حملات إعلامية بعيدة عن الحياد تهدف النيل من الإسلاميين بشكل عام والإخوان بشكل خاص حتى ولو من خلال ادعاءات وأباطيل، والتي يتم إطلاقها والترويج لها عبر الآلة الإعلامية المغرضة أو بعض مواقع التواصل الاجتماعي، حيث ظهرت في الفترة الأخيرة الكثير من التعليقات على موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك" تشير إلى أن "حزب مصر القوية" هو " الشبح " والحزبُ الخفيُّ لجماعة الإخوان المسلمين، وأنه وان كان يُظهر خلاف ذلك أمام المجتمع إلا أن الحقيقة غير ذلك.
وعلى الجانب الآخر فقد ينفى "حزب مصر القوية"، ما تردد مؤكدين أن ما يطلقه الإعلام مجرد ادعاءات لا أساس لها من الصحّة، داعيين الجميع إلى متابعة انحيازات وأفكار الحزب لتتضح لهم الحقيقة.
الشبح الخفيّ للإخوان المسلمين
الكثير من التعليقات على موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك" موجهة ضد الدكتور عبد المنعم أبو الفتوح على أنه يرأس الحزب الخفي "الشبح" لجماعة الإخوان المسلمين؛ حيث قال أحدهم: "الظل الخفي والباب الخلفي الكاذب لجماعة الإخوان المجرمين"، وآخر اتهمه مع جماعة الإخوان بأنهم يحاربون المجتمع قائلًا: "أنتم الإخوان تحاربون كل من يهدد بقاءكم".
واتهمه آخرون بالتحايل، وعدم الثبات على موقف معين: "أتابع تحليلاتك دائمًا يا دكتور راجع نفسك كده أصبحت مكشوفًا تمامًا فين كلمة الحق، وتستغل الموقف في تلميع حزبك وشخصك"، وقال آخر :" أنا بجد مش عارفلك حال مرة إخوانجي ومرة ليبرالي.. هو مين رايح فين؟؟".
ادعاءات باطلة
ونفى يوسف القاضي، عضو المكتب التنفيذي لـ"حزب مصر القوية"، ما تردد من شائعات أن "حزب مصر القوية هو حزب الإخوان الخفي"، مؤكدًا أن "مصر القوية" مستقل تمامًا عن أي جماعة أو أي فكرة، وأن كل ما يتردد مجرد ادعاءات لا أساس لها من الصحة.
ودعا "القاضي" جميع من يشككون في تبعية "مصر القوية" للإخوان إلى مراقبة انحيازات الحزب وبرنامجه وتوجهاته الاقتصادية والسياسية، وسيجد أنها مختلفة تمامًا عن توجهات الإخوان.
وارجع "القاضي" سبب إطلاق هذه الدعوات إلى أن الدكتور عبد المنعم ابو الفتوح هو وكيل مؤسسي الحزب، كان ينتمي من قبل إلى جماعة الإخوان، مؤكدًا أن هذه الدعوات لا تؤثر على الحزب وأعضائه لأن مواقفهم ثابتة، ولأن المجتمع سيرى بعينه أنها أفكار ليست نابعة من تبعيته للإخوان أو غيرهم.
حزب وسطي يعبر عن أفكار
فيما أشار قطب حسنين، أحد أعضاء حزب مصر القوية، إلى أن الحزب يقدم نوعًا من التيار الوسطي في مصر بعد ما رأى أن اغلب المصريون بطبعهم يميلون إلى الوسطية، كما انه يحاول الخروج من محاولة الاستقطاب من التيار المدني، معقبًا: "وليس معنى ذلك أننا لصيقون بالإخوان المسلمين".
وأكد أن الحزب يحسب على أفكاره وليس على مؤسسيه أو شخص ينتمي إليه، وأفكار الحزب نابعة من الأعضاء ودراسات وضعوها تتماشى مع ما يسير على الساحة، وهى التوافق والبعد عن الاستقطاب الديني، واستقلال القرار الوطني، والانحياز للمهمشين.
حزب لم تتضح سياسته للآن
ورأت أسماء سعيد، ليبرالية، أن حزب مصر القوية لم تتضح سياسته حتى الآن، لطبيعة الفترة التي ظهر فيها، وأنه لم يمر على تأسيسه فترة طويلة.
وأشارت إلى أن "مصر القوية" يريد أن يسلك طريق وسطي بين التيارات فلا يجنح إلى الليبرالية أو العلمانية، ولا يميل إلى الإسلامية المتشددة، وإنما يريد أن يبقى مدنيًّا فقط.
إلا أنها شددت على أنه لا يزال بعيدًا عن الإخوان في كل شيء، وأن ما يقال مجرد ادعاءات فقط.
تشابه أخلاقي بين الطرفين
وترجع هبة محمد، لا تنتمي لأحزاب، الادعاءات التي تطلق حاليًّا على حزب مصر القوية، إلى وجود كثير من التشابه بين "مصر القوية" وجماعة الإخوان، في الأخلاق العامة لأعضاء الحزب وسلوكياتهم.
وترى "محمد" أن الطبع الغالب على "مصر القوية" نتيجة لوجود الكثير من الشخصيات داخل الحزب تركت جماعة الإخوان لقناعات خاصة بهم، إلا أنها في النهاية قد تربت داخل الجماعة، ورأت أن ذلك ينطبق بشكل أكبر على مؤسس الحزب الدكتور "أبو الفتوح".