«أصبت وأخطأت ولكني لم أخن فيكم أمانتي»، نتذكر ما قاله الرئيس الدكتور محمد مرسي في الذكرى الرابعة لرحيل أول رئيس مدني منتخب في تاريخ مصر.
تحل علينا اليوم الذكرى الرابعة على رحيل الرئيس محمد مرسي داخل قاعة المحكمة بعد معاناة طويلة مع التنكيل الممنهج والإهمال الطبي والتعذيب النفسي له.
ويوم وفاته طلب الرئيس محمد مرسي خلال الجلسة الكلمة من القاضي، وقد سمح له بالكلمة، وعقب رفع الجلسة أُصيب بنوبة إغماء توفي على أثرها، وتم نقل الجثمان إلى المستشفى.
ففي يوم الأثنين الموافق 17 يونيو 2019؛ أعلنَ التلفزيون المصري نبأ وفاة الرئيس المصري الأسبق محمد مرسي، أول رئيس مدني مُنتخب لجمهورية مصر العربيّة، وذلك خلال جلسة محاكمته في قضية «التخابر مع حركة حماس الفلسطينية» المنعقدة في معهد أمناء الشرطة بمجمع سجون طرة.
وقالَ التليفزيون الرسمي في خبرٍ عاجل أن مرسي – ذو الثامنة والستين عاما – قد طلب الكلمة من رئيس المحكمة الذي سمح له بها قبل أن يصاب بنوبة قلبية توفي على إثرها بشكل فوري.
وذكر محاميه أنه أُعطي الكلمة ليتحدث لسبع دقائق من داخل القفص الزجاجي، ختمها بقوله «بلادي وإن جارت علي عزيزة وأهلي وإن ضنوا علي كرام»، ثم سقط بعد رفع الجلسة بدقيقة مغشيا عليه وسط صراخ من حوله وإشاراتهم أنه مات.
ووفقا لسي إن إن، قال عبد المنعم عبد المقصود محامي محمد مرسي أن مرسي «تحدث لمدة 7 دقائق قُبيل رفع الجلسة، وبعدها بدقيقة شاهدنا ضجة داخل القفص الزجاجي بالمحكمة، وكان بإمكاننا سماع المتهمين يصرخون: الدكتور مرسي سقط».
وتابع بالقول: «فهمنا من وسط الضجة أنه توفي، المتهمين أخبرونا عبر الإشارة بأيديهم أنهم توفي. بعدها بساعة، رأيته محمولا على نقالة حوالي الساعة الرابعة والنصف». وأشار إلى أن القفص الزجاجي داخل قاعة المحكمة يعزل الصوت، وقال: «لكننا تمكنا من سماع الصوت لأن صرخات المتهمين كانت مرتفعة جدا».
بعدَ أزيد من ساعة من وفاةِ محمّد مرسي؛ أصدرت النيابة العامّة بيانًا عن تفاصيل وفاة الرئيس المعزول وذكرت فيهِ أنّه «أثناءَ المحاكمة وعقب انتهاء دفاع المتهمين الثاني والثالث من المرافعة، طلبَ «المتوفي الحديث» الكلِمة فسمحت له المحكمة بذلك، حيث تحدث لمدة خمس دقائق وعقب انتهائه من كلمته رَفعت المحكمة الجلسة للمداولة» ثمّ أضافت: «سقطَ مرسي أرضًا مغشيًا عليه ونُقل على الفور إلى المستشفى قبل أن يتبيّن وفاته في تمام الساعة الرابعة وخمسين دقيقة مساء.
خلال سنوات اعتقاله، وعلى عكس معظم السجناء في السجون المصرية، مُنع مرسي من تلقي المواد الغذائية والأدوية من أسرته، وذلك وفقًا لسارة ليا ويتسون رئيسة قسم الشرق الأوسط وشمال أفريقيا لمنظمة هيومن رايتس ووتش. بالإضافة إلى احتجازه في الحبس الانفرادي، مُنع من الوصول إلى وسائل الإعلام أو إرسال الرسائل وغيرها من وسائل الاتصال مع العالم الخارجي. ولم يُسمح لزوجته وأفراد أسرته الآخرين بزيارته إلا ثلاث مرات خلال السنوات الست التي قضاها في السجن.
وقال عبد الله مرسي وقت وفاته عبر صفحته: «قمنا بتغسيل جثمانه الشريف بمستشفى سجن ليمان طرة وقمنا بالصلاة عليه داخل مسجد السجن ولم يصلي عليه إلا أسرته.
وتم الدفن بمقابر مرشدي جماعة الإخوان المسلمين بمدينة نصر لرفض الجهات الأمنية دفنه بمقابر الأسرة بالشرقية وإنا لله وإنا إليه راجعون.»
وكان مرسي أول رئيس انتخب ديمقراطيًا في تاريخ البلاد، عام 2012، وذلك عقب ثورة شعبية أجبرت “حسني مبارك” (1981-2011) على التنحي.
وفي 3 يوليو 2013 أطاح الجيش بالرئيس محمد مرسي، بعد عام واحد فقط من الحكم، عبر انقلاب عسكري.