شعبان عبد الرحمن
اُشتهرت مؤسسةُ الأزهر عبر تاريخها بتصدّيها لظواهر الغلوِّ والتكفير، خاصة فى حقبة الثمانينيات التى شاعت فيها تلك الظاهرة ضدّ حكم السادات ثم مبارك.. وكدنا نحفظ عن ظهر قلب عبارات علماء الأزهر التى تصبُّ كلها فى التحذير من تكفير المسلم لأخيه المسلم وللحاكم.. وكدنا نحفظ العبارات والأحاديث التى تحذر من التفتيش فى النوايا والقلوب ثم إصدار الأحكام.
لكننا فوجئنا اليوم بخلية تكفير كبرى داخل مؤسسة الأزهر يديرها قادة تلك المؤسسة..نعم قادتها؛ فوجدنا مشاركة شيخها الأكبر فى الانقلاب، ثم سكوته على المذابح، ثم تبين مشاركته فى التخطيط للانقلاب جنبًا إلى جنب مع البابا تواضروس بابا النصارى الأرثوذكس وفاسدى العلمانية، ثم تجلّى الأمر أكثر بخروج المفتى السابق "على جمعة" بفتاوَى تحرّض على قتل المسلمين، ثم خرج أمين عام هيئة كبار علماء الأزهر؛ ليطالب بقتل وصلب وقطع أيدى وأرجل جماعة الإخوان؛ لأنهم يسعون فى الأرض فسادًا.
وهكذا تحوّل الأزهر إلى خلية تكفير بالجملة وقد أرست تلك الخلية بقيادة الشيخ الأكبر سنة سيئة، وفتحت الباب على مصراعيه للتكفير، ولفتاوى القتل والدماء التى يمكن أن تصدر من أى فرد أو فريق ضد الآخر… لقد فتحت تلك الخلية الباب على مصراعيه لفوضى الفتوى فى أخطر أبوابها "الدماء"مثلما فتح الانقلاب الباب على مصراعيه لفوضى القتل بالجملة.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
مدير تحرير مجلة المجتمع الكويتية