يلتقي منتخبا الإمارات وقطر لكرة القدم، الثلاثاء، في الدور قبل النهائي لبطولة كأس آسيا 2019 بأبو ظبي، في مباراة تخيم عليها أجواء إماراتية مشحونة، على خلفية الأزمة الخليجية.
المباراة تقام على ملعب «محمد بن زايد» في العاصمة الإماراتية، وهو يسع رسميا 37 ألف مشجع.
يتطلع المنتخبان إلى حجز تذكرة المرور إلى المباراة النهائية، يوم الجمعة المقبل، على ملعب «مدينة زايد» الرياضية في أبو ظبي، أمام «الكمبيوتر» الياباني، الذي أقصى نظيره الإيراني، الإثنين، بثلاثة أهداف دون مقابل.
ورغم افتقاده الجماهير القطرية، كأحد تداعيات الأزمة الخليجية، صعد «العنابي» (لقب المنتخب القطري) إلى المربع الذهبي، للمرة الأولى في تاريخه.
وقطعت كل من الإمارات والسعودية والبحرين ومصر، منذ يونيو 2017، علاقاتها مع قطر؛ بدعوى دعمها الإرهاب، وهو ما تنفيه الدوحة، وتتهم الرباعي بالسعي إلى فرض الوصاية على القرار الوطني القطري.
وفي مباراة أخرى ذات أبعاد سياسية، فاز المنتخب القطري على نظيره السعودي بهدف دون رد، في دوري المجموعات من البطولة.
** إساءة ووعيد وتشكيك
بعيدًا عن المستطيل الأخضر، شهدت الساعات الماضية أجواء مشحونة في الفضاءين الإلكتروني والتلفزيوني، إضافة إلى جماهير إمارتية متحفزة في الشوارع.
ونشر مغردون إماراتيون مقاطع فيديو وتغريدات، تضمنت إساءات لحكام قطر وشعبها.
وامتد الهجوم الإماراتي، عبر «تويتر»، لينال من إيران، بعد أن أطاح بها اليابانيون خارج البطولة.
وغرد أحد الحساب قائلاً: «إيران غادرت كأس آسيا عقبال أختها (يقصد قطر) على يد عيال زايد (المنتخب الإماراتي)».
شريفة طلعت من البطولة عقبال اختها بكرة ليلة حزن ولطم في دويلة شرق سلوي
— S (@bmhlwy) January 28, 2019
وقال حساب إماراتي باسم «العازي» إن «الحماس في نقاط توزيع التذاكر لمباراة منتخبنا الوطني رسالته واضحة، الثلاثاء يوم للحماس يوم الجلد.. الكرة فوز وخسارة نعم لكن أقسم بأنها لن تمر بسلام».
وزعم حساب باسم «حمد الحوسني» أن «الاتحاد الآسيوي كان متعمدًا أن يختار مباراة المنتخب القطري في ستاد محمد بن زايد ليبث الرهبة والخوف في قلوبهم (المنتخب القطري)».
ضاحي خلفان، نائب رئيس الشرطة والأمن العام في إمارة دبي، لم يفوت الفرصة للهجوم على قطر، إذ غرد بقوله: «آلية تجنيس اللاعبين الأجانب في قطر فيها كثير من التحايل على الاتحاد الآسيوي.. بطولة آسيا مثال».
آلية تجنيس اللاعبين الاجانب في قطر فيها كثير من التحايل على الاتحاد الآسيوي..بطولة آسيا مثال.
— ضاحي خلفان تميم (@Dhahi_Khalfan) January 26, 2019
ومشككا في قدرة قطر على تنظيم بطولة كأس العالم لكرة القدم، عام 2022، غرد خلفان الخميس الماضي بقوله: «قطر عاجزة عن الوفاء بتنظيم منافسة كأس العالم، هل الكأس سيجعلها تخفض غرور كبرياء الرأس وتقر بضعفها وعجزها دون جيرانها الله أعلم».
وأعلنت قطر مرارا قدرتها والتزامها بتنظيم المونديال على أراضيها، كأول دولة في الشرق الأوسط تحصل على حق تنظيم البطولة الكروية الأضخم للمنتخبات.
وقال رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا)، جياني إنفانتينو، في تصريح سابق، إن «المونديال في قطر سيكون تاريخي لن يُنسى في دولة رائعة ومميزة».
**دعوات للتشجيع الحضاري
تجنبًا لمزيد من التصعيد في ظل شحن جماهيري ربما ينتقل إلى المدرجات، استبقت شرطة أبو ظبي المباراة بالدعوة إلى التحلي بالتشجيع الحضاري.
وقالت الشرطة عبر «تويتر»، الأحد، إنها تدعو الجمهور إلى «التحلي بالأخلاق الرياضية والتشجيع بأسلوب حضاري داخل وخارج الملعب، وعبر وسائل التواصل الاجتماعي، والابتعاد عن التغريد السلبي، متمنين للجميع الاستمتاع بمشاهدة المباراة».
شوفوا ايش نشرت شرطة ابو ظبى !! الامارات تشجع بروح رياضية و مش كيف بتقولوا !!#الامارات_ترحب_بالجميع 🇦🇪 pic.twitter.com/g6HqSajLbR
— Fatima Abdel Razek (@FatimaRazek) January 28, 2019
ودعا رئيس الهيئة العامة للرياضة في الإمارات، محمد خلفان الرميثي، الإثنين، الجماهير إلى التحلي بالروح الرياضية في مباراة نصف نهائي البطولة.
** منع إعلاميين ونفاد التذاكر
قبيل المباراة المرتقبة، أعلن مجلس أبوظبي الرياضي أن الجماهير اشترت جميع التذاكر المتبقية للمباراة.
وأفادت تقارير صحفية بأن التذاكر تُوزع على الإماراتيين فقط، ولن يُمنح الوافدون ولا النساء أي بطاقة.
غير أن السلطات الإماراتية أعلنت لاحقا أن التذاكر متاحة لجميع الجنسيات، والرجال والنساء على حد سواء.
ووفقا لوائح «فيفا»، يتم تخصيص نسبة من التذاكر للمنتخب الضيف (قطر).
وقبل انطلاق البطولة القارية، في 5 يناير الجاري، منعت الإمارات خمسة ممثلين لوسائل إعلام قطرية من دخول أراضيها لتغطية البطولة؛ بداعي «عدم حصولهم على تصريح مسبق».
واستنكرت الدوحة قرار المنع، واعتبرت أنه يمس حرية الإعلام.
وبعد منعه أيضا، تراجعت الإمارات وسمحت لنائب رئيس الاتحاد الآسيوي لكرة القدم، القطري سعود المهندي، بدخول أراضيها، لمتابعة مهامه كرئيس لجنة تنظيم بطولة كأس آسيا في الاتحاد.