نشر موقع “نيوز ري” الروسي، تقريرا، تحدّث فيه عن مدى صحة مزاعم اختبار حركة أنصار الله، التي تسيطر على شمال اليمن، صاروخًا، تفوق سرعته سرعة الصوت، والشكوك التي أثارها ذلك حول الجهة المحتملة التي زودت الحوثيين بهذا السلاح الفتاك.
وقال الموقع، في هذا التقرير إن “سرعة هذا الصاروخ يمكن أن تصل إلى 10 آلاف كم في الساعة ويعمل بالوقود الصلب، نقلا عن وكالة ريا نوفوستي. ويعتزم اليمن البدء في إنتاج هذا الصاروخ لاستخدامه أثناء الهجمات في البحر الأحمر والبحر العربي وخليج عدن، وكذلك في الهجمات على مواقع في إسرائيل”.
وكشف الخبير العسكري ورئيس مركز دراسة النزاعات العسكرية والسياسية، أندريه كلينتسفيتش، عن “الدولة التي يمكنها تزويد الحوثيين بأسلحة تفوق سرعتها سرعة الصوت”. موضحا أن “مثل هذه الصواريخ مضمونة الوجود، وتُستخدم في روسيا”.
وتابع: “قد تم عرضها خلال التدريبات والاستعراضات في الصين وكوريا الشمالية. ولا تزال الولايات المتحدة الأمريكية تعمل على تطويرها. وقد عرضت إيران صاروخها الذي تفوق سرعته سرعة الصوت العام الماضي. وعليه، في حال امتلك الحوثيون شيئا كهذا، فهو بالطبع تكنولوجيا إيرانية إما في نسختها النهائية أو في شكل نوع من المُنشئ الذي يتم تجميعه في الموقع”.
ولكن شكك كلينتسفيتش في إمكانية امتلاك اليمن الكفاءات اللازمة في مجال علوم المواد والمعادن الحرارية لإنتاج صواريخ تفوق سرعتها سرعة الصوت بشكل مستقل، مرجّحًا قيام إيران بإرسال عينات جاهزة إلى الحوثيين.
وأضاف كلينتسفيتش أنه “حتى الولايات المتحدة، بمجمّعها الصناعي الدفاعي بأكمله لا يمكنها إكمال إنشاء أسلحة تفوق سرعتها سرعة الصوت ووضعها في الخدمة”.
إلى ذلك، ذكر الموقع أن الخبير العسكري الروسي، فاسيلي دانديكين، يستبعد أن يكون للدول الرائدة في مجال الصوت الفائق على غرار روسيا والصين أي علاقة بتسرب هذه التكنولوجيا. مؤكدا أنه “لم تُقدّم موسكو وبكين هذه الأسلحة لأن هذا لا يصبّ في مصلحتهما”.
“تنفّذ روسيا في الوقت الراهن عملية عسكرية خاصة في أوكرانيا. كما أن أي بلد لن يمنح هذه التقنيات لدولة أخرى في الوقت الراهن. والصين لا تقدم هذه التقنية لأي طرف من حيث المبدأ” يتابع التقرير نفسه.
بماذا يهدد انتشار الأسلحة التي تفوق سرعتها سرعة الصوت؟
وفقًا لتوقعات كلينتسفيتش، ستظهر الأسلحة التي تفوق سرعتها سرعة الصوت عاجلاً أم آجلاً في جميع البلدان، نظرًا لأن إنتاج هذه التكنولوجيا غير محظور، غير أنه يتطلب الكثير من المواد والمعرفة.
وأضاف كلينتسفيتش: “هذه ليست طائرة دون طيار يمكن تجميعها من قطع الغيار الصينية. لذلك، أعتقد أن جميع الدول المتقدمة عسكريًا ستضع هذه التقنيات في ترسانتها قريبًا والأمر سيان بالنسبة للصواريخ الاعتراضية للدفاع الجوي، لأن السرعات العالية مطلوبة هناك”.
ونقل الموقع عن فاديم كوزيولين، وهو رئيس مركز الدراسات العالمية والعلاقات الدولية، أن “اليمن يستطيع الحصول على هذه الصواريخ ليس فقط من إيران، وإنما من كوريا الشمالية أيضًا، معربًا عن مخاوفه من انتشار الأسلحة التي تفوق سرعتها سرعة الصوت في جميع أنحاء العالم”.
وأفاد كوزيولين: “يمتلك كلا البلدين أسلحة تفوق سرعتها سرعة الصوت، لكن ينبغي أن نفهم أنه من المستحيل نقل تقنيات الإنتاج هذه كونها معقدة للغاية، لكن يمكن الافتراض أن الحوثيين يمكن أن يتقاسموا هذه الصواريخ مع طرف ما”.
وأضاف كوزيولين: “يتم في الوقت الراهن، تشكيل كتلة مناهضة لأمريكا في الشرق الأوسط، تضم مجموعة متنوعة من القوى الدينية والسياسية. يمكن تخيّل أن القراصنة أو الإرهابيين الأفارقة سيكون لديهم أيضًا صواريخ تفوق سرعتها سرعة الصوت”.
هل يمتلك الحوثيون تكنولوجيا لتطوير صاروخ فائق الصوت؟
يشكك القائد السابق لقوات الصواريخ المضادة للطائرات التابعة لقيادة القوات الخاصة، العقيد الاحتياطي سيرغي خاتيليف، في اختبار الحوثيين لهذا الصاروخ. وفي رأيه، لا يمكن أن تكون هناك أسلحة تفوق سرعتها سرعة الصوت في اليمن. وقال خاتيليف: “ليس لدى الحوثيين معاهد بحثية، ولا مواقع اختبار متخصصة، ولا أي كيانات علمية عسكرية من هذا القبيل… لذلك، هناك افتراض واحد وهو قيام طرف ما بتسليم هذه الصواريخ في شكلها النهائي”.
“واليوم، لا أحد يمتلك مثل هذه الأسلحة باستثناء روسيا والصين. ولن تشارك روسيا أو الصين الأسلحة التي تفوق سرعتها سرعة الصوت مع الحوثيين” يتابع المتحدث نفسه.
وأوضح خاتيليف أنه لـ”إنشاء صاروخ فائق الصوت، لا يكفي إيصال الصاروخ إلى السرعة المطلوبة، بل مراعاة العديد من الجوانب الفنية الأخرى، التي لا يستطيع المهندسون الحوثيون القيام بها بمفردهم”.
وأورد: “يتعلق الأمر بضمان احتواء هذا الصاروخ على رأس حربي عامل وأنظمة توجيه ومراقبة طيران مناسبة، وطيرانه أثناء الاختبار على طول طريق معين إلى منطقة معينة، واكتساب السرعة المناسبة، وإصابته هدفًا محددًا”.
لماذا يحتاج الحوثيون إلى صاروخ تفوق سرعته سرعة الصوت؟
يعتقد كلينتسفيتش أنه في حال تبين صحة الأخبار الواردة من اليمن، فهذا يعني أن الحوثيين حصلوا على صواريخ من إيران، والآن طهران من خلالها ومن خلال قوتها الوكيلة سوف “تضرب الأمريكيين، مما يصعد درجة المواجهة في باب المندب”.
وتابع كلينتسفيتش: “سيطلق الحوثيون النار على سفن الناتو. لقد أظهروا بالفعل قدرتهم على إغراق السفن المدنية، لكن لا توجد حتى الآن بيانات مؤكدة عن الأضرار التي لحقت بسفن الناتو الحربية في هذه المنطقة المائية”.
وأوضح كلينتسفيتش: “لا نعرف أي نوع من الصواريخ الموجودة وبأي مدى، وفي حال كانت هذه الأسلحة تفوق سرعتها سرعة الصوت حقا وذات مدى كبير جدا، فلا يمكن استبعاد الهجمات على إسرائيل”. معتقدا أن “الهدف الرئيسي للحوثيين قد يكون مركز الأبحاث الإسرائيلي في ديمونا، حيث تُخزن الأسلحة النووية”.
وأشار الموقع إلى أن “حركة أنصار الله هاجمت في أوائل آذار/ مارس سفينة تجارية والعديد من المدمرات الأمريكية في البحر الأحمر وخليج عدن. ويعتبر الحوثيون الولايات المتحدة ودول الناتو حلفاء لإسرائيل”.
وبالتالي، فإنه وفقا للتقرير ذاته “من المنطقي مهاجمة السفن التابعة لهذه الدول. وعقب هجمات الحوثيين في البحر الأحمر، أعلنت الحكومة الهولندية عزمها إرسال فرقاطة الدفاع الجوي لتوفير الحماية للسفن التجارية موضحة أن البارجة الحربية ستبدأ مهمتها اعتباراً من نهاية شهر آذار/ مارس الجاري”.