جاءت حادثة انفجار عبوة ناسفة مستهدفة موكب مدير أمن الإسكندرية، وأسفرت عن مقتل فردي شرطة وإصابة آخرين؛ لتكشف عودة التفجيرات بالرغم من إعلان السيسي ونظامه اقتراب القضاء على الجماعات المسلحة وإنهاء تغلغلها داخل مصر مع إطلاق «العملية الشاملة في سيناء 2018».
أيضًا، تزامنت الحادثة قبل يومين من بدء الانتخابات الرئاسية، المقرر لها أيام 26 و27 و28 مارس، ويخوضها عبدالفتاح السيسي في مواجهة مؤيّده موسى مصطفى موسى؛ وإعلان وزارة الداخلية رفع درجة الاستعداد الأمني القصوى في جميع المحافظات وتعزيز تأمين المناطق المحيطة بالمنشآت الحيوية، وتشديد الإجراءات الأمنية وتكثيف الأكمنة داخل المحافظات وعلى الطرق، بخلاف الحملات على مناطق نائية.
وكما قالت «الداخلية»، فانفجار الإسكندرية نتيجة عبوة ناسفة وضعت أسفل سيارة متوقفة على جانب الطريق في شارع المعسكر الروماني بمنطقة رشدي؛ وأسفر عن مقتل اثنين وإصابة خمسة؛ بيينهم ثلاثة من أفراد الحراسة، كما ألحق أضرارًا بسيارات ومبانٍ؛ ونجا مدير الأمن «مصطفى النمر».
مصدر مريب
من جانبه، قال الباحث حسن أبو هنية، المتخصص في شؤون الجماعات المسلحة، إنّ التفوّق الكميّ للجيش المصري لا يعني ضعف عتاد التنظيمات المسلحة في سيناء؛ فهي قادرة على توظيف أفراد داخل القاهرة والإسكندرية وبقية المدن؛ ما يعني أنّ دعاية التفوق للقوات المسلحة في سيناء وهمية، لأنّ أفراد التنظيمات المستهدف القضاء عليها متوغلة.
وأضاف في تصريح لـ«رصد» أنّه من المؤكد أنّ الأسلحة وأدوات التفجير جاءت عبر التهريب، سواء عبر مراكب صيد أو نفق الشهيد «أحمد حمدي»، وربما جاء التهريب علانية؛ فإصدارات «ولاية سيناء» تُظهر أن بإمكانهم المرور من أيّ نقطة تفتيش بعتادهم كاملًا دون أن يعترضهم أحد. لكنّ المُثير للريبة: ما المصدر الذي استطاعت منه تنظيمات مسلحة أن تحصل على صواريخ «كورنيت»؟
وقال إنّه بجانب تهريب السلاح من ليبيا، هناك مصدر غير متوقع للسلاح، وهو الجيش المصري نفسه؛ فربما لا يُقدّم أسلحته طواعية كما يفعل المهربون، لكنّه يقدمها «غنائم» بعد قتل جنوده غير المُدربين، وأظهرت الإصدارات المُتعددة لولاية سيناء دبابات ومدرعات وضعت عليها أعلامها بعد أن قتلت من فيها، وصارت أداتهم في قتال الجيش بعد.
