تحت عنوان «صرخة نساء.. التحديات الرئيسة التي تواجه نساء اليوم وكيفية التغلب عليها»، نظّم مركز لندن للأبحاث السياسية مؤتمرًا عن سيدات الشرق الأوسط وما يواجهونه، بمشاركة قصص سيدات عن الخيانة والاعتداء والقمع الذي يتعرضن له في المنطقة؛ خاصة إيران، وارتبطت كلها بشكل أو بآخر بالعنف الجنسي والجسدي وانعدام المساعدة للضحايا، وفقًا لما نشرته صحيفة «أميركان سبيكتاتور».
ووفق ما ترجمت «شبكة رصد»، تحدّثت «أيناز أني سيروس» عن طفولتها في إيران وكيف اُنتُهكت بشكل فج وهي في عمر التاسعة؛ إذ أخبروها أنها كبرت الآن ومؤهلة لتحمّل المسؤولية عن أفعالها، وتذكر أيناز أنها كان بصحبتها أطفال آخرون تلقوا العبارات نفسها، وأضافوا لهن: «أنتِ الآن مستعدات للزواج».
وسردت فتاة أخرى (رفضت ذكر اسمها) كيف أُدخلت السجن واغتصبت مرارًا؛ بسبب خلعها الحجاب علنًا ووضع طلاء أظافر وغنائها في مكان عام دون قصد، وكذلك ارتداء حفل فيه أولاد وفتيات.
وعادت أينار لتضيف أنّ والدها باعها لرجل أراد الزواج منها؛ لكنه أساء معاملتها جنسيًا وجسديًا، وفي يوم كسّر عظامها، وحينما قاضته أخبرها القاضي: «عودي للمنزل وكوني زوجة أفضل حتى لا يضطر زوجك لضربك ثانية».
أما سينم محمد كردي، من شمال سوريا، فتحدثت عما أصبحت عليه النساء في شمال سوريا أكثر تنظيمًا ويستطعن اكتساب مزيد من الحقوق، وتحدثت عن كيفية استخدام تنظيم الدولة للنساء سلعًا جنسية للترفيه عن مقاتليهم.
وأكّدت الصحفية الأفغانستانية «آديل نازاريان» أنّه من الغامض تقدّم حقوق المرأة ببطء شديد في الشرق الأوسط وأماكن أخرى، ثم تحدثت عن العنف ضد النساء في أفغانستان وكيف تُعامل المرأة هناك؛ مؤكدة أن نصف السكان الأفغان يرون المرأة أقل من الرجل، ثم تحدثت أيضًا عن العنف الجسدي والجنسي الذي تواجهه المرأة في الهند؛ حيث تغتصب السيدات ويحرقن حتى الموت وبيعهن للزواج وإساءة معلمتهن بأسوأ طرق يمكن أن تتخيلها.
وطالبت آديل المسؤولين في مواقع السلطة بضرورة اتخاذ مزيد من الإجراءات لحماية السيدات في الشرق الأوسط، واكتساب مزيد من الحقوق؛ مطالبة ما أسمتهم «النوسيات» أيضًا بضرورة إحداث توازن في مطالبهن والدفاع عن قضايا المرأة الحقيقية، وألا يسمحن بزيادة انعدام المساواة بين الجنسين.
أما «رابية كازان»، الصحفية التركية التي أمضت كثيرًا من الوقت في إيران، فتحدّثت عن رؤيتها لفتيات في العاشرة من العمر يُلقَين في سيارات الشرطة لأنهن لم يرتدين الحجاب؛ مؤكدة أنّ لديها أمثلة عن الحالات التي اُغتُصبت فيها فتيات من رجال، حتى كبار في السن، وإجبارهن على الزواج بعد ذلك. وترى رابية أنّ هذه الجرائم توضّح كمّ النفاق المتفشي في الشرق الأوسط؛ حيث يغض المسؤولون الطرف عن كل ما يمس حقوق المرأة.
وناشدت رابية أميركا بضرورة التدخل للاهتمام بالنساء والأطفال الذين يعانون من الاضطهاد، مضيفة: «لا يمكننا أن ندّعي الاهتمام بحقوق المرأة وكراهية العنف الجنسي إذا لم نعمل على القضاء على مثل الأهوال التي يتعرضن لها في جميع أنحاء العالم، ونحن كثقافة يجب أن نقول إننا نسمعك، بغض النظر عن المكان الذي تعيش فيه، ونقف معك ونقاتل معك من أجل التغيير، ومن أجل حمايتك وحماية أطفالك».
وكما قال الرئيس الأميركي ريجان من قبل: «قبل كل شيء، يجب أن ندرك أنه لا توجد ترسانة أو سلاح في العالم هائل مثل الإرادة والشجاعة الأخلاقية للرجال والنساء الأحرار، إنه سلاح لا يمتلكه خصومنا في عالم اليوم؛ لكنه سلاح نمتلكه نحن الأميركيون، لقد أظهرت النساء الشجاعة، والآن الوقت المناسب لينضموا لنا».