شبكة رصد الإخبارية
follow us in feedly

6 عباقرة مسلمون قدماء لم تسمع بهم على الأرجح

عباقرة مسلمين قدماء

قدم العلماء المسلمون في العصور الوسطى، أسس أغلب الاكتشافات التى ظهرت في العصر الحديث، وذلك في فترات كانت مناطق أخرى من العالم تتخبّط في معضلات ثقافية ودينية وأخلاقية تبعدها عن هذا الدور الإنساني.

وعندما نتحدث عن علماء المسلمين في العصور الوسطى، يطرأ إلى أذهاننا أسماء شهيرة أسهمت في التقدم العلمي الذي نعيشه مثل ابن سينا، والبيروني والرازي وغيرهم، ولكن التاريخ الإسلامي في الحقيقة امتلأ بالعديد من الأسماء المهمة من أعلام العلماء المسلمين الذين ربما لم تسمع بأسمائهم إن لم تكن من المهتمين بالتدقيق في التاريخ أو العلوم.

ونرصد فيما يلي بعض الأسماء التي اعترف الكثير من الثقافات الأخرى بإنجازاتهم وإسهاماتهم في مجالات عدة.

 

ابن يونس المصري.. «ناسا» تخلّد اسمه!

أبو الحسن علي بن أبي سعيد عبدالرحمن بن أحمد بن يونس المصري، واحد من أعظم الفلكيين العرب.

وقد وُلد في مصر سنة 342 هجرية- 950 ميلادية، وكان من أعلام الدولة الفاطمية في الفلك، فقد رعاه الخليفة الفاطمي العزيز بالله الذي أقام له مرصدًا فلكيًّا في منطقة جبل المقطّم.

ووفّر له ما يبتغي من أدوات وتجهيزات لتساعده في مهامه وأبحاثه، واستمر في أبحاثه بعد وفاة الخليفة العزيز بالله وتولّي الحكم ابنه الحاكم بأمر الله.

ومن أهم إنجازات ابن يونس كان كتابه الأبرز في علوم الفلك المسمى «الزيج الحاكمي»، والذي اشتق اسمه من الفارسية، وتعني «الجدول»، والذي رصد فيه الأحداث الفلكية المهمة في عصره، ورصد فيه كُسوفيْن للشمس في العامين 977 و978 ميلادي بدقة عالية.

كما أنّه رصد خسوفًا للقمر في الفترة نفسها، وسجّله في جداوله الفلكية. ويُنسب لابن يونس أحد أهم الاختراعات البشرية، ألا وهو بندول الساعة.

وكالة الفضاء الأميركية «ناسا» أطلقت اسمه على إحدى المناطق الصخرية في الجزء غير المرئي من القمر، بجوار أعلام عرب آخرين مثل ابن بطوطة وابن رشد.

 

ابن أبي أصيبعة.. أخلاقيات الطب وتاريخه

مُوفق الدين أبو العباس أحمد بن القاسم بن خليفة الخزرجي، والمعروف باسم ابن أبي أُصيبعة، هو واحد من العلماء الأجلاء في مجال الطب، وكان أديبًا بارعًا.

ولد في دمشق بسوريا 595 هجرية في بيئة علمية ودراسية، فقد كان أبوه أكبر أطباء العيون وقتها، واشتهر أفراد عائلته بعلاقات طيبة وسمعة جيدة بين الملوك والحكام في سوريا ومصر، ودرس أبو العباس الطب في مصر أيضًا، وبرع في علومه.

ويُذكر له تحلّيه ونصحه ببعض الصفات الأخلاقية المهنية الجليلة، مثل احترام الخصوصية الكامل، والذكاء، والمعايير الأخلاقية الشخصية السليمة.

ومن أهم أعمال ابن أبي أصيبعة كتاب «عيون الأنباء في طبقات الأطباء» الذي يتناول تاريخ الطب، وكيفية ترتيب علومه، وذكر فيه مراجع يونانية وهندية كثيرة، وكتاب «التجارب والفوائد»، وكتاب «إصابات المنجمين».

 

ابن ماسويه.. طبيبٌ لم يقرأ حرفًا

أبو زكريا يحيى بن ماسويه، أو في أقوال أخرى يوحنا بن ماسويه مولود عام 777 ميلادي تقريبًا، هو طبيب وصيدليّ وعالم مسيحي من أصول سريانية نسطورية لأبيه.

ورث المعرفة بالأدوية والطب من أبيه الذي عمل صيدلانيًّا في مارستان «جنديسابور» بخوزستان -إيران حاليًا- وقدم إلى بغداد وعمل في مهنة صناعة الأدوية، وقيل عنه بحسب كتاب موسوعة علماء العرب للدكتور يوسف فرحات:

«اشتغلَ في الكحالة -أي الأدوية- وقدم إلى الرشيد الهارون فخدمه، وقال عنه ابن أبي أصيبعة أنه لا يقرأ حرفًا واحدًا بأي لسان من الألسنة، إلاَّ أنه عرف الأمراض وعلاجها ببراعة، وصار بصيرًا بانتقاء الأدوية، وكان له خبرة فريدة في علاج العيون.

واتّصل بكبار العلماء والمترجمين في عصره مثل جبريل بن بختيشوع، وعيسى بن الحكم، وزكريا الطيفوري في مساجلات ومناظرات كبرى».

ومن أشهر أعماله «كتاب الأزمان» -المحفوظ حاليًا في دار الوثائق بمصر- الذي يتناول علم التقويم الإسلامي، وكتاب النوادر الطبية، وكتاب مهم في الجُذام، وكتاب التشريح في الطب.

 

البوزجاني.. عبقرية أضاءت الغرب

محمد بن محمد بن يحيى بن إسماعيل بن العباس البوزجاني، هو رياضي وفلكي فارسي، مولود في بلدة تدعى بوزجان تقع قرب خراسان عام 328 من الهجرة- 940 ميلادي.

انتقل إلى بغداد في الـ20 من عمره واستقر بها، ودرس حركة القمر، واهتم بما نُقل من علوم الرياضيات والهندسة، واشتهر في أوساط بغداد العلمية بشروحات إقليدس والخوارزمي.

قضى البوزجاني حياته في التأليف والرصد والتدريس، وانتُخب وقتها ليكون أحد أعضاء المرصد الفلكي الذي أنشأه شرف الدولة البويهي في سراية عام 377هـ، ونقل الكثير من علماء الغرب أعماله ونظرياته في الرياضيات وحركة القمر.

البوزجاني هو صاحب المعادلة المثلثية التي توضح مواقع القمر، والتي سماها «معادلة السرعة»، كما أنّه صاحب نظرية «قانون الجيوب» للمثلثات الكروية في علم حساب المثلثات.

 

الخازن.. البراعة في عِلم الفيزياء

عبدالرحمن أبو جعفر الخازن أو «الخازني»، عاش في مرو بخراسان في النصف الأول من القرن السابع الهجري، ومن أهم أعماله كتاب «ميزان الحكمة»، ويعتبر بمثابة الكتاب الأول في العلوم الطبيعية، وبصفة خاصة مادة «الهيدروستاتيكا». وقد ترجمت فصول عدة من الكتاب، ونشرت في المجلة الشرقية الأميركية.

وكان من الباحثين المبتكرين، اشتغل بالفيزياء والميكانيكا، أو ما أسماه العرب «علم الحِيَل»، كما حسب جداول فلكية عُرفت باسم «الزيج المعتبر السيخاري» في علوم الفلك، وعمل على جدول قياسات السطوح المائلة والصاعدة.

ومن أهم الموضوعات التي تناولها الخازن موضوع «كتلة الهواء»، وأبحاث الجاذبية.

وبحث في قانون الطفو، وفي الكثافة وطريقة تعيينها للأجسام الصلبة والسائلة، واخترع الخازن ميزانًا خاصًا لوزن الأجسام في الهواء وفي الماء. وعلى ذلك يعتبر الخازن الممهّد الأول لطريق قياس الضغط ودرجة الحرارة.

 

الاصطخري.. رائد الخرائط

أبو إسحاق إبراهيم بن محمد الفارسي الاصطخري، والمعروف أيضًا بالكرخي، المولود في بلدة اصطخر بفارس، رحالة وعالم جغرافيا مرموق ولد عام 346هـ، وارتحل إلى بلدان عدة، وبحسب موسوعة العلماء العرب للدكتور يوسف فرحات:

عني بأخبار البلاد، وخرج يطوف المناطق حتى وصل إلى الهند، ثم سواحل المحيط الأطلسي، وفي رحلاته لقي نفرًا من العلماء في الحقول المختلفة.

ولم تكن مصادر علم البلاد (الجغرافيا) موفورة في عصره؛ فكان بذلك أول جغرافي صنّف أعمالًا في هذا الباب، واستعان فيه بكتاب صور الأقاليم لأبي زيد البلخي، وأخرج لنا كتابه الأشهر مسالك الممالك.

الكتاب الذي ترجم إلى لغات عدة وكان بمثابة مصدر مهم في عالم الجغرافيا، وقُسم إلى 20 فصلًا بدأها بديار العرب، ثم بحر فارس، ثم ديار المغرب، وديار مصر وأرض الشام، وانتهى بفصل ما وراء النهر، واحتوت أعماله على أهم الخرائط الجغرافية للعالم في القرون الوسطى.



تنفيذ و استضافة وتطوير ميكس ميديا لحلول الويب تنفيذ شركة ميكس ميديا للخدمات الإعلامية 2023