شبكة رصد الإخبارية
follow us in feedly

الصحفيون في اليمن.. فئة اتفق على استهدافها جميع أطراف الصراع

وقفة احتجاجية لاستهداف الصحفيين في اليمن

أزمة كبير يعيشها الصحفيون في اليمن، خلال أكثر من 3 سنوات؛ بعد استهدافهم من قبل مليشيات الحوثي مع بداية انقلاب أكتوبر 2014 وحتى الآن، ثم استهدافهم من جميع أطراف الصراع اليمني، في ظل احتقان شديد تعيشه المدن اليمنية بعد تقسيم السلطات في البلاد، بين جماعة أنصار الله، والجماعات المدعومة من الإمارات، ومناطق السلطة الشرعية.

وسجلت منظمة «رايتس رادار» في هولندا، زيادة الانتهاكات بحق الصحفيين في محافظات جنوب اليمن الواقعة تحت سيطرة مجموعات تدعمها الإمارات.

كما كشف تقرير صادر عن المنظمة الوطنية للإعلاميين اليمنيين، عن رصد 2250 حالة انتهاك ضد الصحفيين والعاملين في مجال الإعلام ومؤسساتهم منذ انقلاب ميلشيا الحوثي على الشرعية حتى نهاية ديسمبر 2017.

ممارسات مليشيات الحوثي

منذ اللحظات الأولى للانقلاب على الثورة اليمنية والشرعية في البلاد، اعتمد حلف الانقلاب «جماعة أنصار الله وعلي عبدالله صالح»، على تكميم الأفواه وكسر أقلامها، في محاولة لتثبيت الأمر الواقع والتخلص من صوت المعارضة.

وخلال 3 سنوات، أشارت تقارير إلى أن أكثر من 200 وسيلة إعلامية أغلقت بالقوة في العاصمة صنعاء، بعد سيطرة مسلحي جماعة انصار الله (الحوثيين) على العاصمة صنعاء في سبتمبر 2014.. ومن بين تلك الوسائل التي تعرضت للإغلاق 4 قنوات تلفزيونية، اضطرت للعمل حاليا من خارج اليمن، وبعضها أغلق ولم يتمكن من إعادة إطلاق البث.

وتعتبر المؤسسات الحقوقية، أن ما تتعرض له الصحافة هي مذبحة تستهدف قيم التعددية السياسية وحرية التعبير.

وفي تقرير لنقابة الصحفيين اليمنيين عن انتهاكات الحوثيين ضد الصحافة خلال 2017، ذكرت أن ما يزيد على 700 حالة انتهاك طالت الصحافة والصحفيين منذ مطلع العام 2015 إلى اليوم.

وأفادت بأنه تم استهداف 300 صحفي ومؤسسة إعلامية، خلال 2017 من قتل واعتداءات وتهديد ومصادرة وإيقاف عن العمل وتعذيب وشروع بالقتل وتهكير مواقع إخبارية ومصادرة مقتنيات الصحفيين وممتلكاتهم ومحاكمتهم وترويعهم.

ذكر تقرير حقوقي لوزير حقوق الإنسان اليمني، الدكتور محمد عسكر، «أن المليشيا الانقلابية قامت باعتقال واختطاف ما يقارب 17 ألفا من الناشطين والحقوقيين والإعلاميين والصحفيين والأكاديميين، في حين لا يزال أكثر من 5 آلاف آخرين يقبعون في معتقلات وسجون المليشيا».

وفي عام 2016 احتل اليمن في التصنيف العالمي لحرية الصحافة المركز 170 من أصل 180 دولة.

وفي أعقاب الانقسام بين طرفي الانقلاب في اليمن، ومقتل الرئيس المخلوع، اختطف الحوثيون 41 صحفيا من طاقم قناة (اليمن اليوم) بعد اقتحام مقر القناة، قتلت منهم 4 يوم 12 ديسمبر من العام 2017.

الإمارات متهمة

حديث الصحفيين عن سيطرة الإمارات على قطاعات واسعة من اليمن، والتحكم في قرارات بعض القيادات، إضافة إلى دعم عسكري لجماعات انفصالية في الجنوب، جعلهم هدفا لتكميم أفواههم، عبر الترهيب والاعتقال، وحتى التعذيب.

وما زالت الأوساط الصحفية تطالب بوقف الانتهاكات ضد الصحفيين والمؤسسات الصحفية، وآخرهم الصحفيان الجنوبيان، عوض كشميم، فتحي بن لزرق، وإحراق مؤسسة الشموع في عدن، من قبل جماعات مسلحة مدعومة من الإمارات في حضرموت.

وكانت عربات عسكرية هاجمت مقر المؤسسة وأحرقته بالكامل الأربعاء الماضي.

ونظم صحفيون وناشطون في مدينة تعز، جنوبي غرب اليمن، أمس السبت، وقفة احتجاجية في المدينة، للتضامن مع الصحفيين الجنوبيين، وما يتعرضون له من انتهاكات مستمرة من قبل جماعات مسلحة.

ورفع المشاركون فيها لافتات تطالب بوقف الانتهاكات التي تتعرض لها هذه المؤسسات.

وكانت السلطات المحلية في محافظة حضرموت (شرقا)، اعتقلت الصحفي عوض كشميم، في 21 فبراير الجاري، في ظل أحاديث عن تعرضه للتعذيب في سجونها.

وفي وقت سابق، اعتبر رئيس تحرير صحيفة «عدن الغد» (محلية تبث من عدن)، فتحي بن لزرق، أن استدعاء السلطة الأمنية في المدينة الجنوبية، خطوة تمهد لاعتقاله، بفعل انتقاداته للأداء الأمني لقواتها.

وقال ناشطون يمنيون إن إذاعة «بندر عدن»، التي تبث من عدن، تعرضت لقصف، الأربعاء، ما عطل أجهزتها على البث.

ومن المعروف أن عدن وحضرموت، تسيطر عليهما جيوش قبائلية، مدعومة إماراتيا، هي الجماعة الحضرموتية، والحزام الأمني في عدن.

وانتقدت نقابة الصحفيين اليمنيين، الممارسات ضد الأقلام الصحفية، وحملت محافظ حضرموت، فرج البحسني، المسؤولية عن حياة الصحفيين.

ونشر عضو النقابة، ومدير مكتب فضائية «الجزيرة» القطرية باليمن، سعيد ثابت، في حسابه بموقع «تويتر»، الثلاثاء، أن كشميم يتعرض للتعذيب في سجن بالمكلا، من قبل ضباط إماراتيين.

وخلال شهر فبراير، تعرضت صحيفة «اليوم الثامن»، ومركز عدن للأبحاث في خورمكسر، بمحافظة عدن، لاعتداء مسلح مرتين، خلال الشهر الماضي.

مطالبات بالتدخل لحماية الصحفيين

وأدان حزب التجمع اليمني للإصلاح، في بيان، ما يتعرض له بعض الصحفيين من اعتقال ومضايقات، وقال مسؤول في الدائرة الإعلامية للحزب، إن الدائرة تتابع بقلق ما يتعرض له بعض الصحفيين والإعلاميين في عدن وحضرموت من اعتقالات ومضايقات على خلفية عملهم الصحفي والعمل بحقهم في التعبير.

وعبر الحزب عن إدانة دائرته اعتقال «عوض كشميم»، وتضامنها مع الصحفي بن لزرق رئيس تحرير «عدن الغد» ضد التهديد بالملاحقة من قبل السلطات في عدن.

وقال الكاتب الصحفي اليمني، توفيق الجند «شكونا اعتقال الصحفيين فجاء من يخفيهم ويعذبهم، وشكونا إغلاق الصحف فجاء من يحرقها!!».

وطالب وزير الإعلام اليمني، معمر الإرياني، في لقاء في مجلس العموم البريطاني، أمس، بدعمهم «لإشهار تضامنكم بضرورة إطلاق صراح الصحفيين من سجون المليشيا، ووقف أعمال التنكيل والتعذيب»، لافتا إلى أن «تاريخكم الحافل بالدفاع عن الحريات الصحفية وحرية الرأي والتعبير التي وئِدت في اليمن منذ اجتياح المليشيات المسلحة صنعاء، هو ما حفزني على مخاطبتكم».

حذّرت منظمة رايتس رادار المعنية بمراقبة وتعزيز حقوق الانسان العربي والدفاع عنها «من مغبّة قمع حرية الرأي والتعبير وتجريف العمل الصحافي في المحافظات الجنوبية اليمنية، التي تقع تحت سيطرة الحكومة ونفوذ القوات الإماراتية».

وأضافت، في بيان، أنها «تابعت بقلق بالغ التدهور الذي حصل مؤخرا لحريات الرأي والتعبير والاعتداءات التي طالت العديد من الصحفيين ووسائل الإعلام في محافظتي عدن وحضرموت، جنوبي وشرقي اليمن».



تنفيذ و استضافة وتطوير ميكس ميديا لحلول الويب تنفيذ شركة ميكس ميديا للخدمات الإعلامية 2023