأضاف أنّه «يجب على المجتمع الدولي إنهاء حملة الإبادة الوحشية في الغوطة، ووقف الأعمال القتالية فورًا؛ لمنع قتل المدنيين في جماعات»، مشددًا على أنّ «أيّ اتفاق سياسي بشأن الغوطة الشرقية يجب ألا يتضمن النزوح القسري للمدنيين».

قصف الغوطة الشرقية

هدنة ونقل المساعدات

بينما دعا الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى هدنة إنسانية للسماح بإجلاء المدنيين، وبسبب تردي الأوضاع في الغوطة؛ منددًا بـ«شدة» هجوم النظام السوري على «المدنيين» في هذه المنطقة.

وقال للصحفيين، بعد محادثات مع رئيس ليبيريا جورج ويا، إنّ «فرنسا تطلب هدنة في الغوطة الشرقية بهدف التأكد من إجلاء المدنيين، وهو أمر ضروري، وإقامة كل الممرات الإنسانية التي لا بد منها، في أسرع وقت».

الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرونمن جهتها، أعربت الخارجية المصرية، في بيان لها الأربعاء، عن «قلقها العميق إزاء التطورات الأخيرة في منطقة الغوطة الشرقية، وتداعياتها الخطيرة على الأوضاع الإنسانية، والمدنيين الموجودين فيها»، مؤكدة أنّ «القاهرة تواصل مساعيها واتصالاتها مع الأطراف المعنية من أجل إيجاد مخرج للوضع الإنساني المتأزم».

وأضاف البيان أنّ «هناك حاجة ماسة وفورية إلى هدنة إنسانية بهدف إدخال المساعدات الإنسانية وإجلاء الجرحى والمصابين؛ لتجنب كارثة إنسانية حقيقية»، وتابع أنّ مصر تدين «أيّ قصف للمناطق المدنية في الغوطة ودمشق وكافة أنحاء سورية».

كما طلبت اللجنة الدولية للصليب الأحمر اليوم السماح بنقل المساعدات إلى الغوطة الشرقية، خاصة للمصابين بحالات خطيرة ويحتاجون للعلاج. وقالت المتحدثة باسمها «يولاندا جاكيمي»: «ندعو كل من يقاتلون إلى ضبط النفس واحترام القوانين الإنسانية الدولية عند استخدام أسلحتهم. ونتوقع أن يزداد الوضع سوءًا»، وأضافت أن التسوية السياسية تظل «الاختيار الأوحد الذي يؤمّن إنهاء هذه الأزمة، وتحقيق السلام والاستقرار في سورية؛ بما يلبي طموحات الشعب السوري».

وساطة للتهدئة

وفي تغريدات على موقع «تاويتر» قال رئيس هيئة المفاوضات السورية «نصر الحريري» إنّ «هناك حاجة ملحة لاستجابة ذات مصداقية من المجتمع الدولي في الغوطة الشرقية، حيث يتم اختراق الخطوط الحمراء يوميًا»، مضيفًا أنّه «بدون إجراءات حاسمة ستواصل جرائم حرب النظام وروسيا بتهديد مئات الآلاف من الأرواح السورية».

وأضاف أنّ «اتفاقيات خفض التصعيد تحولت إلى تصعيد خطير تقوم به روسيا وإيران ومليشيات النظام السوري»، متابعًا «في حين أن شعب سوريا يسعى إلى تحقيق حقوق الإنسان الأساسية والديمقراطية والحرية، فإن النظام السوري بدعم مباشر من روسيا وإيران قد حوّل الغوطة إلى حمام دم من النساء والأطفال الأبرياء».

ونقلت وكالة «رويترز» عن المسؤول السياسي لفصيل «جيش الاسلام» محمد علوش أنّ «هناك مساعي من بعض الجهات الدولية والمحلية لعمليات هدنة في الغوطة ولم تنجح حتى الآن»؛ مبينًا أن الوساطة جارية بين المعارضة وموسكو، لكنه لم يقدم تفاصيل أخرى.



تنفيذ و استضافة وتطوير ميكس ميديا لحلول الويب تنفيذ شركة ميكس ميديا للخدمات الإعلامية 2023