يسرد الكاتب التركي، "علي نور كوتلو"، في مقال نشره اليوم بصحيفة "يني شفق"، جملة من الاعتراضات على لسان مبتكري إشارة "رابعة" على الأحداث والمشاكل، التي يشهدها العالم الإسلامي في العديد من بلدانه فيقول:
نعترض على العالم الذي التزم الصمت إزاء الإنقلاب العسكري في 3 تموز/ يوليو 2013 ضد "محمد مرسي" أول رئيس مصري منتخب، ولم يسم ما حدث بـ "الانقلاب".
نعترض على الفهم الغربي للديمقراطية، الذي يعتقد أن الديمقراطية نظام تأسس من أجل مجتمعاته فقط، ويعتبر "الوصاية العسكرية" مشروعة لأنها تتوافق مع مصالحه.
نعترض على من تغاضوا ولم يروا ولم يريدوا أن يروا سحق الدبابات في ميدان رابعة العدوية للمحتجين المطالبين بحق الحياة وحقوق الإنسان وحق الانتخاب وحق الاقتراع الحر.
نعترض على المثقفين والمتنورين والمفكرين "الغربيين والمتغربين" الذي ضحوا بكل التراث الثقافي والقيم المبنية على الفلسفة الإغريقية والحياة الرومانية والنظرية المسيحية.
نعترض على فهم وأخلاق وموضوعية وسائل الإعلام التي دعمت بأخبارها وتغطيتها الحية الانقلابيين ومؤيديهم في ميداني التحرير بالقاهرة وتقسيم في اسطنبول، وتغاضت عن، بل شوهت صورة مئات آلاف مناهضي الانقلاب في ميدان "رابعة العدوية".
نعترض على الدبلوماسية التي بنت علاقاتها الدولية على أساس المصالح، ودعمت الانقلابات اللا أخلاقية والمجازر والإبادات الجماعية لاستخدام الأسلحة الكيميائية لأنها توافق مصالحها.
نعترض على من يحاولون عزل تركيا لأنها انتفضت في مواجهة كل الحروب والهجمات والانقلابات والمجازر ومقتل الأطفال والمدنيين، لأنها تؤمن بقدسية حياة الإنسان وبالقيم الأخلاقية الإنسانية دون النظر إلى المصالح الضيقة.
نعترض على خادم الحرمين الشريفين، لقيامه بدعم الانقلابيين، عوضًا عن حماية أبناء المسلمين.
نعترض على الأمم المتحدة، التي وقفت موقف العاجز ولم تر، بل تغاضت عن آلاف المدنيين الأبرياء الذين قُتلوا في مصر ولم تُعرف أعدادهم بعد.
نعترض على مجلس الأمن الدولي المكون من خمسة أعضاء فقط التي تاريخها حافل بقتل الأبرياء ولا تمثل الأغلبية في العالم، ولا تستنكر حتى أوضح المجازر لأنها تتناسب مع مواقفها.
نعترض على هيكلية وعقلية ونظام مجلس الأمن الدولي، الذي لا تمثيل ، ولا حق بالكلام فيه لملياري مسلم، فهو يتركهم تحت رحمة القوى العظمى في العالم.
نعترض على النظام العالمي والمجتمع الدولي، فهما لم يحاسبا المسؤولين عن مقتل مئات الأطفال والمدنيين الأبرياء بالسلاح الكيميائي في سوريا، ولم يتمكنا من التدخل لوقف نظام ديكتاتوري ماطل العالم بأسره بمناوراته الدبلوماسية، واعتبرا أن القتل بغير السلاح الكيميائي مباح.
نعترض على النظام الدولي، الذي حكم على قطاع غزة، حيث يعيش أكثر من مليون ونصف مليون إنسان منذ سنوات تحت الحصار، بالفقر والجوع، ونعترض على الجيش المصري ومن ورائه إسرائيل بسبب قصف الأنفاق، شرايين حياة القطاع.
نعترض على البلدان، التي تدعي أنها إسلامية، لأنها فتتت الأمة الإسلامية من خلال إثارتها الفتن المذهبية والصراعات العرقية، ولأنها دعمت الإرهاب وأقامت نفوذها على الافتراءات.
نعترض على الاستعمار، الذي استغل وأنهك ودمر أفريقيا، القارة السمراء، على مدى أكثر من مئة عام
نعترض على الظلم والأنظمة الاستعمارية والتقاسم غير العادل للثروات والطمع، نعترض لأننا مسلمون ولأننا بشر، نعترض لأننا أصحاب ضمير.
نريد أن تنتهي الآلام والأحزان والليالي الساهدة والارتعاشات العاجزة.. نريد عالمًا جديدًا.
ويختم الكاتب مقاله بالقول إن كل ما سبق هو ما أراد مبتكرو إشارة رابعة التعبير عنه في إشارتهم.
وفي ملاحظة أخيرة يضيف الكاتب أن منتدى رابعة الدولي تأسس بمبادرة من الكاتب التركي عبد الرحمن ديليباك والناشط جيهانغير إيشبيلير في اسطنبول، أول أمس، في أبرز خطوة عقب انتشار إشارة رابعة في كل أنحاء العالم، وبدعم من أكثر من مئة منظمة مدنية تركية وستين منظمة مدنية دولية وعشرات المؤسسات الإعلامية، ليكون أرضية مشتركة لحركة رابعة التي تتزايد قوتها في العالم الإسلامي.
ويشير إلى أن موقع www.r4biaplatform.com يخطط لجمع كافة الناشطين في العالم من خلال نشره بثلاث لغات، ويسعى إلى توفير التواصل بين العالم الإسلامي من المغرب إلى ماليزيا، وبين أصحاب الضمائر من أستراليا حتى بريطانيا، معربًا عن تهنئته وتأييده ودعائه للقائمين عليه.