ينتهي عام 2019 بعد أيام تاركا خلفه الكثير من الأحداث، بين احتجاجات وصراعات متواصلة عربية وعالمية، وسط تطلعات بأن يكون عام 2020 خاتمة لبعض الأزمات التي شهدها العالم خلال السنة المنقضية.
** الأزمة الخليجية
الأزمة الخليجية تدخل عامها الرابع في ظل المؤشرات المتباينة عن انفراجة محتملة ظهرت شواهدها في محادثات لمحاولة الوصول لتفاهمات بين قطر والسعودية بغياب الإمارات والبحرين ومصر.
وعززت هذه التكهنات مشاركة منتخبات دول الحصار في بطولة خليجي 24 بالدوحة نوفمبر الماضي.
وقال وزير الخارجية القطري إن المحادثات التي تمت كسرت جمودا استمر لأكثر من عامين مع الرياض.
وأكد مراقبون أن الخلاف الخليجي ذهب إلى مرحلة اللاعودة في ظل تعنت دول الحصار وتمسك قطر بسياساتها وتحالفها مع تركيا.
** الانتخابات الأميركية
أنظار العالم تتجه إلى بلاد العم سام في انتظار الانتخابات الرئاسية المقبلة في نوفمبر 2020 والتي سيكون ترامب أحد طرفيها
ويتبارى أكثر من 20 مرشحا للفوز ببطاقة الترشيح بالانتخابات عن الديمقراطيين أملا في الإطاحة بالجمهوريين و ترامب في جولتها الثانية.
ويواجه ترامب حربا شرسة من الديمقراطيين بعد تصويت مجلس النواب بقيادة نانسي بوليسي لصالح عزله على خلفية ضغطه على أوكرانيا للتحقيق مع منافس سياسي له.
ومن المنتظر أن تبدأ أولى جلسات نظر الكونجرس في محاكمة وعزل ترامب مطلع يناير المقبل، مع ضعف احتمالية إدانته بسبب سيطرة حزبه الجمهوري على مجلس الشيوخ.
** يورو 2020
تتوجه أنظار عشاق الساحرة المستديرة صوب نهائيات بطولة كأس أوروبا يورو 2020 التي تعد أقوى بطولة لكرة القدم بعد كأس العالم.
وتقام مباريات البطولة بشكل استثنائي في 12 دولة احتفالا بالذكرى الستين للبطولة بمشاركة 24 منتخبا.
وأسفرت قرعة الاتحاد الأوروبي لكرة القدم عن مواجهات نارية بين المنتخبات وعلى رأسها المجموعة السادسة التي يتواجد فيها فرنسا وألمانيا والبرتغال حاملة اللقب.
وجاء في المجموعة الأولى منتخب تركيا الذي سيواجه في مباراة الافتتاح نظيره الإيطالي، فيما ضمت أيضاً كلا من ويلز وسويسرا، وأتت منتخبات بلجيكا وروسيا والدنمارك وفنلندا في المجموعة الثانية.
ووقعت هولندا في المجموعة الثالثة برفقة كل من النمسا وأوكرانيا، والفائز من مباراة الملحق «D»، فيما سيواجه منتخب إنجلترا في المجموعة الرابعة منافسيه كرواتيا والتشيك، والمنتصر من مواجهة الملحق «C»، في حين وجد منتخب إسبانيا نفسه في المجموعة الخامسة أمام السويد وبولندا، والمتأهل من لقاء الملحق «B».
** المناخ
ينتظر سكان الأرض موجة أقوى من الحرارة في عامهم الجديد، وسط التغيرات المناخية والشتاء الدافئ التي تعيشه معظم بلاد العالم.
وتوقعت الأمم المتحدة أن يكون العقد الجاري الأشد حرارة في التاريخ، خلال التقييم السنوي عن التغير المناخي وقدرة البشر على التكيف معه.
وقالت المنظمة العالمية للأرصاد الجوية إنها رصدت ارتفاعا في درجات الحرارة هذا العام أعلى بـ 1.1 درجة مئوية من معدل عصر ما قبل الثورة الصناعية.
وحذرت المنظمة من استمرار الأنشطة البشرية التي تعزز الاحتباس الحراري، ما قد يهدد بارتفاع درجات الحرارة المستمر وانحسار الجليد وارتفاع مستويات سطح البحر.
** الحرب في ليبيا
تسارع الأحداث في ليبيا ينذر بإمكانية تحولها لبؤرة مشتعلة للصراع الإقليمي في الشرق الأوسط خلال الأيام المقبلة.
وأثارت اتفاقية ترسيم الحدود البحرية بين تركيا وحكومة الوفاق في طرابلس جدلا واسعا، مع اعتراض مصر واليونان والاحتلال الإسرائيلي.
وألقى صراع الطاقة في البحر المتوسط بظلاله على الأزمة الليبية والحرب بين حكومة الوفاق واللواء المتقاعد خليفة حفتر.
وأكدت تركيا على استعدادها لتقديم الدعم الأمني والعسكري لحكومة الوفاق في ظل الدعم المصري والإماراتي لحفتر في حربه للسيطرة على طرابلس.
بينما قال السيسي إن القاهرة تعمل على إيجاد حل سياسي للأزمة الليبية خلال الأشهر المقبلة، بالتزامن مع دعمها لقوات حفتر.
** اتفاقية التجارة الحرة بين مصر وتركيا
تدخل اتفاقية التجارة الحرة بين مصر وتركيا مرحلة حرجة مع اقتراب موعد انتهائها مطلع العام المقبل.
وتخضع الاتفاقية لمرحلة التقييم من الجانبين المصري والتركي، لبحث سبل تجديدها أو تعديل بنودها أو إلغائها.
وقالت أستاذة الاقتصاد بجامعة القاهرة منى الجرف إن العلاقات التجارية الثنائية المصرية التركية تطورت بعد تطبيق الاتفاقية مقارنة بالفترة السابقة لها، حيث ارتفعت قيم التبادل التجاري مع تطبيق الاتفاقية من 753 مليون دولار عام 2006 إلي 3 مليارات و923 مليون دولار عام 2017
** الحرب الاقتصادية بين التنين الصيني والنسر الأميركي
يتخوف خبراء الاقتصاد من تصاعد الحرب التجارية بين أميركا والصين لتأثيرها السلبي على الاقتصاد العالمي و أسواق المال.
وتوقع الخبراء ركودا وهزات اقتصادية في العام المقبل، إذا لم تتوصل بكين وواشنطن إلى اتفاق تجاري ينهي التنافس بينهما.
** الانتخابات الفلسطينية
يأمل الفلسطينيون أن يشهد عامهم المقبل انفراجه في الوضع الداخلي والتوجه إلى انتخابات شاملة تؤسس لنظام سياسي جديد كخطوة على طريق إنهاء الانقسام بين حركتي فتح وحماس
ورغم الإجماع الفلسطيني وموافقة محمود عباس وكافة الفصائل على عقد الانتخابات، إلا أن خبراء يستبعدون ذلك، بسبب عرقلة الاحتلال الإسرائيلي للانتخابات في مدينة القدس والخلافات الأيديولوجية بين الفضائل.
** سد النهضة
يطل العام الجديد وسط مخاوف في مصر، بشأن حصتها من مياه النيل في ظل عدم التوصل إلى اتفاق بين القاهرة وأديس أبابا، حول ملء وتشغيل سد النهضة المتوقع الانتهاء منه بشكل كامل في 2023.
وأعلنت أديس أبابا أن القاهرة سحبت مقترحها بشأن إطلاق إثيوبيا ما لايقل عن 40 مليار متر مكعب من المياه سنويا، بينما نفت مصر أن تكون تنازلت عن مطالبها.
وتنتهي جولة المفاوضات بين مصر والسودان وإثيوبيا بواسطة أميركية في واشنطن منتصف يناير المقبل.
** اضطرابات العراق
توقعت صحيفة الإندبندنت أن يكون العام القادم أسوأ بالنسبة للعراق.
ويشهد العراق تظاهرات عارمة أطاحت بحكومة عادل عبد المهدي، تنديدا بالأوضاع الاقتصادية والأمنية في البلاد، وقتل خلالها أكثر 420 شخصا وجرح 15 ألف في بغداد والجنوب ذي الأغلبية الشيعية.
ويحذر مراقبون من تحول العراق إلى ساحة معركة في الصراع بين أميركا وإيران.
كما يسهم عدم الاستقرار السياسي بامتداد الصراع بين الأتراك والأكراد إلى داخل العراق
** كشمير
أعدت مجلة فورين بوليسي الأميركية تقريرا عن الأوضاع في إقليم كشمير ذي الأغلبية المسلمة والمتنازع عليه بين باكستان والهند.
وأشار التقرير إلى أن العام المقبل لايحمل الكثير من التفاؤل لسكان الإقليم، بعد إلغاء الهند الحكم الذاتي للجزء الخاضع لسيطرتها من كشمير، وفرض حظر التجوال وقطع الاتصالات عن الإقليم لقمع الاحتجاجات ضد قرار نيودلهي.
وأوضح التقرير أن الحكومة الهندية قطعت الإنترنت 159 مرة خلال 3 سنوات الأخيرة لقمع الاحتجاجات في كشمير والداخل، بعد إقرار قانون الجنسية الجديد بالهند الذي يُسرّع عملية منح الجنسية الهندية لأفراد من أقليات دينية وافدة (لكن ليست مسلمة).
وحذر التقرير من أن الإجراءات الهندية الهادفة إلى تعزيز القومية الهندوسية تهدد الديمقراطية وتنذر باشتعال أزمة جديدة في كشمير وداخل الهند مع المسملين.