انطلقت في مدينة إسطنبول، فعاليات منتدى الشرق الشبابي الدولي بنسخته السادسة تحت عنوان “انعتاق الخيال”، بحضور نحو ألف شاب وأكاديميين ومؤثرين من عدة دول.
وستستمر أعمال المؤتمر على مدار يومين، وتتضمن مشاركة أكثر من 50 متحدثاً، وبرنامجا متنوعا يشمل أنشطة ولقاءات مفتوحة وحلقات نقاش ودورات تكوينية، وعروض فنية.
ويناقش المنتدى حسب المنظمين، المخاطر العالمية غير المسبوقة التي يواجهها الشباب، مثل “خيبة أمل الشباب على نطاق واسع، وعدم ارتباطهم بالشؤون العامة، وميلهم نحو السرديات الشعبوية، بسبب انعدام الثقة في الهياكل الاقتصادية والسياسية والاجتماعية”.
وقال وضاح خنفر، رئيس منتدى الشرق، في كلمته الافتتاحية، إن “النظام الدولي اليوم يتفكك وهي نهاية محتومة متوقعة وطبيعية لنظام استبد بالرأي وحاول أن يصوغ العالم على صورته”.
وأضاف: “العالم له صور كثيرة صور حضارته وثقافته والوعي الجمعي لا يستطيع أحد ولا حضارة ولا إيديولوجية أن تشكل العالم على صورتها وإن فعلت فستكتب نهايتها”.
وتابع: “نحن في منطقة المشرق كنا أكثر الأمم والشعوب معاناة من النظام الدولي، قرن الإهانة الذي وقع علينا منذ نهاية الحرب العالمية الأولى لا يزال مستمراً”.
وأشار خنفر، إلى أنه تم اختيار “انعتاق الخيال” عنواناً للمنتدى بنسخته السادسة، لأن “مستقبل الشرق يصطدم بضباب الحروب والآلام”، داعياً المشاركين في المنتدى إلى التفكير بكيفية الخروج من ضباب الحروب والآلام.
ولفت إلى أن المؤتمر سيشهد 30 نشاطاً و30 ندوة و30 لقاء لبحث كيفية خروج المنطقة من آلامها.
بدوره، قال وزير الشباب والرياضة التركي محمد محرم قصاب أوغلو، في كلمة له: “يسعدنا استضافة مؤتمر الشرق الشبابي وخاصة دوره في تقوية الشباب بالميادين العالمية”.
وأضاف قصاب أوغلو: “تركيا تعمل على هذا الإطار محليا ودوليا وعبر مصادرها وبنيتها التحتية، وستواصل تقديم الدعم للشباب”.
وذكر أن “العالم فيه مشاكل وحوادث، وهذه الأزمات تتطلب مواهب جديدة وفرق عمل لحلها، وهنا يبرز أهمية العنصر البشري”.
وتابع: “الأهم هو وعي تحمل المسؤولية، الشباب ورثة الحاضر والمستقبل، وهم قوة وضمن هذا الإطار العالم بحاجة إلى نخب تعمل بشكل مختلف، وهو ما يعني أنها وظيفة تقع على عاتق كل واحد ليس في المنطقة فقط بل في العالم أجمع”.
وشدد على ضرورة رسم خريطة طريق للشبال بالنظر للماضي ليأخذوا منه إلهاما، وهذا ما يتم عمله في تركيا.
وأشار إلى أن مدينة قونيا التركية تستضيف حاليا دورة ألعاب التضامن الإسلامي الخامسة، مضيفا: “تشعر تركيا بالفخر في استضافة هكذا فعاليات، وتركيا في عالمها الإسلامي تسعى لمزيد من التوافق بين الدول ودعم الشباب ولقائهم”.
وأكد الوزير التركي، أن بلاده “لديها بنية تحتية قوية للشباب في مجالات الإبداع والعلاقات الاجتماعية ومشاريع لتطويرهم على المستويات المحلية والدولية”.
من ناحيته، قال ناصر ياسين، وزير البيئة اللبناني، في كلمته: “سيطال الجفاف دولا كثيرة وهو ما سيعرض الأمن الغذائي لخطر، في العالم العربي خاصة أن نحو نصف الأراضي الزراعية على درجة عالية من الوهن”.
وأضاف ياسين: “هذا يعني ضعف وسقوط الأمن الغذائي لملايين البشر، وسننتقل لهجرة داخلية نطلق عليه النزوح البيئي وهو يزيد الضغط على المدن وعلى الموارد، وهجرة خارجية بشكل مضاعف لدول الشمال، ما يؤدي لتعميق سياسة إغلاق الحدود”.
وتابع: “هذه الحقائق تذكر دائما ولكن حتى الساعة لم يصل التزام الدول لمرحلة تقارب جدية لحل هذه الإشكاليات المطروحة”.
ورأى أن أسباب استعصاء الحل تتمثل بـ”هيمنة أجندة الأمن على متخذي القرار ومنطق الدول، وطريقة مقاربة الأزمات في عالمنا، حيث لا تزال عبر أدوات الدولة الوطنية، والسردية المحبوكة على التغيير المناخي التي يسيطر عليها الجانب النخبوي، سردياتها تقنية جافة لا يفهمها عامة الناس”.
و”منتدى الشرق” هو مؤسسة عالمية مستقلة تأسست عام 2012، بهدف ترسيخ قيم التواصل والحوار والديمقراطية بين أبناء منطقة الشرق، والمساهمة في بناء مستقبل مستقر سياسياً ومزدهر اقتصادياً، عبر تنمية الوعي السياسي وتبادل الخبرات، حسب ما يعرف نفسه.