شبكة رصد الإخبارية
follow us in feedly

أهالي بدرومات إمبابة: امنحونا بيوتا كمقابر الموتى!

أهالي بدرومات إمبابة: امنحونا بيوتا كمقابر الموتى!
يعيشون في منازل أسوأ حالا من مقابر الموتى، فالبيوت التي تضاهي المقابر ضيقا وظلاما لكونها تحت الأرض.. زادت على...

يعيشون في منازل أسوأ حالا من مقابر الموتى، فالبيوت التي تضاهي المقابر ضيقا وظلاما لكونها تحت الأرض.. زادت على المقابر سوءا في غرقها بمياه الصرف الصحي المتسربة إليها، ورعبا بسبب تلامس كابلات الكهرباء مع مياه الصرف مما قتل بعضهم صعقا، يصرخ بعضهم في ألم: "امنحونا بيوتا كمقابر الموتى فهي أرحم حالا".. غير أن صرخاتهم لا تجد مجيبا أمام تجاهل المسئولين ووعودهم الزائفة، وحالاتهم الصحية وموتاهم جراء هذا الوضع لا يجد قلبا رحيما بين مسئولي حكومة الانقلاب الذين غضوا الطرف عنهم.

 
 
مأساة حقيقية تعيشها 73 أسرة من سكان البدرومات بمنطقة أرض عزيز عزت بإمبابة بعد وفاة الحالة السادسة صعقاً بالكهرباء بسبب تلامس التيار الكهربائي مع مياه الصرف الصحي في غرفته بالبدروم الذي كان يعيش فيه.. مما أدى إلى وفاته في الحال، مساكن أشبه بالمقابر تغرقها مياه الصرف الصحي، فهي عبارة عن بدرومات تقع تحت مستوى الأرض بـ 4 أمتار، أًجُبر أهلها على العيش بها بسبب السياسات الحكومية التي همشتهم عن الحياة الطبيعية، بلا أي خدمات، في ظل وعود زائفة.
 
 
يعيش أهالي "عزيز عزت" بإمبابة في بدرومات البلوكات السكنية أسفل سطح الأرض بعدة أمتار ويضم البدروم الواحد أكثر من 15 غرفة لا تتجاوز حجمها الـ25 متراً ولا توجد فيها أي منافذ للتهوية أو خدمات فهي تشبه المدفن ويعيش داخل كل غرفة أسرة مكونة من خمسة أفراد فضلا عن تسرب مياه الصرف الصحي من المواسير المتهالكة إلي داخل الغرف وتصل إلي نصف متر وانتشار الروائح الكريهة بسبب قضاء حاجاتهم في صفائح داخل الغرف وبالتالي انتشار أمراض الروماتيزم نتيجة الرطوبة المرتفعة والربو نتيجة سوء التهوية وعدم وجود نوافذ وجلطات القلب والالتهاب الكبدي الوبائي والفشل الكلوي وغيرها من الأمراض.
 
 
وأكد الأهالي أنهم قابلوا رئيس حي شمال إمبابة قبل وفاة ذويهم بيومين للاستغاثة به لإرسال شفاطات لسحب مياه الصرف الصحي التي أغرقت البدرومات وارتفعت لدرجة تنذر بكارثة ولكن لا مجيب مما أدى إلى وفاة الضحية السادسة واتهموا رئيس الحي بالإهمال وبالتقاعس عن العمل.
 
 
وأضافوا ان مسئولي الجيزة وحي شمال إمبابة وعدوا الأهالي الذين يسكنون بتلك البدرومات بتسليمهم وحدات سكنية بنفس المنطقة بعد توفير الأرض إلا أنهم أقاموا الوحدات السكنية ورفضوا تسليمها للأهالي على الرغم من إجراء البحوث الاجتماعية وتحديد الاسر المستحقة لها والأولى بالرعاية بالإضافة إلي بيع الادوار الأرضية لتجار السراميك بالمنطقة.
 
 
ومن جانبه، قال سيد محمد "أحد سكان البدرومات": أصيب ابني الأكبر بجلطة في القلب بسبب صعقه بالتيار الكهربائي نتيجة تلامس مياه الصرف الصحي بالكهرباء.
 
 
كما أوضح عاطف فرغلي ومحمد سيد من السكان أن البلوكات السكنية يوجد بها 10 بدرومات تتكون من غرف منفصلة وتعيش كل أسرة داخل غرفة دون مياه شرب وصرف صحي ولا يوجد أي منافذ للتهوية.. مما تسبب في اصابة العديد من الأسر بالأمراض المزمنة.
 
 
وبدورها قالت وردة رشاد ونصرة عيد وحميدة أبو المعاطي من السكان: نعيش في جحيم ونتعرض للموت كل لحظة بسبب تلامس التيار الكهربائي مع مياه المجاري وأشارت إلى أنهن يتعرضن للكثير من المضايقات بسبب وجود الحمامات المشتركة التي تبعد عن الغرف بحوالي 5 أمتار وكثرة المشاجرات بسبب أولوية دخول الحمام مما دفعهن إلى قضاء حاجاتهن في صفائح داخل الغرف الأمر التي تسبب في انتشار الأمراض والأوبئة.
 
 
وأكد إسلام محمد ويعمل دكتورا صيدليا أن هناك تقارير طبية كشفت تردي الحالة الصحية لسكان هذه البدرومات بسبب البيئة السيئة التي يقيمون فيها، مشيرًا إلى انتشار العديد من الأمراض وعلى رأسها الروماتيزم نتيجة الرطوبة العالية بالغرف، إضافة إلى انتشار حالات الإصابة بالعمى نتيجة الروائح الكريهة التي تنبعث من مياه الصرف الصحي بالغرف مع اختفاء منافذ التهوية الصحية والشمس والهواء.
 
 
أما سميرة أحمد إحدى أهالي المنطقة، تقول: "أنا مطلقة وأعيش أنا وأولادي الخمسة في بدروم تحت الأرض متر في متر، وقد توفى ابني بمرض أصابه بسبب المجاري، ونحن نعيش بـ 10 جنيهات في اليوم الواحد التي يكسبها ابني الأكبر من بيع الخردة، كما أننا نعاني من انتشار البلطجة في المنطقة واحنا عندنا بنات وبنخاف عليهم، وأنا لم أعد قادرة على العمل وأتمنى أن توفر لنا الحكومة شقة نعيش بها أنا وأولادي وهي من أبسط أحلامنا".
 
 
 
ويقول عاطف فرغلي -56 عاما- من سكان البدرومات "نحن نعيش في عزبة عزيز منذ 20 عاما وهذه المنطقة هي عبارة عن بدرومات تحت الأرض ويعيش بها أكثر من 60 أسرة ونحن نعاني من الفقر والمجاري التي تسببت في موت الكثير من الأهالي، والتي جعلتني أترك منزلي حيث غمرته المجاري وأبات أنا وأولادي في الشارع، كما أن هذه المنطقة هي أشبه بوكر للبلطجية وتجار المخدرات التي انتشرت انتشار غير طبيعي في المنطقة رغم تواجد الشرطة، فعلى بعد أمتار من هنا يوجد قسم إمبابة، وحالتنا تتحول من السيئ للأسوأ".
 
 
وأوضحت أم محمد وهي زوجة فرغلي، أن زوجها قام ببناء حمام لأهالي المنطقة وهو حمام واحد يستخدمه أكثر من 60 أسرة، بعد أن كان الأهالي يقومون بقضاء حاجتهم في "جرادل"، مضيفة: "تركنا منازلنا بسبب المجاري التي أغرقتها، وبناتي يباتون في الشارع، وأنا لا أشعر بالأمان وأخاف عليهم من البلطجية المنتشرين في المنطقة، حيث يوجد أطفال لا يتعدون 10 سنوات يتعاطون المخدرات ويتحرشون بالفتيات، كما أن بعض الشباب أتخذوا كوبري إمبابة وكرا لأعمال السرقة والاختطاف والاغتصاب، فمن يقبل العيش بهذه الطريقة المهينة بدون أي إحساس بالأمن والأمان.
 
 
كما اشتكت الحاجة هويدا رشاد، من إهمال المسؤولين لهم، حيث يقوموا بزيارة المنطقة وهم على علم تام بكل ما يحدث بها، ويعدوا أهلها بالتغيير ولكن لا حدث سوى الكلام والوعود الزائفة، وتضيف الحاجة هويدا: "تعبنا من هذه الحياة ونحن ننتظر الموت في أي لحظة، بسبب المجاري التي تغمر المنطقة، فقد فقدت جارتي أربعة من أطفالها بالبلهارسيا والأمراض التي تسببها المجاري، ومطلبنا استلام شققنا في البلوكات الجديدة التي تم تشطيبها والانتهاء منها منذ شهرين وهناك من قاموا باستلام شقق وهو مطلب ليس من الصعب تنفيذه".
 
 
وتقول الحاجة صابرة كامل: "احنا متبهدلين هنا ومحدش حاسس بينا لا عارفين نأكل ولا نشرب ولا حتى ندخل الحمام ودا ميرضيش ربنا، ونضطر انا وبنات المنطقة لترك منزلنا في منتصف الليل للذهاب لقضاء حوائجنا في وسط رعب من البلطجية المنتشرين في المنطقة".
 
 
وتتساءل "صابرة": "أين هي الشقق التي وعدنا رئيس الحي، أحنا مش هنقول غير حسبي الله ونعم الوكيل".


تنفيذ و استضافة وتطوير ميكس ميديا لحلول الويب تنفيذ شركة ميكس ميديا للخدمات الإعلامية 2023