قالت صحيفة الجارديان البريطانية، إن خطر الاشتباك العسكري في البحر الأبيض المتوسط بات وشيكا، بعد التطورات الأخيرة في ليبيا، وتأكيد أنقرة استعدادها لإرسال قوات إلى ليبيا.
وأشار الكاتب باتريك وينتاور، في تقرير له، إلى أن إرسال تركيا لقواتها إلى ليبيا قد يدفع بمواجهة عسكرية مباشرة مع اللواء المتقاعد خليفة حفتر، ما يقود مصر والإمارات للمشاركة أيضا.
وذكر وينتاور أن اتفاقية التعاون العسكري التي وقعتها تركيا مع حكومة الوفاق الأسبوع الماضي تتيح للسراج طلب التدخل العسكري التركي في أي وقت.
ولفت التقرير الذي ترجمته «عربي21» إلى أن الاتفاقية تعزز التعاون في مجال الاستخبارات والدفاع، بعد أن كان الدعم التركي لحكومة الوفاق الوطني يقتصر على الطائرات بدون طيار.
وكان سلاح الجو التابع لحفتر قد قصف مطار بلدة مصراتة الساحلية الليبية في تحذير إلى تركيا بعدم إرسال قوات عسكرية أو المزيد من الإمدادات.
ويقول الكاتب إن الأمم المتحدة أعلنت أن كلا من تركيا والإمارات تخرقان حظر الأسلحة المفروض على ليبيا من قبل الأمم المتحدة، لكن يبدو أن تركيا مصممة على عدم السماح لطرابلس بأن تقع في أيدي حفتر، «الذي يزعم أنه يريد تطهير طرابلس من الإرهابيين، بينما يصفه خصومه بأنه مجرم حرب معاد للديمقراطية».
وأشارت الجارديان إلى أن الدعم التركي لحكومة الوفاق الليبية ظل حتى الآن مقتصرا على الطائرات المسيرة والتسليح، مشيرة إلى أن إرسال قوات برية للدفاع عن طرابلس يعد «تصعيدا كبيرا».
ووقع الطرفان تركيا وليبيا في 27 نوفمبر الماضي مذكرة تفاهم تتعلق بتحديد مناطق النفوذ البحرية، بهدف حماية حقوق البلدين المنبثقة عن القانون الدولي، وأثار هذا الإجراء حفيظة دول الاتحاد الأوروبي، ولا سيما اليونان التي ترى أن اتفاقية المنطقة الاقتصادية الحصرية تعيق بالفعل جهودها للتنقيب حول جزيرة كريت، معتبرة أن الاتفاق غير قانوني.
وذكر الكاتب في تقريره أن خطوة كهذه من شأنها أن تؤدى لمواجهة عسكرية مباشرة مع خليفة حفتر، الذي وصفه بـ«أمير الحرب» في شرق ليبيا.
وأشارت الصحيفة إلى أن تصرفات تركيا، قد تؤدي إلى تشكيل تحالف مناهض لها يتألف من اليونان وقبرص ومصر وإسرائيل والأردن وإيطاليا، لافتة إلى أن منتدى غاز شرق المتوسط يتعلق «في ظاهره» بصناعة الطاقة، لكنه يمثل «في جوهره» شراكة عسكرية استثنيت منها تركيا.