أبلغت مصر، الثلاثاء، روسيا والصين بضرورة أن يدفع مجلس الأمن الدولي نحو التوصل إلى اتفاق ملزم بشأن أزمة ملء وتشغيل «سد النهضة».
جاء ذلك في بيان للخارجية، قبل يومين من انعقاد جلسة للمجلس، لبحث أزمة السد، وبعد ساعات من إخطار إثيوبي للقاهرة والخرطوم ببدء الملء الثاني للسد.
والخميس، يعقد المجلس جلسة، بناء على طلب دولتي مصب نهر النيل، مصر والسودان، وستكون الثانية من نوعها بعد جلسة عُقدت قبل عام، وانتهت بحثّ أطراف الأزمة على الحوار، تحت قيادة الاتحاد الأفريقي.
وأفادت الخارجية المصرية، في بيان، بأنه «في إطار التحضيرات المُكثفة لجلسة الخميس، التقى وزير الخارجية سامح شكري، الثلاثاء في نيويورك بالمندوبين الدائمين لروسيا والصين لدى الأمم المتحدة».
وروسيا والصين من الدول الخمس دائمة العضوية في المجلس، والتي تمتلك حق النقض «الفيتو»، إلى جانب الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا.
وأضافت أن «شكري شدَّد في هذا الإطار على ضرورة اضطلاع مجلس الأمن بمسؤولياته للدفع قُدمًا نحو التوصل إلى الاتفاق».
وأكد شكري على أهمية أن يكون الاتفاق «عادلا ومتوازنا وملزما قانونا حول ملء وتشغيل السد، ويُراعي مصالح الدول الثلاث ولا يفتئت على الحقوق المائية لدولتي المصب مصر والسودان».
وتتبادل مصر والسودان مع إثيوبيا اتهامات بالمسؤولية عن تعثر المفاوضات، التي يرعاها الاتحاد الإفريقي منذ أشهر، ضمن مسار تفاوضي بدأ قبل نحو 10 سنوات.
وبمناسبة تولي بلاده الرئاسة الدورية لأعمال مجلس الأمن خلال يوليو الجاري، قال مندوب فرنسا الأممي، نيكولا دي ريفيير، إنه لن يكون بمقدور المجلس حل الخلاف بين مصر والسودان وإثيوبيا حول السد، باعتباره «خارج نطاق» المجلس.
وأضاف دي ريفيير، خلال مؤتمر صحفي الخميس، أنه «على هذه الدول الثلاث أن تتحدث فيما بينها وتصل إلى ترتيبات لوجستية بشأن التعاون والمشاركة في حصص المياه».
ومنذ الإثنين، تشهد نيويورك اجتماعات واتصالات مصرية وسودانية مكثفة حول السد.
وقال رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد، الإثنين، إن «هدف بلاده من بناء السد هو فقط تلبية حاجاتها من الكهرباء، دون تشكيل تهديد على دولتي المصب».
وتُصر أديس أبابا على ملء ثانٍ للسد بالمياه، بعد نحو عام على ملء أول، حتى لو لم تتوصل إلى اتفاق مسبق.
بينما تتمسك مصر والسودان بالتوصل أولا إلى اتفاق ثلاثي بشأن الملء والتشغيل، لضمان سلامة منشآتهما المائية، واستمرار تدفق حصتهما السنوية من مياه نهر النيل.
والأحد، أعلنت إثيوبيا، رفع مستوى تأهب قواتها المنتشرة في منطقة السد، لتأمين المرحلة الثانية من عملية ملئه.
وفي أقوى تهديد لأديس أبابا، منذ نشوب الأزمة قبل 10 سنوات، قال عبد الفتاح السيسي، في 30 مارس الماضي، إن «مياه النيل خط أحمر، وأي مساس بمياه مصر سيكون له رد فعل يهدد استقرار المنطقة بالكامل».