نفلت صحيفة «العربي الجديد» عن مصادر مطّلعة (لم تكشف عن هويتها) أنّ جهات في القوات المسلحة وسّعت التحقبقات مع اللواء أحمد وصفي، مساعد وزير الدفاع الحالي، في تهم فساد مالي تعود إلى وقت وجوده على رأس قيادة الجيش الثاني الميداني، الذي يعدّ أكبر تشكيل تعبوي في الشرق الأوسط.
وأطاح عبدالفتاح السيسي في 17 مارس 2014، أثناء شغله منصب وزير الدفاع، بأحمد وصفي من منصبه قائدًا للجيش الثاني، وكلّفه برئاسة هيئة تدريب القوات المسلحة؛ ما وصفه مراقبون حينها بأنّه تهميشٌ لدور قائد تمتع بشعبية كبرى ولقبه الجنود «أسد سيناء»؛ وكانت لكلماته عقب انقلاب الثالث من يوليو 2013 العسكري دور في الإطاحة به خارج القوات المسلحة، إذ قال أمام جمْع من جنوده «لو ترشّح السيسي للرئاسة… قولوا على 3 يوليو انقلاب».
وفي أعقاب 30 يونيو 2013، انطلقت شائعات بانشقاق أحمد وصفي عن الجيش؛ وهو ما نفاه بوجوده في اليوم التالي أمام مبنى محافظة الإسماعيلية لتهنئة المتظاهرين وتسلُّم المبنى منهم وإنهاء اعتصامهم.
كما أوضحت المصادر أنّ التحقيقات مع وصفي تأتي ضمن تحقيقات موسّعة متعلّقة بالاستيلاء على مليارات الجنيهات أثناء إدارة مشاريع وأنشطة اقتصادية للجيشين الثاني والثالث الميدانين، وتشمل أيضًا قائد الجيش الثالث الميداني الفريق أسامة عسكر، الذي كلفه السيسي من قبل بالإشراف على الأنشطة العسكرية في سيناء، قبل أن يختفي تمامًا من المشهد.
وبحسب المصادر فإن التحقيقات تجري بمعرفة قيادات بارزة في المجلس الأعلى للقوات المسلحة، بعد مراجعة ميزانيات العديد من المشاريع التابعة للجيش الثاني، في وقت جاءت الحصة الأكبر من اتهامات الفساد والاستيلاء على أموال القوات المسلحة، الموجهة لعسكر، بشأن مشروع حفر «تفريعة قناة السويس الجديدة»، والتي كان جزء كبير من أعمالها يقع داخل نطاق مهام وتواجد الجيش الثالث. وأوضحت المصادر أنه تم تسجيل مبالغ ضخمة باعتبارها مصاريف تم دفعها لشركات مقاولات محلية نظير العمل بالمشروع، إضافة إلى مواد بناء تم توريدها، ليتبيّن أنها كانت في صورة تبرعات ومساهمة تطوعية.
ويوم الأحد الماضي، نقل موقع «الأخبار» اللبناني عن مصادر لم يُسمّها أنّ الفريق أسامة عسكر، مساعد وزير الدفاع، محتجز وزوجته في فندق الماسة بالقاهرة منذ أسابيع؛ للضغط عليه لإعادة مليارات الجنيهات طوعًا ودون تقديمه إلى المحاكمة، كما إنّه مختفٍ بشكلٍ كاملٍ عن الأنظار، والمفاوضات معه وصلت إلى مرحلة متقدمة؛ لرغبته في التنازل عن كل الأموال وضمان الخروج بشكل يليق به.
وأوضح أنّ عسكر وضع أمواله في حسابات بالخارج، إضافة إلى حسابات لزوجته في مكان بعيد عما يتردَّد عليه النزلاء أو الزوار.