تحل علينا اليوم ذكرى تحرير طابا في 19 مارس عام 1989 عندما تم إجلاء آخر جندي ومستوطن تابعين للاحتلال من آخر نقطة في سيناء والتي ماطل الاحتلال في الخروج منها لأكثر من 9 سنوات.
وطابا هي مدينة مصرية تتبع محافظة جنوب سيناء وتقع على رأس خليج العقبة بين سلسلة جبال وهضاب طابا الشرقية من جهة، ومياه خليج العقبة من جهة أخرى.
وتمثل المدينة قيمة استراتيجية كبيرة لموقعها الذي يشرف على حدود 3 دول هي السعودية، والأردن، والاحتلال الإسرائيلي.
كما تبعد عن ميناء إيلات التابع للاحتلال 7 كم شرقاً، وتقع في مواجهة الحدود السعودية في اتجاه مباشر لقاعدة تبوك العسكرية، وتعد آخر النقاط العمرانية المصرية على خليج العقبة في مقابلة الميناء البحري الوحيد للأردن وهو ميناء العقبة.
ورغم الانسحاب من سيناء سنة 1982 وفقا لمعاهدة كامب ديفيد إلا ان إسرائيل رفضت الانسحاب من طابا وقتها بدعوى وجود مشاكل تقنية ولوجستية في عملية الانسحاب.
وقام الجانب الإسرائيلي بافتعال أزمة تعرقل هذه المرحلة، وتمثل ذلك بإثارة مشكلات حول وضع 14 علامة حدودية أهمها العلامة (91) في طابا، الأمر الذي أدى إلى مفاوضات متواصلة، إلا ان الاحتلال قام بخطوة استفزازية وافتتح فندق سونستا وقرية سياحية وأدخلت قوات حرس الحدود فقامت الحكومة المصرية بالرد عن طريق تشكيل اللجنة القومية للدفاع عن طابا أو اللجنة القومية العليا لطابا.
وتأخر خروج الاحتلال الإسرائيلي من طابا حتى عام 1989 بسبب رفض إسرائيل التخلي عن هذا الموقع الاستراتيجي الذي يتحكم في خليج العقبة لصالح مصر.
وبعد ضغط من الولايات المتحدة خوفا من إنهيار عملية السلام وافق الاحتلال على التحكيم، وتم توقيع اتفاقية المشارطة بمشاركة شمعون بيريز في 11 سبتمبر 1986، وفي 29 سبتمبر 1988 تم الإعلان عن حكم هيئة التحكيم في جنيف بسويسرا في النزاع حول طابا، وجاء الحكم في صالح مصر مؤكداً أن طابا مصرية، بموافقة كل أعضائها الستة ما عدا العضو التابع للاحتلال.
وفي 19 مارس 1989 كان الاحتفال التاريخي برفع علم مصر وإجلاء المستوطنين من طابا بعد إثبات حق مصر في أرضها، وسط غضب كبير من المستوطنين.