نشرت صحيفة “نيوز. ري” الروسية تقريرا تحدثت فيه عن العقوبات الأميركية الموجهة ضد تركيا وروسيا وإيران، التي يعتبرها السياسيون الأميركيون الإجراء الأكثر فعالية لتحقيق أهداف السياسة الخارجية الأميركية.
وقالت الصحيفة، في تقريرها الذي ترجمته “عربي21“، إنه تم الإعلان عن فرض عقوبات ضد كل من روسيا وإيران وتركيا في الوقت نفسه تقريبا. ومن المتوقع أن تؤثر العقوبات الأميركية سلباً على المناخ الاقتصادي لهذه الدول الثلاث، خاصة أنها أثارت ردود فعل مشابهة تقريبا من قبل قادة الدول الذين كانت طرق تعبيرهم عن استيائهم من القرار الأميركي مختلفة إلى حد ما.
وذكرت الصحيفة أنه في العاشر من آب/ أغسطس، أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب عن رفع رسوم استيراد الصلب والألومنيوم من تركيا، بنسبة 50 و20 بالمائة. وفي أوائل شهر آب/ أغسطس، فرضت الولايات المتحدة عقوبات على وزيري الداخلية والعدل التركيين، ردا على رفض أنقرة الإفراج عن القس الأميركي الذي يخضع للإقامة الجبرية، أندرو برونسون.
وفي السابع من آب/ أغسطس، أعلن ترامب عن فرض حزمة جديدة من العقوبات ضد إيران، التي تقضي بإنهاء المعاملات المالية وحظر استيراد المواد الخام، وبعض المنتجات الصناعية. وفي 22 آب/ أغسطس، ستدخل جملة من العقوبات الأميركية المفروضة على روسيا حيز التنفيذ.
وأفادت الصحيفة بأن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان رد على انخفاض الليرة بدعوة الشعب التركي للاستعداد لمعركة وطنية ضد أعدائهم في المجال الاقتصادي. وقد اعتبر الكرملين الحزمة القادمة من العقوبات المناهضة لروسيا غير قانونية. أما الرئيس الإيراني حسن روحاني، فقد كان تصريحه الأكثر حدة بالمقارنة مع بوتين وأردوغان، حيث علق قائلا: “ستندم الولايات المتحدة على ذلك”، إلا أنه لم يحدد ما يقصده من ذلك على وجه التهديد.
ونقلت الصحيفة عن الخبير البارز والنائب الأول لرئيس مركز التقنيات السياسية، أليكسي ماكاركين، أن “التزامن النسبي للعقوبات ضد روسيا وإيران وتركيا يتأثر بالعديد من العوامل. ومن الواضح أن ترامب لا يفهم قيمة حلفائه، ويرغب في المضي قدما دون النظر إلى المخاطر المحتملة لقراراته، وهذا يتعارض مع السياسة التي انتهجها باراك أوباما”.
ولطالما انتقد الرئيس الأميركي صراحة شركاءه على غرار الاتحاد الأوروبي وتركيا، مع العلم أن المشكلات في العلاقات الأميركية التركية قائمة منذ عهد إدارة أوباما، أي عندما اشتبه أردوغان في تورط البيت الأبيض في محاولة الانقلاب الفاشلة التي وقعت في صيف 2016.
وأضافت الصحيفة أنه في حين فضل أوباما عدم جر العلاقات التركية الأميركية إلى صراع مفتوح، لا يتردد ترامب الآن في خوض جدال مع أردوغان الذي أبدى رفضه للإذعان للبيت الأبيض. وفيما يتعلق بالعقوبات ضد إيران، أبدى ترامب اتباعه لسياسة مخالِفة تماما لسياسة أوباما، الذي وافق على الصفقة النووية.
أما في حالة روسيا، فقد نفى ترامب منذ بداية فترة رئاسته التهم المتعلقة بتعاونه مع الكرملين. في المقابل، لم يتعرض أوباما لتُهم مماثلة لـ “عميل لموسكو” لذلك كانت عقوباته ضد روسيا أقل حدة، في حين أنه على ترامب إثبات عدم تعاونه مع بوتين من خلال فرض المزيد من العقوبات.
وحسب الخبير وعضو مجلس الشؤون الدولية الروسي ونادي فالداي الدولي، ماكسيم سواشكوف، لا يمكن اعتبار فرض العقوبات ضد روسيا وتركيا وإيران في الوقت نفسه محض صدفة، وإنما هناك نوايا مبيتة. وأشار الخبير إلى أن “هذه العقوبات هي دليل على الاتجاه الذي تنتهجه الولايات المتحدة مع أولئك الذين تعتبرهم خصوما لها، أو حلفاء انحرفوا عن الطريق”. وذكر الخبير أن الإجراءات الأميركية ضد هذه الدول تكتسي دلالة هامة، والأمر سيان بالنسبة للجدول الزمني للإعلان عن فرض هذه العقوبات.
ونقلت الصحيفة عن الخبير قوله إن “فرض العقوبات ضد إيران أمر معروف وشائع منذ فترة طويلة، أما العقوبات ضد روسيا فهي رد فعل من قبل الكونغرس الأميركي على السلوك المخادع للرئيس في هلسنكي، وتبديد الشكوك المتعلقة بالتعاون بين ترامب والكرملين في الانتخابات الرئاسية”. وأضاف الخبير “تتأثر العقوبات ضد تركيا بالعامل الروسي، بالإضافة إلى مسألة اعتقال القس الأميركي في تركيا، التي تمس صورة ترامب في بلاده”.