نظمت لجنة الإعمار بنقابة المهندسين المصرية مؤتمرًا بعنوان "آفاق الإعمار في غزة" مساء أول أمس شارك فيه نقيب المهندسين بغزة المهندس "كنعان عبيد" والمهندس عمر عبد الله عضو مجلس نقابة المهندسين المصريين ومقرر لجنة الإعمار وشهد المؤتمر تبرع المهندس محمود عجلان أمين عام نقابة القليوبية بـ 10 آلاف جنيه لغزة.
وصرح نقيب المهندسين بغزة لـ "رصد.كوم" أن كل الدول المانحة التي تحدثت عن إعمار غزة قامت بربط الإعمار ورفع الحصار عن غزة بالمصالحة الفلسطينية بين حركتي حماس وفتح.
كما أكد أن مشكلة الطاقة في غزة هي مشكلة سياسية بحتة، حيث تضخمت بشكل كبير، وأكد أن الطاقة الحالية تكفي فقط لثلث كثافة المواطنين؛ حيث يتم توزيعها على المواطنين بتشغيلها 6 ساعات فقط في اليوم لكل بيت بالتناوب.
وأوضح خلال المؤتمر أن مشكلة السولار أثرت بشكل كبير على توليد الطاقة في غزة؛ حيث تعتمد محطة توليد الكهرباء بغزة على السولار المصري لتشغيل المحطة.
وأكد أنه تقدم بطلب رسمي للحكومة المصرية باستيراد السولار كما تقدم بطلب آخر لتصدير الغاز المصري لهم بالأسعار العالمية بعد أن رفضت غزة أن تلعب دور المحلل لإسرائيل؛ حيث عرضت إسرائيل على غزة مدها بخط غاز من إسرائيل ورفضت، مؤكدًا أن الغاز الذي عرضت إسرائيل بتصديره إلى غزة هو الغاز المصري بحيث لا يقوم المصريين بتفجير خط الغاز الذي يتم تفجيره من حين لآخر بحجة أن الذي يفجر خط الغاز فإنه يمنع وصوله إلى غزة.
وأكد نقيب المهندسين بغزة أن سعر الحديد الآن في غزة أصبح قريبًا من الأسعار العالمية بسبب الكميات الكبيرة التي يتم تصديرها لغزة من مصر عبر الأنفاق والذي اعتبره "ميناء رفح الجوفي".
كما أكد "كنعان" أن إسرائيل لا تقوم بإدخال أي مواد بناء إلى غزة وإنما تقوم بإدخال ما أسماه بـ "مواد الرفاهية" مثل الشيبسي والبسكوت والشيكولاته، مؤكدًا أنه في حالة بدء الاستثمارات مع مصر سوف تمنع غزة الاستيراد من إسرائيل وتشتري كل حاجياتها من مصر، مؤكدًا أن رئيس الغرفة التجارية المصرية عندما زار غزة في الأسبوع الماضي أكد أنه من الممكن أن تتم استثمارات بين مصر وغزة في ستة أشهر بحوالي 3 مليار دولار.
ومن ناحية أخرى أعلن المهندس عمر عبد الله أن نقابة المهندسين المصريين سوف تقوم بعمل قافلة بسيارات تحمل 150 طن أسمنت لكسر رمزي لفكرة الحصار ومساهمة من المهندسين المصريين لإخوانهم في غزة.
وصرح المهندس عمر عبد الله لـ "رصد.كوم" أن فرص الاستثمار في غزة واعدة ومتميزة وكبيرة وفي نفس الوقت هناك آفاق متعددة للاستثمار في المياه والطاقة والإسكان، كما أن هذه الاستثمارات كبيرة لأن غزة مهدمة تقريبًا وتحتاج إلى جهود كبيرة في إعمارها خاصة وأنه الآن يوجد أموال للإعمار.
وأكد "عبد الله" أن إعمار غزة يعتبر قضية أمن قومي لمصر لأنها تعتبر حائط الصد الأول عن الكيان الصهيوني وقال: "نحن كمصريين نفضل أن يكون هذا الاستثمار من خلال مصر".
وأشار إلى أن هذا الاستثمار سيعود على مصر بمكاسب كبيرة منها حل مشكلة البطالة وزيادة الصادرات وتوفير العملة الصعبة وتنشيط لبعض الصناعات المصرية مثل الحديد والأسمنت والبويات والسيراميك والأدوات الكهربائية والكثير من الصناعات.
وأكد أن النقابة تريد أن تدخل كل هذه البضائع بشكل رسمي حتى تعود بالفائدة على الدولة خصوصًا وأن الغزاويين يقولون إنهم الآن تتوفر معهم السيولة لشراء ما يحتاجونه، مؤكدًا أنهم جاءوا ليشتروا ويدفعوا الثمن لا ليطلبوا منا دعمهم.