شبكة رصد الإخبارية
follow us in feedly

باحث سياسي لـ«سوشياليست ووركر»: السعودية الأضعف في مواجهة إيران

علما إيران والسعودية على الخريطة - أرشيفية

استبعد المحلل السياسي اللبناني «جيلبرت أشقر» اندلاع حرب عسكرية قريبة بين السعودية وإيران؛ إذ تعاني المملكة حاليًا من تدهور اقتصادي فجّ، وجاءت تدخلاتها الخارجية على حساب أموال مواطنيها، وتطبيق سياسات إصلاحية قاصمة، مؤكدًا أن الحرب بين الدولتين الآن في نطاق الحرب البادرة فقط.

وأضاف، وفق ما ترجمت «شبكة رصد»، أنّ الدولتين تتنافسان سياسيًا وعسكريًا، ويشتركان في حروب بالوكالة دون الدخول في حرب مباشرة ضد بعضهما بعضًا، وما جعلها دافئة حتى الآن أيضًا الغزو الأميركي للعراق عام 2003، الذي أعطى «الجمهورية الإسلامية» فرصة للتغلغل في العراق وتوسيع نفوذها.

كما تستفيد إيران من زعزعة استقرار الشرق الأوسط بعد ثورات الربيع العربي؛ إذ تدخّلت في سوريا عام 2013، وفي اليمن بدعم الحوثيين؛ بالرغم من أنّ العمل العسكري المباشر لها ما زال محدودًا في العراق وسوريا.

واستخدم قادة الجمهورية الإسلامية قيادتهم الدينية الشيعية لتوسيع نفوذهم في العالم العربي؛ فتدخلوا في لبنان لتأسيس حزب الله وتسليحه وتمويله، واستخدامه قاعدة لهم، وقامت سياساتهم ودعواتهم في الأصل على الإسلام وليس الشعية فقط؛ لجذب العالم الإسلامي بأكمله إليهم.

وتسبب غزو القوات الأميركية للعراق في تصاعد الوتيرة الطائفية للسياسة الإيرانية، التي مكّنت نفسها هناك عبر استخدام هذه البطاقة؛ ما أغضب السعوديين، الذين لم يتوقفوا أيضًا عن نشر طائفيتهم هناك لمواجهة الأيديولوجية الإيرانية الشيعية.

وتؤدي الطائفية في الشرق الأوسط دورًا فعالًا؛ نظرًا لأسباب تتعلق بالتاريخ السياسي ولأسباب ثقافية ودينية، بعكس باقي دول العالم؛ فلا توجد صراعات مثلًا بين الكاثوليك والبروتستانت في أوروبا.

ويشكّل توسّع النفوذ الإيراني أيضًا تهديدًا لسكان المنطقة؛ خاصة وأنّ من يقود السياسة هناك يستغل العامل الديني، الذي قد يعرض المنطقة للانفجار، كما يقودها «الحرس الثوري الإيراني»، وهو دولة داخل دولة.

وأكّد أيضًا أنّ السعوديين ليسوا أفضل من الإيرانيين في هذا الجانب؛ فهم أيضًا يستخدمون الأساليب الطائفية في حربهم ضد إيران ويعتمدون على جماعات متطرفة، موضحًا أنّ النظام السعودي أكثر رجعية من الإيراني؛ لكنّ إيران أكثر توسعية منها، وتؤدي دورًا أكثر خطورة في إضفاء الطابع الطائفي على النزاعات، والاثنان يعملان ضد ثورات الربيع العربي.

وجاء الغزو الأميركي للعراق في 2013 بتوطؤ غير مباشر من إيران. وقبل الحرب، كان هناك تعاون مباشر بينهما داخلها؛ لذلك يتهم البعثيون إيران بأنها شريك للسياسات الأميركية بالرغم من العداء المعلن بينهما. ومن الحقائق التي لا يمكن إنكارها: عندما غزت القوات الأميركية العراق، أحضرت معها المجلس الأعلى للثورة الإسلامية في العراق، الموالي لإيران، وكذلك «حزب الدعوة» الشيعي المرتبط بإيران.

والنتيجة أنّ تثبيت أقدام إيران في المنطقة، وبعد إجلاء القوات الأميركية عن العراق في 2011، تمّ تسليمها لقوات طهران عبر وكلائها هناك؛ لكنّ ما يطمئن أنّ السياسات الخارجية الأميركية الآن تبدو متناقضة إلى حدٍ بعيد، فالإدارة في ناحية والخارجية والبنتاجون والكونجرس في ناحية أخرى.

والدليل على ذلك وعد ترامب لأردوغان بأنّ أميركا ستتوقف عن دعم القوات الكردية في سوريا؛ لكنّ البنتاجون أدلى بعكس ذلك بعدها بشهر، وهكذا.

ومن المستبعد أن تخوض السعودية حربًا عسكرية ضد إيران؛ بسبب فشل حملتها في اليمن، والكارثة الإنسانية الضخمة الناتجة عنها؛ لكنّ الأمر قد يتصاعد بين إيران وأميركا في سوريا. فأميركا لا تتسامح مع قصف قواتها مثلما قتلت مائة شخص تابعين للقوات السورية اقتربت من منقطة يوجد فيها جنود أميركيون، لكنّ وجود روسيا في المعادلة يمنع نشوب هذه الحرب.

كما إنّ السعودية تواجه مشاكل اقتصادية ضخمة، وتدخلاتها الخارجية جاءت على حساب مواطينها، وتطبيق سياسات تقشفية تتبع وصفة صندوق النقد الدولي، وابن سلمان قاد عائلته من عهد العائلة الكبرى وحجم العشيرة ذي المعنى القبلي إلى عائلة محدودة.



تنفيذ و استضافة وتطوير ميكس ميديا لحلول الويب تنفيذ شركة ميكس ميديا للخدمات الإعلامية 2023