شبكة رصد الإخبارية
follow us in feedly

كاتب لـ«هآرتس»: «إسرائيل» مرتعبة من تزويد إيران وسوريا بمنظومة «إس 300» الروسية

في ظلّ ابتعاد روسيا التدريجي عن «إسرائيل» وانحيازها إلى حلفائها أعداء الدولة اليهودية، مثل سوريا وإيران، قد يضطر الاحتلال إلى تغيير استراتيجيات خاصة بسلاحه الجوّي؛ لضمان قدرته على تفادي ضربات الصواريخ القادرة حتى على تتبع طائراته في عمق قواعدها الجوية داخليًا قبل إقلاعها.

وضغطت «إسرائيل» على الكرملين لسنوات عديدة حتى لا يزوّ هذه الأنظمة بالمنظومة الدفاعية الجديدة، ومع ذلك حصلت إيران على بطاريات «إس 300» في 2016. وذكرت تقارير إعلامية روسية أنّ الكرملين يخطط حاليًا لتزويد إيران بهذه المنظومة؛ ما حدا بوزير الدفاع الاحتلالي «أفيجدور ليبرمان» إلى إطلاق تهديدات يوم الثلاثاء الماضي بأنّ «هناك حقيقة واحدة نعرفها جميعا، أي شخص يطلق النار على طائراتنا سندمره».

هذا ما رصده الكاتب الإسرائيلي «أنشل فيفر» في مقاله بصحيفة «هآرتس» وترجمته «شبكة رصد»، مضيفًا أنّ رسالة ليبرمان كانت واضحة للغاية؛ فلا يمكن لسلاح الجو الاحتلالي أن يسمح بفقدان حريته في العمل الجوي فوق سوريا، ولو على حساب أزمة دبلوماسية مع روسيا.

وقدرة سلاح الجو الاحتلالي على مواصلة العمل في سوريا كانت في القلب من المواجهات العدائية الأخيرة بين «إسرائيل» وإيران، و«الحرس الثوري» عازم على بناء قواعد دائمة في سوريا مقابل دعمهم لبشار في السنوات السبع الأخيرة؛ لكنّ «إسرائيل» مصممة على قصف أي قواعد من هذا القبيل.

ووفقًا لتقرير نشرته صحيفة «وول ستريت جورنال» الأسبوع الماضي، فالهدف الإسرائيلي من وراء تنفيذ غارات 9 أبريل على قاعدة «تي 4» الجوية السورية كان محاولة لتدمير نظام الدفاع الجوي الذي زودت إيران سوريا به؛ لكنّ منظومة الدفاع الجوي الروسية التي يعتزم الكرملين تسليمها للأسد ذات وضع وإمكانيات مختلفة.

والإصدارات المتقدمة من منظومة «إس 300» قادرة على تتبع عشرات الأهداف المحمولة جوًا في وقت واحد، وتدّعي شركة «ألماز آنتي» الشركة الروسية المملوكة للدولة أنّ منظومة الصواريخ الجديدة قادرة حتى على إسقاط الصواريخ الباليستية.

وأنظمة الدفاع الجوي الحالية التي يديرها الجيش السوري «من الجيل السوفيتي السابق»، وبإمكان المنظومة الجديدة تتبع طائرات سلاح الجو الاحتلالي حتى قبل أن تقلع من قواعدها في «إسرائيل»؛ لكنّ وجود منظومة «إس 300» لا يعني أن «إسرائيل» ستفقد ميزتها الاستراتيجية؛ إذ استطاعت «إسرائيل» بدورها تطوير مجموعة من أنظمة الحرب الإلكترونية القادرة على التهرب منها، بحسب الادعاءات الإسرائيلية.

وأعلنت روسيا بالفعل عن أول سرب من مقاتلات «إف 35 آي» الجديدة «الشبح»، على أن تتسلمها بجانب النسخة الأكثر تقدمًا من منظومة الدفاع الجوي. ونقل بطارية «إس 300» للسيطرة الروسية لن يؤدي بالضرورة إلى تغيير تكتيكات سلاح الجو الاحتلالي؛ لكنه سيضطره على أن يعمل على تطوير نفسه أكثر.

واستبعدت روسيا بشكل مدروس المواجهة الإيرانية الإسرائيلية في سوريا، على الأقل في الوقت الحالي؛ بالرغم من اشتراكها مع إيران في الحفاظ على بشار في السلطة، بجانب التنسق عن كثب مع «إسرائيل» في الوقت نفسه.

وساهم إحداث التوازن في سوريا الذي تقوم به روسيا في كبح جماح إيران إلى حد كبير؛ خاصة أثناء محاولاتها بناء وجود دائم في ديمومة بالقرب من مرتفعات الجولان. ومن جهة أخرى، فالغارات الجوية الاحتلالية على حزب الله والأهداف الإيرانية لا يعيقها التحركات الروسية.

وثمّة حذر من أنّ هذا التوازن يصعب الحفاظ عليه إلى وقت كبير؛ وأصبحت المواجهات العدائية بين «إسرائيل» وإيران علانية، ومسألة تزويد نظام الأسد ببطارية «إس 300» ستكون علامة على أن بوتين فضّل حلفاءه على «إسرائيل»؛ وهو ما يثير القلق داخل الاحتلال.



تنفيذ و استضافة وتطوير ميكس ميديا لحلول الويب تنفيذ شركة ميكس ميديا للخدمات الإعلامية 2023