قالت وكالة أسوشيتد برس إن الإجراءات التي قامت بها السلطات الصينية حاليا ضد مسلمي الإيجور تعتبر أكثر منهجية ومنظمة على عكس الإجراءات السابقة.
وكشف تقرير نشرته الوكالة الأميركية، اليوم الإثنين، أن الصين لجأت إلى إجراءات صارمة من أجل خفض عدد المواليد بين مسلمي الإيجور وأقليات أخرى، في حين تدفع بالأغلبية لإنجاب أطفال كثر.
وأوضح التقرير أن الإجراءات الصينية تعتبر أكثر منهجية، وذلك وفقاً لتحقيق أجرته الوكالة استناداً إلى إحصاءات حكومية، ووثائق رسمية، ومقابلات مع 30 محتجزاً سابقاً، وأفراد أسر، ومدير معسكر احتجاز سابق.
وتتبنى الصين حملة منذ أربع سنوات ضد مسلمي الإيجور في إقليم شينجيانج تهدف إلى «الإبادة الجماعية الديموغرافية للإيجور».
وكشفت مقابلات أجرتها الوكالة، أن الصين تجبر النساء على الفحص المستمر والمنتظم، وتجبرهن على وضع لولب داخل أرحامهن، ثم تحقنهن بمواد تصيبهن بالعقم، بل والأكثر من ذلك أجهضت مئات الآلاف منهن، فيما تقوم باعتقال كل من يرفض الإجراءات الجديدة، في مساعٍ منها لفرض هذه السياسة الصحية الجديدة على كل المواطنين في الإقليم.
وانخفض معدل مواليد الإيجور بأكثر من 60٪ حتى عام 2018، نتيجة لسياسات الصين الجديدة، وهو العام الأخير الذي تتوفر فيه إحصائيات حكومية بخصوص نسبة المواليد.
وسابقا قالت بكين إن النظام الجديد يستهدف فقط أن تُحقّق العدل بين كافة الأقليات وتسمح لكل من عرقية الهان والأقليات الأخرى بإنجاب نفس العدد من الأطفال.
وفي الوقت الذي تبنَّت فيه الصين سياسة «الطفل الواحد»، ولا تزال مستمرة، تجبر بكين عرقية الهان الصينيين على الإجهاض في الوقت الذي شجعت فيه أقليات أخرى بطفلين إلى ثلاثة إذا كانوا من الريف.
ونقل تقرير الوكالة عن 15 شخصاً من الإيجور والكازاخستانيين، إنهم لديهم معلومات عن أشخاص تم اعتقالهم وسجنهم بسبب إنجاب عدد كبير من الأطفال.
حتى الأطفال لم يسلموا من القمع
لماذا تنتزع الصين أطفال #الإيغور من عائلاتهم وتودعهم لدى أسر صينية؟#الصين pic.twitter.com/QnDDNoFHKd— شبكة رصد (@RassdNewsN) July 8, 2019
وعن تلك السياسية الصينية، قالت خبيرة الإيجور، جوان سميث فينلي، التي تعمل في جامعة نيوكاسل في المملكة المتحدة: «إنها إبادة جماعية.. إنها ليست إبادة جماعية فورية وصادمة، لكنها إبادة بطيئة ومؤلمة ومتداعية».
ومنذ عام 1949، تسيطر بكين على إقليم تركستان الشرقية، وهو موطن أقلية الإيجور التركية المسلمة، وتطلق عليه اسم «شينجيانغ»، أي «الحدود الجديدة».
وفي أغسطس 2018، أفادت لجنة حقوقية تابعة للأمم المتحدة بأن الصين تحتجز نحو مليون مسلم من الإيجور في معسكرات سرية بتركستان الشرقية.
وتفيد إحصاءات رسمية بوجود 30 مليون مسلم في الصين، منهم 23 مليونا من الإيجور، فيما تقدر تقارير غير رسمية عدد المسلمين بقرابة 100 مليون، أي نحو 9.5% من السكان.