نشرت صحيفة «نيويورك تايمز» الأميركي تقريرًا جديدًا تحت عنوان «محمد بن زايد ورؤيته القاتمة لمستقبل الشرق الأوسط»، يتحدث عن طموحات ولي عهد أبو ظبي «محمد بن زايد».
أعد التقرير الصحفي «روبرت وورث»، وهو حصيلة رحلات متكررة للإمارات، وفي أثناء عمله قدم تقارير عن الخليج، وشغل ذات مرة مدير مكتب صحيفة «نيويورك تايمز» في بيروت.
ويصور كاتب التقرير «بن زايد» بالشخص الغامض، في التقرير الذي ترجمه موقع «عربي 21»، ويرى أن «بن زايد» قد يحقق طموحاته، ويصبح أكثر رجل مؤثر في الشرق الأوسط، مع أنه يصفه بأنه أهم رجل مؤثر في العالم.
ويقدم «وورث» صورة عن طموحات «محمد بن زايد» من خلال الدمج بين ما حققته الإمارات من ازدهار وتقدم في ظل الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، وصعود ولده محمد.
وتقول الصحيفة الأميركية إن الإمارات، التي يظل سكانها الأصليون أقلية بين العمال الأجانب الذين وفدوا إليها من أنحاء العالم كافة، تبقى بعيدة عن نزاعات الشرق الأوسط.
ويتحدث «وورث» عن عدد من المفاصل التي دفعت «بن زايد» للقيام بمغامرات خارجية، ويقود الحرب ضد الإسلاميين، ويحاول تأكيد دور إقليمي لبلاده، ويعود إلى الحرب الأفغانية وهجمات 11/9، التي شارك فيها إماراتيون، وغزو العراق، ما أدى إلى صعود إيراني في المنطقة، وتأكيد دور الجمهورية الإيرانية.
ويشير التحقيق إلى أن «بن زايد»، الذي قرر فرض الخدمة العسكرية، وأدخل رياضة الجوجوتسو إلى مدارس الإمارات، راقب الجيوش وهي تعبأ على الجانب الآخر من بلاده، والحروب الطائفية، ومرحلة ما بعد الربيع العربي، والانسحاب الأميركي من العراق عام 2011، وسقوط العروش في مصر واليمن والعراق، في وقت لم تتحرك فيه القوى الإقليمية لعمل أي شيء، في وقت رحبت فيه تركيا بانتصارات الإسلاميين مع قطر جارة الإمارات، وسط تردد السعوديين، وحتى أميركا، التي اعتبرها «بن زايد» حليفته الرئيسية التي تعاملت مع صعود الإخوان المسلمين الذين لم تحبهم، على أنه نتاج لا مفر منه للديمقراطية.
وتذكر الصحيفة في تقريرها، أن «بن زايد» ظل يحذر «باراك أوباما» من خطرهم، مشيرة إلى أن «أوباما» كان متعاطفًا معه، إلا أنه كان راغبًا في الخروج من الشرق الأوسط، وليس الغوص في رماله.
ويقول الكاتب، إن «بن زايد» الذي استعان بالخبرات الأميركية والغربية بشكل عام لتنفيذ طموحاته، كان في عقله خطة طموحة لإعادة تشكيل المنطقة، وسيستعين على تنفيذها بولي العهد السعودي «محمد بن سلمان» الذي ينظر إليه على أنه تلميذ له، وعملا معًا على الإطاحة بالرئيس المصري «محمد مرسي» عام 2013، وفي عام 2015 دخل «بن زايد» الحرب الليبية، وساعد «خليفة حفتر»، وشارك السعودية في حربها في اليمن عام 2015، التي خلقت أكبر كارثة إنسانية، وفي عام 2017 خرق التقاليد في الخليج وفرض حصارًا قاسيًا ضد جارته قطر، وهذا كله بذريعة كسر ما يراه «الخطر الإسلامي».
ويقول «وورث» إن «بن زايد» لا يفرق بين الجماعات الإسلامية، قائلًا إنها تشترك في الهدف ذاته: «نوع من الخلافة دستورها القرآن». مشيرًا إلى أنه يتعامل مع خيارات الشرق الأوسط على أنها بين نظام قمعي أو كارثة، وهي نظرة بالتأكيد «تخدم المصالح الشخصية».