تزداد كل يوم الأوضاع سوءا في الغوطة الشرقية، نتيجة القصف المستمر من قوات النظام السوري مدعوما بالقوات الروسية، أسفرت خلال الأيام القليلة الماضية عن مقتل 346 مدنياً وأصيب 878 آخرون بجروح.
وقالت مفوضية الأمم المتحدة لحقوق الإنسان، إن ما تتعرض له الغوطة الشرقية هي «جرائم حرب».
ونتيجة للهجمات المتتالية والشرسة خرجت عدد من المستشفيات من الخدمة، في حين اكتظت عدد آخر بالمصابين، بينهم أطفال ونساء، وما يزيد المعاناة هو نقص حاد في المواد والمعدات الطبية جراء حصار محكم تفرضه قوات النظام عليها منذ 2013.
ولم يشفع وقوع الغوطة الشرقية ضمن مناطق «خفض التوتر» التي تم الاتفاق عليها في مباحثات أستانة عام 2017، بضمانة من تركيا وروسيا وإيران، في إنهاء المجزرة التي تتعرض لها.
وتعد الغوطة آخر معقل للمعارضة قرب العاصمة، وتحاصرها قوات النظام.
وأوضح الباحث السياسي، خليل المقداد، أنه بخلاف الفصيلين الأكبر في الغوطة وهما «هيئة تحرير الشام» و«فيلق الشام»، توجد فصائل أخرى صغيرة، لافتا إلى وجود تفاهمات بين «جيش الإسلام» والنظام وروسيا، وتواصل مستمر بينهما.
وقال المقداد في تصريح لـ«رصد»، أن الواقع في سوريا أليم للغاية، بعد أن تآمرت قادة بعض الفصائل على الثورة والشعب مقابل وعود بالمشاركة في السلطة، لافتا إلى أن «جيش الإسلام» يحاول منذ اليوم الأول الاستفراد بالقرار في الغوطة؛ ليس لقتال النظام وإنما حماية له، ولتجار دمشق.
وأكد الباحث السوري، أن الفصائل تحتاج إلى أن تتوحد كلمتها في هذا التوقيت سواء في الداخل أو الخارج، موضحا أن القلمون الغربي على سبيل المثال يوجد به جيش تحرير الشام بقيادة الضابط فراس بيطار، وهو أول من حرر مناطق بالغوطة ووصل لساحة العباسية قبل أن يتم التآمر عليه والتضييق عليه.
واستبعد المقداد، خروج الفيلق والتحرير والانسحاب من الغوطة ، لافتا إلى قدرتهم على الصمود، ولكنه أشار إلى أن هناك حالة واحدة يمكن فيها انسحاب تلك الفصائل؛ وهي أن تصل الأمور إلى مدى أبعد بكثير بالقصف والتدمير المستمر والعشوائي وهو ما قد يجبر تلك الفصائل على الانسحاب.
ونوه المقداد إلى أن عشرات المؤتمرات ومئات الهدن والمشاورات، لم يتم الالتزام بها ولم يكن هناك حسن نوايا، ومع ذلك لم تتوقف المفاوضات ولم تنسحب الهيئات المكلفة بالمفاوضات، لانها تمثل مصالحها فهي حزبية فصائلية لا تمثل الثورة،
وقال إن هيئة المفاوضات الحالية والتي يشارك بها الائتلاف هي دحلانية بامتياز ، وهي ليست معارضة بل موالية للنظام، ومن المستبعد اتخاذها قرارا بالانسحاب لانها لم تتخذ هذا القرار عندما كانت معارضة إلى حدما، فمكيف بعد أن أصبحت دحلانية روسية سيسية بامتياز
روسيا تنفي وتلجأ لمجلس الأمن
وأدانت المنظمات الحقوقية والأممية، والمجتمع الدولي، المجازر المستمر في الغوطة الشرقية، وحملوا روسيا مسؤولية الضحايا المدنيين الذين يتساقطون يوميا، إلا أن الكرملين، نفى ضلوع موسكو في قصف الغوطة الشرقية، وذلك عقب اتهام وزارة الخارجية الأميركية الثلاثاء موسكو بأنها مسؤولة عن هذه الهجمات.
وقال الناطق باسم الكرملين ديمتري بيسكوف للصحفيين «إنها اتهامات لا أساس لها، ومن غير الواضح إلى ماذا تستند هذه الاتهامات. لم يتم إعطاء معلومات محددة، ونحن غير موافقين عليها».
وفي سياق متصل، طلبت روسيا عقد جلسة طارئة لمناقشة التطورات بالغوطة الشرقية، ما دفع سياسيون «عهرا سياسيا»، في الوقت الذي تقصف فيه المدنيين بالغوطة.
وقال يحيى العريضي المتحدث الرسمي باسم هيئة التفاوض السورية، «صحيح ان روسيا تبادر الى عقد جلسة لمجلس الأمن لمناقشة القضية السورية، ولكن ذلك يجب ألا يكون كحركة استباقية لإجهاض موقف ردعي فاعل للمجلس. على روسيا ان تتوقف عن أخذ مجلس الأمن رهينة لحماية الاجرام»
المندوب الروسي الدائم لدى الأمم المتحدة، فاسيلي نيبيزيا، تقدم بالمقترح خلال جلسة مجلس الأمن بشأن تعزيز السلم والأمن الدوليين.
وقال المندوب الروسي الدائم لدى الأمم المتحدة، فاسيلي نيبيزيا، في إفادته خلال الجلسة: «سمعنا وشهدنا اليوم خلال جلسة مجلس الأمن أشياء كثيرة عن الغوطة وما يجري فيها، لقد أعربت الدول الأعضاء، وأيضاً الأمين العام أنطونيو غوتيريش، عن القلق لما يجري هناك»، متابعاً: «دعوني أقترح عليكم عقد جلسةٍ مفتوحةٍ لمجلس الأمن غداً لمناقشة الموقف هناك».
قبل قليل المندوب #الروسي ب #الأمم_المتحدة يقترح عقد اجتماع طارئ ل #مجلس_الأمن بشأن #الغوطة_الشرقية !!
لم يصل العرب عبر تاريخهم إلى أن يستخف بهم عدوهم كما يحدث اليوم ..
روسيا تقتل و تدعوا مجلس الأمن للإجتماع مناقشة جرائهما !!
و لا زال بيننا من يعلق أمله بمجالس العصابات.— عيسى الشفلوت (@gheth3331) February 21, 2018
روسيا تدعو مجلس الأمن لعقد جلسة مفتوحة لبحث الوضع في الغوطة الشرقية!!!
لا يوجد تعليق الا : ضربني وبكى، سبقني واشتكى— عمر مدنيه (@Omar_Madaniah) February 21, 2018
العالم يدين مجازر الغوطة
وعجز المجتمع الدولي عن وقف العدوان النظامي والروسي على الغوطة، واكتفت الدول والمنظمات، ببيانات الإدانة والإعراب عن القلق، حيث عبر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس، يوم الثلاثاء، عن «قلقه العميق» من تصاعد العنف في الغوطة الشرقية، داعياً جميع الأطراف إلى التزام المبادئ الأساسية للقانون الإنساني، بما في ذلك حماية المدنيين.
وطالبت الأمم المتحدة بالوقف الفوري لاستهداف المدنيين في الغوطة الشرقية. وقال منسق الأمم المتحدة الإقليمي للشؤون الإنسانية في سوريا بانوس مومتزيس أمس في بيان، إن استهداف المدنيين في الغوطة الشرقية المحاصرة قرب دمشق “يجب أن يتوقف حالا” في وقت “يخرج الوضع الإنساني عن السيطرة”.
ودعا الاتحاد الاوروبي، المجتمع الدولي التحرك لإنهاء آلام الشعب السوري في ظل تدهور الأوضاع الإنسانية، بالأسابيع الأخيرة
من جهتها، دعت وزارة الخارجية البريطانية، النظام السوري إلى وقف العمليات العسكرية في الغوطة الشرقية وفتح ممر لإيصال مساعدات إنسانية إلى المنطقة.
وطالب وزير شؤون الشرق الأوسط البريطاني، أليستر بيرت، نظام الأسد وداعميه بوقف حملة العنف على الغوطة الشرقية، وحماية المدنيين، والسماح بدخول المساعدات سريعاً وبلا عراقيل، حسب تعبيره.
وأوضح بيرت، أن عمليات القصف الجوي والمدفعي والهجمات الصاروخية التي تنفذها قوات للنظام تعتبر من أكثف المستويات التي شهدتها هذه المنطقة المحاصرة منذ سنوات، وتسببت بعشرات الإصابات بين المدنيين.
وفي سياق متصل، أعربت وزارة الخارجية الأميركية، عن قلقها حيال الهجمات التي يشنها النظام السوري في الغوطة الشرقية.
وقالت المتحدثة باسم الخارجية، هيذر ناورت«نشعر بقلق بالغ حيال ما تشهده الغوطة الشرقية. التقارير الأخيرة توضح أن الغارات الجوية تستهدف مباشرة المناطق التي يوجد فيها المستشفيات والمدنيون، ما نتج عنه مقتل أكثر من 100 شخص خلال آخر 48 ساعة».
من جهتها، أصدرت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف) بياناً حول ما تشهده الغوطة الشرقية عبارة عن جملة واحدة مفادها «ليس هنالك كلمات بإمكانها أن تنصف الأطفال القتلى وأمهاتهم وآباءهم وأحباءهم».
قالت اللجنة الدولية للصليب الأحمر -في تغريدة لها- إنها تحتاج للدخول فورا إلى الغوطة الشرقية، ووصفت الأوضاع هناك بأنها تمثل الإنسانية بأقبح صورها.
كما طالبت اللجنة بالسماح بنقل المساعدات إلى الغوطة خاصة للمصابين في حالة خطيرة ممن يحتاجون للعلاج في الجيب الخاضع لسيطرة المعارضة، القريب من دمشق.
وقالت المتحدثة باسم اللجنة يولاندا جاكيمي «ندعو كل من يقاتلون إلى ضبط النفس واحترام القوانين الإنسانية الدولية عند استخدام أسلحتهم، ونتوقع أن يزداد الوضع سوءا».