تناولت مواقع إخبارية «إسرائيلية» أنباء مفادها أنّ عبدالفتاح السيسي والمملكة العربية السعودية يضغطان على حركة المقاومة الإسلامية «حماس» لوقف مسيرات العودة الكبرى، التي تشهدها الأراضي المحتلة حاليًا مع ذكرى «يوم الأرض»؛ وأسفرت عن استشهاد 32 فلسطينيًا وإصابة أكثر من 2700 آخرين برصاص قوات الاحتلال.
البداية، كما نقلت صحيفة «جيروزاليم بوست» عن مسؤول بوزارة الخارجية المصرية قوله إنّ بلده تواصلت مع حركة حماس لإنهاء المظاهرات السنوية الخاصة بمسيرة العودة الكبرى؛ وعرضت مقابل الوقف ضمان فتح معبر رفح الحدودي، تحت إشراف السعودية.
وأضافت، نقلًا عن وسائل إعلام، أنّ وفدًا مصريًا سافر إلى غزة لمقابلة رئيس حركة حماس، وكُلّف رئيس جهاز المخابرات المصرية العامة «عباس كامل» من السعودية بإرسال الوفد بهدف الحدّ من «تفجر الأوضاع» في قطاع غزة المحاصر؛ معربًا عن خشيته من انتقال الغضب الفلسطيني إلى الحدود مع مصر؛ ما قد «يضع القاهرة في موقف محرج محليًا وعربيًا ودوليًا».
وعبّر المسؤول نفسه عن أنّ الأوضاع في غزة تشهد تطورات خطيرة قد تخرج عن السيطرة، إن لم يُتعامل معها، موضحًا أنّ وفدًا من المخابرات المصرية برئاسة عباس كامل سيصل إلى غزة هذا الأسبوع؛ وسيجتمع مع قيادات حماس وباقي فصائل المقاومة لمناقشة ملف مسيرات العودة، وبحث حلول لمنع تدهور الأوضاع في القطاع.
وقال المسؤول المصري إنّ مصر والسعودية من أكثر الدول التي تسعى لإيقاف مسيرات العودة «حتى لو كلف ذلك أن تقدم مبادرة لحماس لفتح المعبر بشكل كامل للتخفيف من وطأة الحصار المفروض على سكان قطاع غزة».
حماس ترفض
ونقلت صحيفة «قدس الإخبارية» عن مصادر وصفتها بالخاصة أنّ حماس رفضت عرضًا مصريًا بوقف مسيرات العودة مقابل فتح معبر رفح؛ وردّت حماس بأنّ «المسيرة أصلًا خارج سيطرتها، وهذا الأمر لا يد لها فيه، وأنّ المسيرة قائمة على فعل شعبي لا يمكن التحكم فيه».
وأضافت أنّ القاهرة أغلقت معبر رفح بعدما قررت فتحه للضغط على حماس.
استهجان تصريحات بن سلمان
وأكدت حركة «حماس»، في بيان لها الخميس الماضي، أنّها تستهجن ما وصفته بـ«تسارع وتيرة التصريحات والمواقف المنادية بشرعية الاحتلال الصهيوني على أرض فلسطين»، معتبرة أنّ ذلك يأتي في سياق «استرضاء قوى إقليمية على حساب الحق الفلسطيني، أو في إطار المناكفة بين الدول».
وجاء بيان الحركة بعد تصريحات لولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، وكذلك رئيس وزراء قطر السابق ووزير خارجيتها الشيخ حمد بن جاسم، عن «إسرائيل».
وردًا على سؤال في مقابلة نشرتها مجلة «أتلانتيك» الاثنين الماضي عما إذا كان لليهود حق العيش في دولة على «جزء من أرض أجدادهم»، بحسب المجلة، قال الأمير محمد بن سلمان: «أعتقد أن كل شعب في أي مكان له حق العيش في دولته بسلام، أعتقد أن الفلسطينيين والإسرائيليين لهم الحق في أن يكون لديهم أرضهم، ولكن يجب أن يكون هناك اتفاق سلام لضمان الاستقرار للجميع».
وعما إذا كان هناك اعتراض قائم على أساس ديني بشأن وجود «إسرائيل»، قال ولي العهد السعودي: «لدينا مخاوف دينية بشأن مصير المسجد الأقصى في القدس وحقوق الشعب الفلسطيني، هذا ما لدينا، وليس لدينا أي اعتراض ضد أي شعب آخر».