قال الرسول صلى الله عليه وسلم:"والذي نفسي بيده لقتل مؤمن أعظم عند الله من زوال الدنيا" .. وانطلاقا من هذا الحديث الشريف وإذا ما نظرنا خلفنا على مدى عامين ونصف ماضيين وجدنا أن الدماء أصبحت مستباحة لأسباب عدة منها القتل على الهوية والاختلاف في الرأي.
منذ يوم 3 يوليو الماضي وحتى اليوم فقط قتل ما لا يقل عن 200 شخص – نحتسبهم شهداء عند ربهم – منهم من قتل لأنه أراد أن يقول رأيه ومنهم من ليس له علاقة بأي مظاهرات لا من قريب ولا من بعيد.
وقد أصدر الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين بيانًا تحذيريًّا من الاستجابة لدعوة وزير الدفاع المصري التي تهدف لإشعال فتنة داخلية, وقال إن إصدار السيسي لهذا البيان يثبت للعالم أجمع بأنه انقلاب متكامل.
وشدد الاتحاد – الذي ختم بتوقيع رئيسه الشيخ يوسف القرضاوي – على "حرمة الاستجابة لأي نداء يؤدي إلى حرب أهلية، أو لتغطية العنف ضد طرف ما، مطالبًا جميع المصريين (شعبًا وأحزابًا وجيشًا وشرطة) بالحفاظ على أمن بلدهم العزيز على الجميع، ومنع كل ما يؤدي إلى حرب أهلية يكون الجميع فيها خاسرًا، فهذا واجبهم شرعًا ومصلحة، ولا يجوز العدول عنه".
وحذر الاتحاد في بيانه أشد التحذير من وقوع الجيش أو الشرطة أو الأفراد في دماء المصريين وأعراضهم فهذه من الموبقات.
وقد شدد فضيلة الدكتور شوقي علام مفتي الجمهورية على أن الدم المصري كله حرام، وقال فضيلة المفتي:"كثيرا ما حذرنا أكثر من مرة من إراقة الدماء المصرية ولكن لم نجد آذانا صاغية رغم نداءاتنا المتكررة".
واستشهد المفتي بحديث الرسول صلى الله عليه وآله وسلم "المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يخذله ولا يحقره، كل المسلم على المسلم حرام دمه وعرضه وماله"، مناشدا المصريين جميعا بالتكاتف والتآلف والتراحم في رمضان شهر الرحمة والمغفرة.
