رحبت دول عديدة باللقاء التاريخي بين بين زعيمي الكوريتين الشمالية «كيم جونغ-أون»، والجنوبية «مون جاي-إن»، وما سيسفر عنه من تقارب بين البلدين، أمس، بعد حرب متواصلة وقطع العلاقات لمدة 65 عاما، وانتهى باتفاق لنزع السلاح النووي في شبه الجزيرة الكورية بما يفتح الطريق لتحقيق سلام واستقرار دائمين في المنطقة والعالم بأسره.
ووسط الترحيب العالمي، بادر عدد من الجهات بالإشارة إلى مواطن الخطر في الاتفاق الكوري الأخير، وإمكانية تحقيق السلام في القريب العاجل، ووضع العقوبات الأميركية بعد المبادرات التي قدمها كيم جونج أون خلال الأيام السابقة.
ترحيب واسع
ورحبت الخارجية الإيرانية بتطبيع العلاقات بين الكوريتين، واعتبرت قمة زعيمي كوريا الشمالية والجنوبية خطوة في المسار الصحيح.
وأفادت وكالة مهر للأنباء بأن المتحدث باسم الخارجية الإيرانية «بهرام قاسمي» أشار إلى التطورات الإيجابية في شبه الجزيرة الكورية، وقال: إن إيران تعتبر القمة الأخيرة بين زعيمي كوريا الشمالية والجنوبية خطوة مسؤولة في المسار الصحيح والتي من شأنها أن تساعد بشكل مؤثر في إحلال السلام والأمن المستديمين على الصعيدين الإقليمي والعالمي.
وأضاف أن سياسة إيران المبدئية والثابتة تعارض أي شكل من أشكال نتائج وامتلاك وتخزين واستخدام أسلحة الدمار الشامل، وتدعم أي جهد يؤدي إلى تخليص العالم من هذه الأسلحة.
وقالت وكالة الأنباء الكورية الشمالية الرسمية، السبت، إن القمة بين الزعيمين الكوري الشمالي كيم جونغ-اون والكوري الجنوبي مون جاي-ان، الجمعة، شكلت «لقاء تاريخيا» مهد الطريق لبداية حقبة جديدة.
وأضافت الوكالة «لقد كان لقاء تاريخيا فتح حقبة جديدة للمصالحة الوطنية والوحدة والسلام والازدهار».
عبرت وزارة الخارجية القطرية، في بيان، اليوم، عن «أملها في أن تسهم نتائج القمة في تطبيع كاملٍ للعلاقات بين البلدين، بعد عقود من القطيعة، وأن تفتح الباب للتواصل بين شعبي البلدين»، بحسب وكالة الأنباء القطرية.
وأضاف البيان أن «قطر تتطلع بأن تُتوج المحادثات العسكرية بين البلدين المقرر لها الشهر المقبل باتفاق لنزع السلاح النووي في شبه الجزيرة الكورية بما يفتح الطريق لتحقيق سلامٍ واستقرارٍ دائمين في المنطقة والعالم بأسره».
ومن جهتها، أشاد بيان وزارة الخارجية البحرينية، بـ«الجهود الكبيرة التي بذلتها الولايات المتحدة وأثمرت عن انعقاد هذا اللقاء التاريخي، بما يعكس حرصها الشديد على إحلال السلام في مختلف أنحاء العالم» بحسب وكالة الأنباء البحرينية الرسمية.
وعبرت وزارة الخارجية السودانية، عن ترحيبها بالقمة التاريخية وأشدات بالإرادة القوية لقيادة الكوريتين وشعبيهما على تجاوز الكثير من المرارات والمصاعب للقيام بهذه الخطوة الشجاعة والجريئة.
فيما كان تعليق «إسرائيل» يشير إلى وجوب إلغاء الاتفاق النووي الإيراني، وقال وزير المخابرات والنقل الإسرائيلي إسرائيل كاتس إن تعهد زعيمي الكوريتين التاريخي، يوم الجمعة، بالعمل على إخلاء شبه الجزيرة الكورية من الأسلحة النووية يجب أن يعطي الرئيس الأميركي دونالد ترامب دفعة أقوى لإعادة التفاوض بشأن الاتفاق الذي يقلص برنامج إيران النووي.
العقوبات مستمرة
وفي الوقت الذي سعى الرئيس الكوري الشمالي إلى كسب الثقة وإزالة التوتر، كمحاولة للتخفيف من الضغوط الاقتصادية التي نتجت عن فرض العقوبات، يحث مسؤولون على وجوب استمرارها مشككين في جدية بيونج يانج تجاه اتفاقاتها وتصريحاتها.
وقال مسؤولون في المخابرات الأميركية، الجمعة، إن موقع التجارب النووية الموجود تحت الأرض والذي تعهدت كوريا الشمالية بإغلاقه ما زال يمكن استخدامه على الرغم من الأضرار التي لحقت به خلال تفجير سابق، وإنه يمكن العدول عن إغلاقه بسهولة.
وكانت كوريا الشمالية تعهدت، قبيل القمة التاريخية التي عُقدت بين الزعيمين الكوري الشمالي كيم جونج أون، والكوري الجنوبي مون جاي إن، بإغلاق موقع يونجي ري كي «تضمن بشفافية» تعهدا بعدم مواصلة التجارب البالستية والنووية.
اعتبر الأمين العام لحلف الناتو، ينس ستولتنبرغ، أن حل مشكلة كوريا الشمالية يتطلب قدرا كبيرا من العمل، داعيا للإبقاء على العقوبات الدولية المفروضة على بيونج يانج.
وشدد على أهمية استمرار ضغط المجتمع الدولي على بيونغ يانغ من خلال العقوبات.
دعوة لاتفاق على غرار الاتفاق الإيراني
وعلى صعيد آخر، دعت روسيا، إلى أن يتم الاتفاق بين الكوريتين، بصورة سداسية وليس اتفاق ثنائي -في إشارة للاتفاق النووي الإيراني.
وقالت الخارجية الروسية، اليوم السبت، إن موسكو لا ترى بديلا عن المفاوضات السداسية لتسوية الوضع في شبه الجزيرة الكورية.
وقال إيغور مورغولوف، نائب وزير الخارجية الروسي: «المفاوضات السداسية ليست فقط الأفضل، بل هي بمثابة إطار مؤسساتي لا بديل عنه ولذلك لن تنحصر المساعدة الروسية للتسوية الكورية في إطار العمل مع الشركاء على أساس ثنائي فقط، بل وستشمل المشاركة الفعالة في الجهود الجماعية».