شبكة رصد الإخبارية
follow us in feedly

«بولتون» في البيت الأبيض.. خبراء: أميركا تزداد تطرفًا تجاه الأزمات العالمية

جون بولتون

أحدث تعيين جون بولتون مستشارا للأمن القومي خلفا لهربرت رايموند مكماستر، في إطار اتفاق متبادل بين الرئيس الأميركي دونالد ترامب، ومستشاره السابق، جدلا في الوساط السياسية.

ووفقا لبيان صدر من البيت الأبيض، فإن ترامب طلب من مكماستر الاستمرار في منصبه حتى منتصف إبريل المقبل، وأن الأخير قبل بذلك.

من هو بولتون

بولتون هو محام ودبلوماسي أميركي خدم في إدارات جمهورية عدة. عمل بولتون سفيرا للولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة في الفترة من أغسطس 2005 حتى ديسمبر 2006 كعضو معين من قبل الرئيس جورج دبليو بوش.

كان مستشار السياسة الخارجية للمرشح الرئاسي عام 2012 ميت رومني.

يعد بولتون مشاركا بارزا في العديد من الجماعات المحافظة الجديدة، مثل مشروع القرن الأميركي الجديد (PNAC) والمعهد اليهودي للأمن القومي الأميركي (JINSA) ولجنة السلام والأمن في الخليج (CPSG).

وتشير تقارير إعلامية إلى أن هناك لقاءات مكثفة تجري حاليا بين ترامب وبولتون من أجل تناول الموضوعات السياسية الخارجية، كان آخرها لقاء عقداه بالبيت الأبيض، مساء الأربعاء.

سياسات أكثر تطرفا

ويتوقع خبراء بأن سياسات البيت الأبيض ستزداد تطرفا تجاه القضايا العالمية، عقب وصول بولتون لمنصب مستشار الأمن القومي، وهو معروف ببعض آرائه المتشددة تجاه أزمات عدة في العالم، لافتين إلى أن ترامب يستبدل عاقلا آخر في البيت الأبيض بمتطرف آخر وهو جون بولتون.

وأشارت صحيفة «واشنطن بوست» إلى أن تعيين جون بولتون مستشارا للأمن القومي قد يؤدي إلى تغييرات جذرية في مقاربة الإدارة الأميركية للأزمات حول العالم، كما عبر أعضاء في الكونجرس عن قلقهم من أن تؤدي مواقفه المتشددة إلى مزيد من الصراعات الدولية.

واعتبر أستاذ العلوم السياسية، عبدالله الشايجي، أن «خطورة بولتون أنه من عتاة اليمين المتطرف، رشحه بوش الابن سفيرا بالأمم المتحدة أثناء العطلة الصيفية لرفض مجلس الشيوخ تعيينه»، لافتا إلى أنه قال ذات مرة لو تدمرت 10 أدوار في مبنى الأمم المتحدة لا يتغير شيء، إضافة إلى أنه يؤيد توجيه ضربة عسكرية لكوريا الشمالية ويعارض بقوة إتفاق إيران النووي.

وأضاف الشايجي، في تغريدة، أن بولتون من بقايا المحافظين الجدد ومن مناصري إسرائيل حتى النخاع وبولتون متشدد تجاه روسيا ويؤيد ضربة استباقية لكوريا الشمالية والانسحاب من الاتفاق النووي مع إيران، يشكل تعيين بولتون انتصارا لمحور كوشنر والمتشددين في البيت الأبيض وتهميش لوزارتي الدفاع والخارجية والعقلانية.

إسرائيل والقضية الفلسطينية

يعد بولتون من أكبر مناصري إسرائيل، وداعما قويا للقرارت المعنية بالاحتلال والاستيطان في الأراضي الفلسطينية، لذا كان للاحتلال السبق في الترحيب بقرار ترامب بشأن تعيينه.

واعتبرت وزيرة العدل الإسرائيلي، إياليت شاكيد، في تصريح صحفي، أنه بتعيين بولتون، فإن ترامب يواصل تعيين  أصدقاء حقيقيين لإسرائيل في المناصب العليا، قائلة: «جون بولتون هو واحد من أبرز الشخصيات، تعيين ممتاز».

وتوقعت مجلة «فورين بوليسي»، في تقرير لها، بأن يقدم بولتون دعما كبيرا لإسرائيل، وهو ما أكده وزير البيئة زئيف ألكين من حزب الليكود الحاكم، عندما قال لإحدى محطات التلفزة الإسرائيلية «بولتون بلا شك صديق مقرب لإسرائيل منذ سنوات عديدة، بما فيها سنوات عمله سفيرا لأميركا لدى الأمم المتحدة، ليس لدي أي شك في أننا سنكون مرتاحين للعمل معه».

التوجه القوي والمعادي لبولتون تجاه القضية الفلسطينية، معروف منذ سنوات، ومعارضته لمشروع «حل الدولتين»، ما اعتبرته حنان عشراوي القيادية البارزة في منظمة التحرير الفلسطينية، أن تعيين بولتون سيؤدي إلى زيادة التشدد في الموقفين الأميركي والإسرائيلي وخلق «واقع مدمر» على الفلسطينيين والمنطقة.

ونقل موقع هاآرتس الإخباري الإسرائيلي عن بولتون تصريحات أدلى بها في 2016 بأن حل الدولتين (إسرائيل وفلسطين) اللتين تعيشان جنبا إلى جانب «مات منذ فترة طويلة».

 

نووي طهران وكوريا الشمالية

موقف بولتون من الاتفاق النووي الإيراني، والأزمة مع كوريا الشمالية، يمثل تهديدا للدبلوماسية، وأحد أسباب الإطاحة بماكماستر، بحسب تقارير أفادت بأنه جادل ترامب مطالبا إياه بعدم التخلي عن الاتفاق النووي الذي أبرمته إدارة أوباما مع إيران.

الغاء الاتفاق النووي أصبح أقرب

تشير آراء الخبراء السياسيين إلى أن باستلام جون بولتون المنصب في إبريل المقبل، فإن ترامب يمهد لإلغاء الاتفاق النووي الإيراني؛ حيث إنه أحد الجمهوريين الداعيين إلى الانسحاب من الاتفاق النووي مع إيران الذي أبرمته الدول الكبرى مع طهران في 2015 من أجل الحيلولة دون حيازتها السلاح النووي.

وفي هذ الشأن قالت إيلى جيرنمياه الباحثة في الشؤون السياسية بالمجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية «تعيين بولتون بالإضافة لترشيح (مايك) بومبيو (لمنصب وزير الخارجية) الأسبوع الماضي يقلص بشدة احتمالات أن يظل ترامب ملتزما بالاتفاق النووي بعد مايو».

وأضافت «عبر الرجلان بشكل صريح عن معارضتهما للاتفاق النووي وروجا لتغيير النظام في إيران وكرر بولتون دعوته للقصف بدلا من المساعي الدبلوماسية كحل للقضية النووية».

واتهم بولتون إيران، في مقال نُشر خلال عام 2017 في صحيفة (ناشونال ريفيو) ذات التوجه المحافظ، «بانتهاكات واضحة» للاتفاق النووي الموقع عام 2015 بهدف تقييد البرنامج النووي للجمهورية الإسلامية.

قصف استباقي لكوريا الشمالية

توجهات بولتون تجاه الأزمة الكورية الشمالية مع أميركا، تشبه موقفه من غزو العراق، فبولتون مؤيد للحروب الاستباقية، وهو  أحد مهندسي غزو العراق في 2003، ما يشكل تهديدا للقمة الكورية الشمالية الأميركية المقرر عقدها في مايو المقبل.

وفي مقال صحيفة «ناشيونال ريفيو» صنف بولتون برنامج كوريا الشمالية النووي وبرنامجها للصواريخ الباليستية على أنه خطر، قائلا إن الطريقة المثلى للقضاء عليه هي ضربة عسكرية استباقية.

ويخشى سياسيون خطورة موقف بولتون من التجارب النووية لبيونج يانج؛ حيث أكد  السيناتور الديمقراطي كريستوفر كونز إن «مواقف بولتون بشأن إيران وكوريا الشمالية، عدوانية بشكل مفرط في أحسن الأحوال، وخطرة في أسوأ الأحوال».

تصريحات بولتون كانت رافضة للحلول الدبلوماسية مع بيونج يانج، داعية إلى أن «الحرب الوقائية من المحتمل أن تكون السبيل الوحيد لمنع كوريا الشمالية من مهاجمة أميركا بصاروخ نووي».

ومن جهته، اعتبر السيناتور الديمقراطي إد ماركي نائب رئيس اللجنة الفرعية للعلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ أن تعيين بولتون في منصب مستشار الأمن القومي «رسالة واضحة من ترامب بأنه يصعّد من أجل الاشتباك العسكري»- في إشارة إلى حلول عسكرية في أزمة تجارب بيونج يانج.

وقال ماركي: «بولتون لعب دورا حيويا في تسييس المعلومات الاستخباراتية التي قادتنا خطأ لشنّ حرب على العراق»، مضيفا «ليس بوسعنا السماح لصقر حرب متشدد ارتكاب خطأ جديدا وقيادتنا لصراع مرير آخر»، لافتا إلى أن بولتون يؤيد قصفا استباقيا ضد إيران وشنّ حرب على كوريا الشمالية من دون مبرّر.



تنفيذ و استضافة وتطوير ميكس ميديا لحلول الويب تنفيذ شركة ميكس ميديا للخدمات الإعلامية 2023