شبكة رصد الإخبارية
follow us in feedly

كاتب لـ«ميدل إيست آي»: «إسرائيل» تشكو من انتهاك سيادتها وهي المُنتهِكة!

رئيس حكومة الاحتلال الصهيوني بنيامين نتنياهو

اشتكى رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، أثناء خطابه في مؤتمر الأمن بميونيخ في فبراير الماضي، من انتهاك إيران مجال دولته الجوي بطائرة دون طيار. وهذه الجرأة في حديثه عن انتهاك سيادة دولته مثيرة للدهشة؛ خاصة وأنّ طيرانه دأب على انتهاك السيادة السورية طوال مدة النزاع وأطلق أكثر من مائة غارة داخل عمقها، وينتهك السيادة اللبنانية بشكل يومي وفقًا لتقرير أممي في 2017.

هذا ما يراه «ديفيد موريسون»، مؤلف كتاب «الوهم الخطير.. المواجهة الأميركية الأوروبية مع إيران»، في تحليله بصحيفة «ميدل إيست آي» وترجمته «شبكة رصد».

ووصف نتنياهو التوغّل الإيراني في المجال الجوي الإسرائيلي بالعدوان، وقال مدير الاستخبارات الاحتلالية إنّ التوغل لم يكن هجوميًا، بل اختبار للحدود والقواعد، فيما وصفته صحفية «هآرتس» بأنه مهمة هجومية غير مرجحة؛ إذ لم يُعثر على أسلحة أو متفجرات بين شظايا الطائرة، ولذلك لا يمكن مقارنة الانتهاك الإسرائيلي بانتهاك إيران.

وطوال السنوات الماضية منذ 2006 دأبت الطائرات دون طيار الإيرانية الصنع على اختراق المجال الجوي الإسرائيلي، من قبل حزب الله أو حماس؛ لكنّ المختلف هذه المرة أنّ الطائرة وجّهها مباشرة أفراد عسكريون إيرانيون. وعلى النقيض، دأبت دولة الاحتلال على انتهاك سيادة لبنان وسوريا والدول المجاورة على مدى سنوات عدة.

انتهاك السيادة اللبنانية

على سبيل المثال: انتهكت «إسرائيل» السيادة اللبنانية في الأربعة أشهر «من 1 يوليو إلى 30 أكتوبر 2017» قرابة 758 مرة، بمعدل 3188 ساعة طيران، وهي المعلومات التي ذكرها تقرير مجلس الأمن في 16 نوفمبر 2017، أثناء تأكيده انتهاك تطبيق القرار رقم «1701» الذي صدر في نهاية الحرب الإسرائيلية على لبنان في 2006 للسيادة اللبنانية، وزادت في 2017 بـ80% عن الاختراقات عام 2016.

احتجت الحكومة اللبنانية مرارًا على هذه الانتهاكات، مؤكدة أنها تقوّض وقف الأعمال القتالية والوصول إلى اتفاق دائم لوقف إطلاق النار، الصادر في أعقاب الحرب الإسرائيلية على لبنان في 2006. ووفقًا للتقرير الأممي، كانت «إسرائيل» تخترق المجال الجوي اللبناني بمعدل ست مرات يوميًا.
كما أكّد التقرير أيضًا أنّ «إسرائيل» مستمرة في احتلال جزء صغير من الأراضي اللبنانية، يمتثل في المناطق المحيطة بقرية الغجر.

أهداف «إسرائيل» في سوريا

كما دأبت دولة الاحتلال على انتهاك السيادة السورية منذ بدء الحرب الأهلية هناك، وحتى قبل ذلك منذ حرب 1967 التي استولت فيها على مرتفعات الجولان بالقوة. وفي 17 ديسمبر 1982، أصدر مجلس الأمن القرار رقم 497 يطالب «إسرائيل» بالعدول عن ضمها؛ لكنها رفضت وما زالت تنتهك القرار حتى يومنا هذا.

ومنذ 2012 استمر طيران الاحتلال في إطلاق غارات على أهداف داخل العمق السوري، وهو ما أكّدته تقارير صحفية منتظمة، ثم توسّعت في عام 2017؛ وامتنعت «إسرائيل» عن التعليق على التقارير.

وقالت صحيفة هآرتس إنّ الغارات الإسرائيلية استهدفت قوافل أسلحة تابعة لحزب الله اللبناني في سوريا بالقرب من الجبهات الإسرائيلية طوال السنوات الخمس الماضية، وهو ما أكّده الجنرال «أمير إيشيل» القائد السابق للقوات الجوية الاحتلالية؛ مبررًا الضربات بأنها دفاع شرعي عن النفس ضد ما وصفه بالعدوان السوري.

وقال رئيس شعبة سلاح الجو الاحتلالي «أمنون عين دار» إنّ الضربات وصلت إلى الآلاف في عام واحد فقط.

التهديد الإيراني للأمن الإسرائيلي

عندما أبدت روسيا تقديمها الدعم للنظام السوري في سبتمبر 2015، تخوّفت «إسرائيل» من تقليص حريتها نتيجة قصف الأهداف السورية، وسرعان ما سيطرت روسيا على المجال الجوي بجانب أميركا. ومنذ ذلك الوقت، سعى نتنياهو إلى عقد اجتماعات منتظمة مع الرئيس فلاديمير بوتين بشأن هذه القضية؛ وهو ما يوضح أنّ روسيا لم تفرض قيودًا على القصف الإسرائيلي في سوريا، بالرغم من أنه يفترض أنها تتطلب إخطارًا مسبقًا.

وتحارب القوات الإيرانية أيضًا وحلفاؤها (حزب الله والمليشيات الشيعية الأخرى) إلى جانب النظام السوري، واعترضت «إسرائيل» على وجودهم وترى أنهم يهددون أمنها. لكن، في العام الماضي، أصبحت «إسرائيل» تشكّل تهديدًا وليس إيران ووكلاؤها.

وطلب رئيس وزراء الاحتلال المساعدة من روسيا وأميركا لإبقاء إيران وحلفائها بعيدين عن حدودها في سوريا أو إنهاء وجودهم الدائم هناك؛ لكنّ التوسّلات الإسرائيلية لم تجد لها صدى يُذكر أو أي استجابة؛ لأسباب أبرزها أنّ حليفتها أميركا ليست في وضع يمكّنها من إبعاد إيران.

وقال الصحفي الإسرائيلي «رونين بيرغمان» إنّ إدارة ترامب رفضت مطلبًا لوفد إسرائيلي زار أميركا في أغسطس 2017 يطالب بإزاحة «حزب الله» وإيران من سوريا، وبعدها أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي أنّ «إسرائيل» ستعمل في سوريا بالطريقة والكيفية التي تراها مناسبة.

كما إنّ مطلبها لإبعاد التهديد الإيراني عن حدودها لم يتحقق. على سبيل المثال: أرادت «إسرائيل» في اتفاقية وقف تصعيد في جنوب غرب سوريا التي وقعتها أميركا وروسيا والأردن في 11 نوفمبر 2017 إبقاء القوات الإيرانية والقوات المتحالفة معها على بعد 50 أو 60 كيلومترًا من حدودها؛ لكن بموجب الاتفاق كانت المسافة من خمسة إلى 20 كيلومترًا.

وقالت «هآرتس» إنّ المسؤولين الإسرائيليين ما زالوا قلقين لأنّ القوى العظمى يبدو أنها غير راغبة في اتخاذ إجراءات حقيقية لطرد إيران من سوريا بشكل عام وجنوب سوريا على وجه الخصوص. وعلى العكس من ذلك، أكّد وزير الخارجية الروسي «سيرجي لافروف» أنّ وجود إيران في سوريا «مشروع»، وأنها لم تتعهد بضمان انسحاب القوات الموالية لإيران من سوريا، كما نشرته رويترز في نوفمبر من العام الماضي.

وردًا على ذلك، هدّد نتنياهو بأنّ «إسرائيل» ستنفّذ أنشطة عسكرية في سوريا بالطريقة التي تراها مناسبة، بغض النظر عن اتفاق وقف إطلاق النار بين روسيا وأميركا؛ وبالفعل استمرت في قصف الأهداف العسكرية.

طائرة دون طيار

في 10 فبراير 2018، دخلت طائرة من دون طيار إيرانية المجال الجوي الإسرائيلي من سوريا وأسقطت بواسطة مروحية إسرائيلية. وقالت صحيفة «تايمز أوف إسرائيل» إنّ الطائرة كانت في مهمة عسكرية أرسلتها القوات العسكرية الإيرانية من القاعدة الإيرانية في منطقة «تدمر» بسوريا.

بعبارة أخرى، استهدفت الطائرة «إسرائيل» عمدًا ولم تعبر الحدود دون قصد، على سبيل المثال؛ وأكّدت الصحيفة أنّ الانتهاك الإيراني هو الأكثر وحشية واعتداءً على السيادة الإسرائيلية في السنوات الأخيرة. وفي الواقع، إنّه الانتهاك الوحيد للسيادة الإسرائيلية.

وردّت «إسرائيل» بمهاجمة ما قالت إنها القاعدة الإيرانية التي أطلقت منها الطائرة من دون طيار، وأسقط الدفاع الجوي السوري واحدة من ثمان طائرات F-16 هاجمت الأهداف الإيرانية، وردت «إسرائيل» مرة أخرى باستهداف أهداف دفاعية جوية في سوريا مرة ثانية.



تنفيذ و استضافة وتطوير ميكس ميديا لحلول الويب تنفيذ شركة ميكس ميديا للخدمات الإعلامية 2023